أهمية توظيف الفنون في مناهج التعليم

أصبحت قاعات الدرس لدينا عاجزة عن شد انتباه المتعلمين؛ بسبب الرتابة الناجمة عن غياب التحفيز في برامج وأساليب التعليم، فبات من الضروري البحث عن سبل تعيد للمتعلمين شغف التعلم، وتحقق أهداف المدرسة. وأهمها: توظيف الفنون.

دمج الفنون في التعليم

يسود اعتقاد أن توظيف الفنون في التعليم ودمجها في المناهج الدراسية يساعد في تحسين جودة التعليم، وإضفاء نجاعة أكبر على عملية التعلم؛ فتتحول الفنون إلى أداة فعَّالة لإشراك المتعلمين وتحفيزهم، إضافة إلى تشجيع الإبداع والتفكير النقدي لديهم، فتمنحهم فرص التفكير والتجريب بأساليب جديدة ومبتكرة. وتعزز الفنون أيضًا المهارات الاجتماعية والعاطفية، فبممترسة الأنشطة الفنية يتعلم الأطفال والشباب كيفية التعبير عن مشاعرهم، والتفاعل مع الآخرين بإيجابية.

تأثير الفنون في الأداء الدراسي

تُسهم الفنون في الارتقاء بالأداء الدراسي، فيظهر المتعلمون الذين يشاركون بانتظام في الأنشطة الفنية تحسنًا في مهارات القراءة والكتابة والحساب. وتساعد الفنون في تنمية المهارات الحركية وإكساب الأطفال دقة وتحكمًا في الحركات اليدوية. إضافة إلى ذلك فهي تعزز تقدير الاختلاف والتنوع؛ فبدراسة الفنون من ثقافات مختلفة يمكن للطلاب اكتساب فهم أعمق واحترام للتنوع الثقافي.

مشاركة الأطفال الأنشطة الفنية

الفنون أداة بيداغوجية فعَّالة

ليست كل الفنون ملائمة للمجال التعليمي، بل بعضها -وعلى رأسها المسرح- يمكن استخدامه معينًا بيداغوجيًّا لتعليم اللغات والأدب، وذلك بتمثيل النصوص الأدبية. ويمكن للمسرح أيضًا أن يكون أداة فعَّالة لتدريس التاريخ، إذ يجعل المتعلمين أكثر تفاعلًا واستيعابًا للدروس، فيمكن للطلاب إعادة تمثيل أحداث تاريخية؛ لفهم أفضل للسياق التاريخي.

والموسيقى والغناء أيضًا وسيلة ناجعة لترغيب المتعلمين في تعلم اللغات، فكثير من المتعلمين أصبحوا يتقنون لغات أجنبية بفضل الأغاني. 

إضافة إلى ذلك يمكن تنظيم زيارات إلى المتاحف والمعارض، وهذا يعزز فهم الطلاب للفن والثقافة، ويساعدهم في رؤية الأعمال الفنية من منظور تاريخي وثقافي.

نجاح الفنون في التربية المتخصصة

أثبتت الفنون نجاعتها أيضًا في التربية المتخصصة. ومثال على ذلك تجربة نموذجية قام بها الأكاديمي والفنان المسرحي التونسي زهير بن تردايت بعنوان "مختبر إرادة لمسرح الإدماج". تم إشراك أطفال يعانون من صعوبات نفسية، وصعوبات في النطق والتعلم والتوحد. حققت التجربة نجاحًا كبيرًا، سواء من الناحية الجماهيرية أو من ناحية أهدافها، فقد تخلص عدد من الأطفال من صعوباتهم على نحو تام أو جزئي.

توظيف الموسيقى في التربية

وأثبتت تجارب توظيف الموسيقى في التربية المتخصصة تخلص كثير من الأطفال الانطوائيين من صعوباتهم عند انخراطهم التلقائي في جلسات عزف جماعي علاجي؛ لذا يعد دمج الفنون في التعليم خطوة ضرورية لتحقيق بيئة تعليمية محفزة وملهمة. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرا على جميل تفاعلك
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة