أهم العلماء والشعراء في بلاط المماليك

تزدهر الأمم بازدهار العلم والأدب بها. فلا بد من أن يكون للأمة إرث علمي وأدبي وأسماء من العلماء والأدباء المشهورين لكي تخلد في التاريخ. فنجد مثلًا الفراعنة وما خلفوه من علوم التحنيط وغيرها، وعلى الرغم من أنها مبهمة وغير معروفة إلى الآن، لكنها موجودة فيما تم اكتشافه. فماذا عن عصر المماليك؟ 

إن سافرنا عبر الزمان وصولًا إلى عصر المماليك، فسوف نجد العلماء والشعراء في بلاط المماليك. فقد اهتم السلاطين في هذا العصر سواء في مصر أو الشام بضم الشعراء والعلماء في البلاط الملكي؛ من أجل الاستشارة ومن أجل الجلسات التي كانوا يقيمونها. 

أشهر العلماء والشعراء في بلاط المماليك

إن عهد المماليك هو عهد ازدهار علوم الشعر والأدب عامة. وعندما غزا المغول بغداد، دمروا كل شيء، حتى إنهم دمروا الكتب التي كانت موجودة في المكتبة الكبيرة في بغداد وأحرقوها. وما تبقى منها حملوها وألقوها في نهر الفرات لكي يعبروا عليها. وتم تدمير الكتب بالكامل، ولم يتبقَّ من هذا الإرث العلمي والأدبي أي شيء تقريبًا. 

لذلك اهتم المماليك بالعلماء والشعراء، وضموا المعروفين منهم إلى البلاط الملكي، وتوفير كل السبل من أجل التركيز على العلم والشعر. فأغدقوا عليهم الأموال والعطايا ليكون شغلهم الشاغل هو إفادة العلم والأدب كلٌّ في مجاله. 

وألَّف العلماء والأدباء كثيرًا من الموسوعات في عصر المماليك، وخُلد وجود هذه الموسوعات إلى يومنا هذا. وهي موجودة في المكتبات الكبيرة التي تحتفظ بالإرث الأدبي كما هو الحال في المتاحف التي تحتفظ  بالآثار متمثلة في التماثيل والمخطوطات القديمة. 

ومن ضمن الموسوعات المشهورة في العصر المملوكي نجد نهاية الأرب في فنون الأدب، ومسالك الأبصار في ممالك الأمصار، وصبح الأعشى في كتابة الإنشا، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وغيرها من الموسوعات في المجالات العلمية والأدبية المتنوعة. وفي السطور التالية سوف نتعرف على أشهر العلماء والشعراء في بلاط المماليك.

شهاب الدين النويري

سُمي شهاب الدين النويري بهذا الاسم نسبة إلى قرية النويرة في محافظة بني سويف في صعيد مصر. تتلمذ النويري في كنف المذهب الشافعي، وكان في بلاط السلطان المنصور قلاوون، واستمر في البلاط السلطاني في عهد ولده الملك الأشرف ومن بعده الملك الناصر، ولكنه كان مقربًا أكثر للأخير، وتقلد كثيرًا من المناصب في عهده، وقد كان عالمًا وعابدًا في الوقت نفسه.

فقد كان يتفرغ من وقت العصر إلى وقت المغرب في قراءة القرآن، وبعد المغرب يعمل على القراءة وجمع العلوم. وقد تمكن من كتابة صحيح البخاري كاملًا ثماني مرات، وباع كل نسخة بمبالغ طائلة. 

وقد كتب موسوعة نهاية الأرب في فنون الأدب، في ثلاثين مجلدًا، وأرخ كثير من المؤرخين عن هذه الموسوعة -وعلى رأسهم المقريزي- وهذه الموسوعة تسمى بتاريخ النويري. ولم تتخصص هذه الموسوعة في نوع معين من العلوم، إذ تحتوي على علوم الاجتماع والتاريخ والجغرافيا، وتطرقت إلى أنظمة الحكم التي توجد في الأمم المختلفة، واحتوت أيضًا على الفنون المتنوعة وترجمة كثير من المخطوطات القديمة التي كانت في العهود السحيقة في الحضارة الفرعونية واليونانية وغيرها. 

موضوعات كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب

وتناولت الموسوعة الحديث عن الاقتصاد والنظم الاقتصادية المتبعة في معظم الدول، وفي عصر المماليك. وتوفي النويري في الخمسينيات من عمره عام 1333 م. 

ابن فضل الله العمري

وُلد العالم ابن فضل الله العمري في دمشق عام سبعمائة هجرية. وقد أتقن علوم الكتابة وكثيرًا من الفنون والعلوم الأخرى، ثم ذهب إلى القاهرة، وكان مقربًا من السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وتقلد منصبًا واحدًا من الدواوين المهمة في الدولة، وهو ديوان الإنشاء. وقد أثرى العلوم والأدب بكثير من الدراسات المهمة. 

كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل العمري

وقد كان مؤرخًا. ومن أشهر ما أرَّخ له رحلة حج الإمبراطور المالي مانسا موسى التي انطلقت من مصر، حيث أغدق الإمبراطور المالي كثيرًا من الأموال والذهب لدرجة خفَّضت سعر الذهب في مصر في هذا الوقت مدة عشر سنوات. 

أشهر المدارس والجامعات في عهد المماليك

تميز عصر المماليك بإنشاء المدارس والجامعات التي أثرت العلوم والفنون، وتخرج فيها كثير من العلماء والأدباء الذين عملوا في البلاط السلطاني، ومنهم من عمل في الدواوين المختلفة في الدولة. ومن أشهر هذه المدارس ما يلي: 

المدارس والتعليم في عصر المماليك

  • المدرسة الظاهرية القديمة: اهتم السلطان الظاهر بيبرس البندقداري بتدريس المنهج الشافعي في هذه المدرسة على يد تقي الدين بن رزين، وأيضًا تدريس الحديث وعلومه على يد كثير من علماء الدين وأبرزهم الحافظ شرف الدين الدمياطي. 
  • المدرسة الظاهرية: وقد تم بناء هذه المدرسة بعد ثمانية وعشرين عامًا من بناء المدرسة الظاهرية القديمة، وقد أشرف على بنائها الأمير جركس الخليلي، وقد تم تدريس منهج الشافعية والمالكية فيها. 
  • المدرسة المنصورية: وقد تم بناؤها في عهد السلطان المنصور بن قلاوون. ودرس الطلاب فيها مناهج المذاهب الأربعة، وكثيرًا من أنواع  العلوم والفنون، وصنوفًا متنوعة من الأدب والشعر. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة