إذا كنت ترغب في التعرف إلى الاقتصاد الأردني وإلقاء نظرة على الأنشطة الاقتصادية في الأردن، فهذا المقال يمنحك فرصة طيبة وجولة قصيرة، يمكنك بها معرفة كثير من المعلومات، التي تصنع لك صورة واضحة عن طبيعة الاقتصاد الأردني بطريقة مبسطة وممتعة في الوقت نفسه.
اقرأ أيضاً تعرف إلى الفرص الاستثمارية في الأردن
الأنشطة الاقتصادية في الأردن
في البداية لا بد وأن نوضح أن طبيعة الاقتصاد الأردني تختلف تمامًا عن معظم الدول العربية، فقد عانى هذا البلد الصغير قلة الموارد الطبيعية اللازمة لتنوع النشاط الاقتصادي، مثل:
-
الأراضي الزراعية
تعد الأردن من أقل الدول العربية امتلاكًا لمساحة الأرض القابلة للزراعة، فنحو 10% فقط من مساحة الأردن صالحة للزراعة.
-
مصادر الطاقة
لا يمتلك الأردن مصادر الطاقة المتنوعة من البترول والفحم ومساقط المياه، التي تستخدم لتوليد الطاقة الكهرومائية.
-
مصادر المياه
يعاني الأردن قلة مصادر المياه نتيجة انخفاض معدل الأمطار واعتماده على مصادر المياه الجوفية، ما يؤثر كثيرًا في طبيعة الأنشطة الاقتصادية في الأردن.
لذلك، فإن الاقتصاد الأردني يعتمد كثيرًا على التجارة والسياحة والخدمات، ويستورد الطاقة على نحو شبه كامل، في حين تنشط بعض الصناعات الاستخراجية في الأردن، مثل: الفوسفات والأسمدة والأملاح.
لذا، فإن إجراءات الخصخصة التي أجرتها الحكومات الأردنية المتعاقبة كانت بغرض تحرير الاقتصاد عن طريق الاستثمارات الخاصة لتنويع الأنشطة الاقتصادية في الأردن، إضافة إلى إنشاء المناطق الاقتصادية والصناعية والمشروعات السياحية الكبرى.
الزراعة في الأردن
مثلما قلنا إنه توجد صعوبات وتحديات كثيرة يواجهها الاقتصاد الأردني، فإن الأنشطة الاقتصادية في الأردن تتأثر بهذه الصعوبات، ومنها قطاع الزراعة، الذي يواجه كثيرًا من المشكلات، مثل: ندرة المياه وطبيعة الأراضي الصالحة للزراعة، ما يجعل قطاع الزراعة في الأردن من القطاعات الصغيرة، فإنه يسهم بنسبة لا تتخطى 6% من الناتج المحلي.
ويعمل به أقل من 4% من القوى العاملة في الأردن؛ لذلك، فإن اعتماد الدولة على استيراد المنتجات الغذائية الأساسية يعد أمرًا منطقيًا، فيستورد السكر والقمح والخضراوات، في حين يكتفي الأردن ذاتيًا من منتجات، مثل: الزيتون والطماطم وبعض أنواع الزيوت.
الصناعة في الأردن
يأتي القطاع الصناعي كأحد الأنشطة الاقتصادية في الأردن أحسن حالًا من القطاع الزراعي، ويمثل نحو 17% من الناتج الإجمالي المحلي، ويعمل به نحو 14% من القوى العاملة في البلاد، وهو ما يمكن تقسيمه إلى قسمين أساسيين، هما:
-
الصناعات التعدينية
وتعتمد هذه الصناعات على منتجات الفوسفات الذي تحتل الأردن فيه مكانة عالمية، واستخراج البوتاس والحجر الجيري والأسمنت.
-
الصناعات التحويلية
وهي مجموعة الصناعات التي حققت طفرة كبيرة في المدة الماضية، مثل: الكيماويات والمنتجات الجلدية والصناعات التي تعتمد على البلاستيك، إضافة إلى الصناعات الغذائية، التي توفر كثيرًا من الاحتياجات الخاصة بالاستهلاك المحلي، والتصدير لكثير من الدول العربية.
يمكننا أن نشير إلى المدن والمناطق الصناعية الكبرى التي أنشئت في الأردن، وكانت سببًا لهذه الطفرة الصناعية:
-
- مدينة الحسن الصناعية.
-
- مدينة العقبة الصناعية.
-
- مدينة عبد الله الثاني ابن الحسين.
-
- مدينة المفرق الصناعية، التي أنشئت مؤخرًا في عام 2016.
اقرأ أيضاً معيقات الاستفادة من أهداف منهج الدراسات الاجتماعية في الأردن
بعض الأنشطة الأخرى
التجارة في الأردن
تعد التجارة من أهم الأنشطة الاقتصادية في الأردن، التي تعتمد كثيرًا على تصدير الفوسفات والبوتاس والمواد الكيميائية، إضافة إلى عدد من الفواكه والخضراوات، مثل: الطماطم والفراولة والزيتون، وبعض المنتجات الصناعية، مثل: مستحضرات التجميل والمنتجات الجلدية، في حين تستورد الأردن الحبوب واللحوم والنفط على نحو أساسي، وتتمثل خريطة الدول التي تتعامل معها الأردن بالتجارة في الدول العربية والولايات المتحدة والصين على نحو كبير.
السياحة في الأردن
إذا كانت الموارد الطبيعية في الأردن لا تسمح بوجود نشاط زراعي كبير، فإن الأردن تمتلك ثروة كبيرة من المعالم السياحية. لذلك، فإن السياحة من أهم الأنشطة الاقتصادية في الأردن، التي تمثل نحو 14% من الناتج المحلي لأسباب عدة، منها:
-
- التنوع الكبير في المقومات السياحية من مواقع أثرية، وأمكنة للإقامة، وممارسة الأنشطة.
-
- الأمكنة السياحية العلاجية، التي يحتل فيها الأردن أحد المراكز العالمية المتقدمة في قائمة أفضل الدول في السياحة العلاجية.
-
- المناخ المعتدل والمتنوع في معظم أيام السنة.
-
- الفعاليات والأنشطة المتعددة التي تؤديها وزارة السياحة والآثار الأردنية.
-
- موقع الأردن المتميز، وأهميته التاريخية والدينية.
قطاع الخدمات في الأردن
يمكننا القول إن قطاع الخدمات هو أكبر وأهم الأنشطة الاقتصادية في الأردن، ويكفي أن نذكر أنه يمثل نحو ثلثي الناتج المحلي في البلاد، ويعمل به ما يقرب من 66% من السكان، ويعد حجر الأساس في الاقتصاد الأردني، وهو يتناسب تمامًا مع طبيعة الأردن ومساحتها، وطبيعة السكان.
وهو ما يمكن عده استثمارًا ذكيًا في الإنسان الأردني، فقد أصبح الأردن يمتلك ثروة كبيرة من المواطنين المؤهلين للعمل في عدد من المجالات، وفي كثير من الأمكنة المختلفة من أطباء ومدرسين ومهندسين وباحثين في عدد من المجالات.
إن الأردن قد مرت بكثير من التحديات والصعوبات على مستوى التاريخ والجغرافيا، حتى إن ما وصل إليه الاقتصاد الأردني من ثبات ومرونة وتطور يعد أحيانًا منافيًا للمنطق ودافعًا لكثير من الآمال والطموحات في تحقيق مزيد من الخطوات العملاقة في الأوقات القادمة.
وفي الأخير، فإننا ندعوك لمشاركتنا رأيك في التعليقات، واقتراحك لموضوعات أخرى ترغب في قراءتها عبر جوك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.