لغة الجسد تُعد من العناصر الأساسية في التواصل غير المباشر بين الأشخاص، وهي تعبر عن التواصل بأي شيء يخص الجسم، مثل نبرة الصوت، ونظرات العيون، وحركات اليدين، وإيماءات الوجه، وأشياء كثيرة من حركات تدل على ما يفكر به الشخص أو يشعر به.
لغة الجسد مهمة وبالأخص في مقابلات العمل، إذ تعطي الانطباع الأول، وتنقل للشخص الذي أمامك مدى ثقتك وكفائتك، ففهم لغة الجسد واستخدامها بطريقة صحيحة تزيد فرص نجاحك في مقابلات العمل.
في هذا المقال عزيزي القارئ سنستكشف أهمية لغة الجسد في مقابلات العمل، وجوانبها المختلفة.
كورس كيفية اجتياز مقابلة العمل بنجاح من هنا!
أهمية لغة الجسد في مقابلات العمل
الانطباعات الأولى مهمة
لغة الجسد مهمة في المقابلة الأولى مع أي شخص وخصوصًا إذا كانت مقابلة عمل، لأنها تخلق إشارات تنعكس على الشخص الآخر بالإيجابية، ما يجعل الشخص الآخر أكثر تقبلًا لما تقوله.
بعض البحوث تشير إلى أن الانطباع الأول يتشكل في أثناء الثواني الأولى القليلة من مقابلة شخص ما، ولغة الجسد تؤدي دورًا مهمًّا في ذلك، ففي اللحظة التي تدخل فيها غرفة المقابلة، تبدأ لغة جسدك في التواصل وعكس الانطباع الإيجابي، مثل مصافحة قوية، وابتسامة دافئة، ووضعية جيدة، ونبرة صوت تبين ثقتك في نفسك في بقية المقابلة.
نقل الثقة والكفاءة
إن الثقة من الصفات الأساسية التي يبحث عنها المحاور في المرشحين للعمل، إذ يمكن أن تُنقل الكفاءة والثقة بواسطة لغة جسدك حتى من قبل أن تبدأ في التحدث وبدء حوار.
يمكن لبعض الإشارات غير اللفظية ووضعيات للجسد أن تظهر ثقتك بنفسك، على سبيل المثال، المحافظة على اتصال ثابت بالعين، والجلوس باستقامة مع وضعية جيدة وإرجاع الكتف للخلف، يظُهر ذلك أنك قادر وواثق من نفسك.
إظهار المشاركة والاهتمام
لغة جسدك يمكنها أن تبين مدى اهتمامك بالمحادثة، إذ توجد علامات تدل على أنك تستمع بنشاط ومهتم بالمشاركة في الحديث، مثل الانحناء إلى الأمام قليلًا، والإيماء بالموافقة على الحديث، والمحافظة على اتصال العين، فيمكن لكل هذه الإشارات أن تجعل المحاور يشعر بالاحترام والتقدير ويزيد التفاعل الاجتماعي، حيث المشاركة والاستماع الجيد والنشيط من الأمور الضرورية في أثناء المقابلة.
إدارة التوتر
الشعور بالتوتر في أثناء مقابلة العمل شيء طبيعي، لكن الإفراط في الشعور به أو تجنب الاتصال البصري المباشر يمكن أن يشتت الانتباه.
لغة الجسد المنضبطة والهادئة يمكنها أن تساعد في إظهار سلوك هادئ وتدير التوتر، ومن الممكن أن تساعد بعض التقنيات على تقليل التوتر مثل الحفاظ على وضعية جيدة واستخدام تعبيرات مسيطرة والتنفس العميق، هذه التقنيات يمكنها أن تظهرك بمظهر أكثر ثقة واسترخاء.
الحساسية الثقافية
فهم الاختلافات الثقافية من الأمور المهمة جدًّا في لغة الجسد، وخصوصًا في الشركات ذات الجنسيات المتعددة، فلكل ثقافة مختلفة تفسير مختلف تمامًا للغة الجسد، على سبيل المثال، الحفاظ على التواصل البصري يدل على الثقة بالنفس والاهتمام بالحديث في بعض الثقافات، لكنه في ثقافات أخرى قد يعد وقاحة.
فهم هذه الاختلافات الثقافية المتعددة، وبالأخص في الشركات متعددة الجنسيات، يمكن أن يساعد في إظهار الحساسية الثقافية وتجنب سوء الفهم.
بناء الثقة والتفاهم
إن الثقة تعد العنصر الأساسي في أي علاقة، ومن ضمنها العلاقة بين المرشح والمحاور، فلغة الجسد المفتوحة مثل عدم تقاطع الساقين والذراعين يمكنها أن تظهرك جديرًا بالثقة وأكثر سهولة في التعامل، ويمكن أن يساعد الحفاظ على اتصال ثابت بالعين على تجنب الشعور بالملل وبناء ثقة مع المحاور.وعندما يشعر المحاور الذي يجري المقابلة أنك جدير بالثقة وصادق، فمن الممكن أن يرشحك للعمل.
مهارات الاتصال غير اللفظي
لغة الجسد الإيجابية يمكنها أن تظهر وتخلق شعورًا بالتوافق بين المحاور والمرشح، وتجعل التفاعل بينهما أكثر راحة، فحاول أن تتعلم القدرة على قراءة لغة الجسد وكيفية الرد عليها، لأنه من الأمور المفيدة وخصوصًا في مقابلات العمل.
بعض النصائح للغة الجسد في مقابلات العمل
ـ حافظ على وضعية جيدة من حيث الجلوس باستقامة مع إرجاع الكتف للخلف، فهذا يساعد على التنفس بطريقة أفضل ويساعد على البقاء هادئًا وينقل الثقة للمحاور.
ـ حافظ على الاتصال البصري بدرجة مناسبة، فهذا دلالة على اهتمامك وانتباهك للحديث.
ـ أعطِ ابتسامة صادقة لتنقل شعور الود وسهولة التواصل.
ـ استخدم وضعيات اليد الطبيعية لتتجنب المبالغة وتعطي جوًّا أكثر حيوية.
ـ تجنب أي أشارة سلبية مثل تقاطع الساقين والذراعين أو الانحناء، فيمكن لهذه الإشارات أن تعطي شعورًا بالتوتر أو عدم الاهتمام.
أخيرًا، فإن لغة الجسد من العناصر الأساسية المهمة في مقابلات العمل، ولها القدرة على نقل الكفاءة والثقة والجدارة بالثقة والمشاركة، وترك انطباعات إيجابية دائمة للشخص الذي يجري معك المقابلة، لذا فإن استخدام وفهم لغة الجسد بطريقة صحيحة يمكنها أن تحسن فرص النجاح كثيرًا في مقابلات العمل.
ما الأسئلة المتوقعة في مقابلة عمل؟
في مقابلات العمل، يتطرق المحاورون لأسئلة تكشف عن قدرتك على التكيف وتحقيق أهداف الشركة. من الأسئلة الشائعة: "ما الذي تأمل تحقيقه في الأشهر الأولى من العمل معنا؟" لتقييم مدى فهمك لمتطلبات الوظيفة وتحديدك للأولويات.
كذلك، قد يُسأل: "كيف تتعامل مع العملاء أو الزبائن الصعبين؟" وهو سؤال يوضح مهاراتك في التعامل مع الآخرين والاحتفاظ بالهدوء تحت الضغط. كما قد تُسأل عن كيفية مواكبة التغيرات السريعة في مجالك، ويهدف هذا إلى قياس مرونتك واستعدادك للتعلم. وأخيرًا، من الأسئلة المهمة: "لماذا تركت وظيفتك السابقة؟" للتعرف على مستوى احترافيتك وطريقة تعاملك مع التحولات المهنية.
كيفية التعامل مع الأسئلة الصعبة في المقابلة الشخصية
عند مواجهة الأسئلة الصعبة في المقابلة الشخصية من المهم أن تتحلى بالثقة والهدوء. لا تتردد في أخذ لحظة للتفكير قبل الرد، فهذا يظهر أنك تفكر بتمعن.
إذا كان السؤال غامضًا أو معقدًا، يمكنك طلب توضيح أو إعادة صياغته بشكل أبسط. في حال لم تكن لديك إجابة فورية، لا بأس في الاعتراف بذلك، لكن حاول تقديم بديل يعكس قدرتك على التكيف والتعلم. استخدم أمثلة من تجربتك المهنية لإظهار كيف تعاملت مع مواقف مشابهة، مما يعكس مهاراتك في حل المشكلات وإيجاد حلول مبتكرة. هذه الطريقة تبني انطباعًا إيجابيًا عنك لدى المحاور.
كيفية بناء ثقتك بنفسك قبل مقابلة العمل
لبناء ثقتك بنفسك قبل مقابلة العمل عليك التحضير الجيد والتفكير الإيجابي. ابدأ بمراجعة سيرتك الذاتية وحدد المهارات والخبرات التي تناسب متطلبات الوظيفة. ابحث عن الشركة وثقافتها، فهذا يساعدك على الإجابة بثقة واحترافية. تدرب على الإجابة عن الأسئلة الشائعة، وركز على تحسين لغة جسدك مثل التواصل البصري والابتسامة. كما أن الاستعداد النفسي مهم؛ حاول تصور نجاحك في المقابلة وتخيل نفسك تجيب بثقة. تأكد أيضًا من اختيار ملابس مناسبة تعكس احترافيتك، لأن المظهر الجيد يساهم في تعزيز شعورك بالثقة والراحة أثناء المقابلة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.