أهمية علم النفس في التربية والمجتمع

يهتم علم النفس التربوي بالأصول التربوية التي يتأسس عليها الطفل، سواء داخل الأسرة أو في المدرسة. ويمتلك هذا العلم كثيرًا من الأدوات التي تحسِّن قدرات الطفل التعليمية، إضافة إلى انخراطه في المجتمع ليكون عضوًا مؤثرًا فيه. فهل تريد التعرف على أهمية علم النفس في التربية والمجتمع؟

لا يمكن لمجتمع إن كان يريد أن يكون مجتمعًا راقيًا خاليًا من التشوهات الاجتماعية أن يكون بمنأى عن علم النفس، وأدوات هذا العلم التي تعمل على ضبط وتقويم سلوكيات أفراد المجتمع، إضافة إلى احتضان الأفراد الذين يعانون مشكلات نفسية وعصبية لا يمكن التعامل معها بالأساليب العادية. 

أهمية علم النفس في التربية والمجتمع

من أكثر المجالات التي يؤثر فيها علم النفس هي المدرسة؛ فهي المعلم الأول بالنسبة للشخص، حتى إن الأشياء التي يتعلمها الشخص في مجتمع المدرسة تؤثر فيه في مدة الدراسة، وتصحبه أيضًا بعد الانتهاء من الدراسة وفي الحياة العملية. ونستطيع القول إن المدرسة قادرة على تكوين عقلية الشخص وتحديد أولوياته وميوله عندما يكبر.

ولا تقتصر دراسة علم النفس على المعلم في الفصل الدراسي، بل إن الطالب يشترك في هذه الدراسة، ويجب أن يكون مطلعًا عليها. وإليك الأسباب.:

أهمية علم النفس للطالب

  • يدعم علم النفس تقوية قدرات الطالب بالتعرف على حدودها أولًا، فلا يصح أن نقوي ونعزز شيئًا ما دون التعرف على ماهيته وإمكانياته. وتختلف قدرة كل طالب عن الطالب الآخر، فبعض الطلاب يتمتعون بقدرات خاصة، ويعمل علم النفس على اكتشاف قدرات هؤلاء الطلاب، وتدعيم هذه القدرات وتنميتها وإظهارها في المجالات التي تليق بها. 
  • التعرف على مستوى الذكاء الخاص بكل طالب. حتى إنه يوجد في بعض المدارس فصل دراسي يسمى فصل الفائقين أو فصل ذوي القدرات الخاصة. ويُفترض أن يتم انتقاء الطلاب الملتحقين بهذا الفصل الدراسي بناءً على اختبارات خاصة تُعمم على جميع الطلاب الموجودين بالمدرسة. ولكن بكل أسف فبعض المدارس تحدِّد من يلتحق بهذا الفصل الدراسي بناءً على درجاته في اختبارات السنة الماضية.

مستوى ذكاء الطالب

  • يتعرف المتخصص على الأنماط السلوكية لدى الطالب. فهل هو يتمتع بسلوك عدواني؟ وإلى أي مدى يكون هذا السلوك، وهل يمكن التغاضي عنه أم أنه يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة لزملائه وأقرانه. 

هكذا نكون قد تعرفنا على أهم الأدوار التي يقوم بها علم النفس تجاه الطلاب في المدارس. وفي السطور التالية نتناول دور علم النفس مع المعلم في الفصل الدراسي.

علم النفس والمعلم

  • يجب على المعلم ألا يشخصن الأمور، بل يجب أن يتعامل مع الطالب تربويًّا بما يقدم المصلحة له وبما فيه تقويمه أخلاقيًّا وسلوكيًّا. 
  • كثرت البحوث العلمية في مجال علم النفس التربوي، ويجب أن يستفيد المعلم من هذه البحوث في إرساء مجموعة من القواعد والقوانين داخل الفصل الدراسي؛ من أجل أن يكون التعامل بأفضل طريقة بينه وبين الطالب. 
  • يتعرف المعلم عن طريق علم النفس على سلوكيات الطلاب، وذلك بتحليل سلوك الطالب، والنمط السلوكي الخاص به بتصرفاته التي يبديها تجاهه وتجاه زملائه. ومن هنا، يقع على عاتق المعلم تحديد قدرة الطالب، والتعرف على الطلاب ذوي القدرات الخاصة وغيرها من الأمور التي تتعلق بالطالب وقدراته التعليمية. 
  • وبتحليل النمط السلوكي للطالب يتمكن المعلم من التنبؤ بسلوك الطالب تجاه مواقف معينة. 

علاقة علم النفس بعلم النفس التربوي

علم النفس هو العلم العام، فهو الوعاء الذي يحتوي كثيرًا من الفروع الأخرى، ومن ضمن الفروع التي تهتم بالعملية التعليمية بكل مكوناتها هو علم النفس التربوي. فنستطيع القول إن علم النفس التربوي هو ابن من أبناء علم النفس. 

فمثلًا، إن أردت دراسة علم الجريمة وما يحدث في سلوكيات المجرم، فتوجه إلى علم النفس الجنائي، وإن أردت التعرف على ماهية المجتمع وسماته، فتوجه إلى علم النفس الاجتماعي، وكذلك إن أردت التعرف على أسس التربية داخل الأسرة وداخل المدرسة وداخل أي مؤسسة خارج هذا الإطار، فتوجه إلى علم النفس التربوي. 

أهمية علم النفس التربوي

يمكننا تناول أهمية علم النفس التربوي بوصفه جزءًا مهمًّا من علم النفس في مجموعة النقاط التالية: 

  • يهتم علم النفس التربوي بتقديم القواعد والأسس والمهارات التي تعين كل طرف من أطراف العملية التعليمية في تأدية دوره على الوجه الأكمل؛ لكي نستفيد بأفضل النتائج من هذه العملية المسئولة عن بناء المجتمعات. 
  • يحلل علم النفس التربوي مكونات العملية التعليمية، وخصائص المتعلمين، وخصائص كل متعلم على حدة؛ لكي نتمكن من مساعدة المتعلم في الوصول إلى أفضل نتائج تعليمية يمكن أن يصل إليها. ويتم أيضًا تصنيف المتعلمين ليس من أجل التقليل منهم، بل من أجل توفير بيئة تعليمية أفضل لهم. 
  • لدى المعلم المادة العلمية التي يشرحها للطالب، ويبقى له المادة التربوية التي سيؤثر بها في سلوك الطلاب، ومن ثم تقويمه. 

تأثير المعلم في الطلاب

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة