أهم المشكلات النفسية عند الأطفال

من يظن أن المشكلات النفسية تصيب الكبار فقط فهو خاطئ؛ فالمشكلات النفسية والاضطرابات تبدأ منذ الطفولة، بل توجد أنواع كثيرة من المشكلات النفسية تظهر أكثر في الطفل لأنه يعبر عنها على بوضوح. سوف نتعرف في هذا المقال على أهم المشكلات النفسية عند الأطفال.

تسهم كثير من العوامل في تشكيل نفسية الطفل وظهور المشكلات في شخصيته، وتسهم أنواع معينة من المشكلات في تشكيل شخصية الطفل المستقبلية؛ لذا يجب على المتخصصين وغير المتخصصين التعرف على تلك المشكلات، فحتى لو كنت لا تعمل في مجال الطب النفسي ففي الأقل أنتَ أب وأنتِ أم، أو قد تكونان أبًا وأمًّا في المستقبل تتحملون مسؤولياتكم على نحو كامل.

ما المشكلات النفسية عند الأطفال؟

إذا نظرت إلى الطفل تعرف على الفور إذا كان يعاني من قلق، لأنه تظهر على حركاته وإيماءاته أمارات القلق. وليس كل قلق مرضًا، ولكن إن تكرر على نحو معين وبخصائص معينة فيمكن عده قلقًا مرضيًّا.

والقلق نوع من أنواع المشكلات النفسية التي يتعرض لها الطفل. ولكن، يجب أن نتناول هذا الموضوع على نحو أكثر تفصيلًا لتتعرف على ملامح هذا المرض حتى تتمكن من تشخيص حالة طفلك مبدئيًّا قبل أن تعرضه على مختص. 

القلق عند الطفل

متى يتحول القلق إلى خوف؟ ينطبق هذا السؤال على الطفل وعلى الكبار أيضًا. ولكن دعنا نجب عليه من منظور الطفل. فما دام لم يتمكن الطفل من التغلب على مخاوفه وتجاوزها، وتوقف عن التفكير المفرط فيها، ويلاحظ تأثيرها في نشاطاته، وفي مستوى تركيزه في الدراسة، وفي جوانب الحياة الأخرى، فيمكننا أن نعده مرضًا بلا أدنى شك. 

متى يتحول القلق إلى خوف

ويعد الرهاب نوعًا واضحًا من أنواع القلق المرضي لدى الطفل، وهو من أكثر المشكلات النفسية انتشارًا على مستوى العالم، فيعاني الطفل في هذه الحالة من القلق من أشياء معينة، مثل الخوف من التجمعات والزحام، أو  الخوف من الذهاب إلى طبيب الأسنان أو الأطباء عمومًا، أو الخوف من القطط والكلاب والأمكنة المغلقة مثل المصعد وغيرها. 

ويقلق الطفل أيضًا من أمور عامة مثل القلق من انفصال الوالدين، ولاسيما في حالة وجود جو مشحون بينهما في المنزل، وكثرة الخلافات العنيفة بينهما، وأيضًا بسبب التفكير المفرط في المستقبل. 

كآبة الأطفال

قد يعتقد بعضنا أن مرض الكآبة لا يصيب سوى الناضجين، ولكنه في الحقيقة أيضًا يصيب الأطفال ويكون واضحًا حتى لغير المتخصص في مجال الطب النفسي. ومن علامات هذا المرض عند الطفل أنه يفقد الشغف تجاه الأشياء التي كان متحمسًا لها، وأيضًا لا يستطيع الطفل الاستمتاع باللعب والروتين الذي كان معتادًا عليه، ويشعر بحالة من الحزن لا تفارقه معظم الأوقات. 

علامات الكآبة عند الأطفال

في هذا المرض يشعر الطفل بأنه حزين ويائس معظم الوقت، وتتغير شهيته للأكل على نحو مفرط، فتارة يأكل بشراهة، وتارة أخرى يأكل أقل مما هو معتاد عليه أو لا يأكل أصلًا. والحال نفسه مع النوم، في أوقات ينام مدة طويلة أكثر من اللازم، وفي أوقات أخرى لا ينام أو ينام قليلًا جدًّا، ويصاحبه شعور بالحزن وشعور بالتوتر الزائد. 

اضطراب التحدي

وبذلك يفرط الطفل في عملية تحدي الآخرين، ويحاول التغلب عليهم بأساليب غير صحية، مثل أن يفرض رأيه بعنف، ويتعمد إيذاء زملائه في المدرسة أو في أي تجمع، ويشعر بالغضب في معظم الأوقات، ويرفض الطفل طاعة من هم أكبر منه خصوصًا الوالدين، ويتجادل بطريقة غير لائقة مع الأكبر منه سنًّا، وعندما يخطئ أحدهم أمامه فإنه يكيل له الاتهامات واللوم على نحو مبالغ فيه. 

اضطراب ما بعد الصدمة

أيضًا من المشكلات النفسية عند الأطفال التي انتشرت على نحو واسع في مناطق متفرقة في العالم هو اضطراب ما بعد الصدمة، وهو حالة من الهلع الشديد عندما يتعرض الطفل لمثير يشبه الحالة التي سببت له صدمة.

ومن ضمن الأمور التي تتسبب في هذا النوع من الاضطراب للأطفال هو وجودهم في مناطق الحروب، فيُصدمون من دوي الانفجارات أو موت أحد الأقارب أمامهم، وأيضًا في المناطق التي شهدت كوارث طبيعية مثل الفيضانات والزلازل المدمرة والبراكين وغيرها. 

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

وهنا يعاني الطفل حركة مفرطة، ولكن ما يميز هذا المرض أنه لا يمكنه الانتباه مدة طويلة، فيسهو كثيرًا في أثناء حضوره في الفصل الدراسي؛ ما يؤثر في تحصيله الدراسي، وفي كثير من المواقف لا يفكر قبل أن يتصرف. 

تأثير اضطراب فرط الحركة على الطفل

وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، لكن يمكن التحكم فيه وإدارته وتقليل أعراضه، وفي النهاية تقل هذه الأعراض تدريجيًّا مع التقدم في العمر. 

اضطرابات السلوك عند الأطفال

وهو جزء من اضطراب التحدي الذي ذُكر في السطور السابقة، فيكون الطفل عنيفًا ولا ينصاع إلى الأوامر التي يتلقاها ممن هم أكبر منه سنًّا، ويرغب في كسر القواعد الاجتماعية سواء على مستوى الأسرة أو على المستوى المجتمع الخارجي. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.