أهمية بناء بيئة تعليمية آمنة للطلاب

عندما يحب الطالب مدرسته فإنه يكون أقدر على التحصيل العلمي؛ وذلك لأنه سيقوم بالاستذكار والتحصيل العلمي وهو محب لهذا الأمر وليس كارهًا له. فالبيئة التعليمية لا بد أن تكون لها بئنة آمنة ومساعدة للطالب على الإبداع. 

تحتضن المدرسة طلابها، وفي كثير من الأحيان يوجد الطلاب داخل جدران المدرسة مدة أطول من تلك التي يقضونها في منازلهم. لذلك، يجب أن تتمتع المدرسة بكل عوامل الأمان لكي يكون الطالب مستقرًّا نفسيًّا وهو بداخلها ولا ينفر منها، وبذلك يتفاعل مع العملية التعليمية ويطور التعليم التعاوني. 

أهمية بناء بيئة تعليمية آمنة للطلاب

إن للبيئة التعليمية أهمية قصوى في إتمام العملية التعليمية، وجعلها تسير على أفضل وجه؛ ليستفيد منها الطلاب استفادة كبيرة. ولكن، هل يمكن للطالب أن يستفيد من بيئة تعليمية غير آمنة؟ بالطبع لا. إذن، كيف يمكن للبيئة التعليمية أن تكون آمنة، هذا ما سوف نجيب عنه.

اقرأ أيضًا: التعليم في بيئات متعددة الثقافات

موقع مناسب للبيئة التعليمية

يجب أن يكون اختيار بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، والمقصود هنا اختيار موقع مميز للمدرسة، أي يكون موقعًا قريبًا من الطلاب. فلن تكون بيئة التعليم آمنة والطالب يسافر عشرات الكيلومترات لكي يصل إليها. ويجب إقامة الأرصفة ليسير الطلاب عليها حتى لا يكونوا عرضة للسيارات التي تمر في الطريق. كما يجب أن تتوافر كل الخدمات اللازمة في المنطقة المحيطة بالمدرسة، فلا يصح بناء المدرسة في منطقة معزولة عن الخدمات المهمة.

ويجب تخصص مساحة لوقوف الباصات التي توصِّل الطلاب، وأيضًا مساحة للسيارات الخاصة التي تنقل الطلاب من وإلى المدرسة، وكل هذا يكون في مكان هادئ بعيدًا عن ضجيج المدينة أو الضجيج الناتج من المصانع وورش الميكانيكا مثلًا أو ما شابه ذلك. 

أيضًا يجب أن يكون الموقع قريبًا من هيئة الدفاع المدني، أو في الأقل يكون من السهل وصول سيارات الدفاع المدني لها في حالة حدوث أي كارثة مثل حريق أو غرق جزء من المدرسة أو المدرسة كلها. 

اقرأ أيضًا: التعليم عن بعد للأطفال.. فوائده وأضراره

مساحة البيئة التعليمية

يجب توفير مساحة ملائمة للبيئة التعليمية؛ لأنه لو تم رصد مساحة صغيرة لهذه البيئة فسوف ينتج عن ذلك صغر حجم الفصول الدراسية؛ ما يؤدي إلى ازدحام الطلاب فيها. وبالطبع ازدحام الطلاب داخل الفصل الدراسي معناه أنه تحول إلى بيئة غير نظيفة وغير آمنة وغير مهيأة لاستمرار العملية التعليمية على النحو المطلوب. 

ويجب توفير مساحة جيدة لفناء المدرسة من أجل ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية بداخلها على نحو مريح لكل الطلاب؛ لأنه في حالة وجود فناء صغير أكثر من اللازم للمدرسة سينتج عن ذلك زيادة نسبة الاحتكاك بين الطلاب في أثناء الرياضات التي تتطلب احتكاكًا مثل كرة القدم أو كرة السلة. 

اقرأ أيضًا: التعليم عن بعد للأطفال.. فوائده وأضراره

توفير وسائل الترفيه في البيئة التعليمية

على الرغم من أن الأساس في البيئة التعليمية هو توفير تعليم جيد يفيد الطلاب، فإن من الضروري توفير وسائل ترفيهية للطلاب؛ لكي يعيشوا داخل بيئة تعليمية آمنة وكاملة من كل الجوانب. ويجب توفير عوامل الأمان في البيئة الترفيهية حتى لا تتحول إلى عنصر من عناصر الخطر على الطلاب. 

اقرأ أيضًا: أبرز المشكلات الطلابية وسبل التغلب عليها

أثر التعليم التعاوني في الصحة النفسية للطلاب

تحدثنا في السطور السابقة عن أهمية بناء بيئة تعليمية آمنة للطلاب. وحينئذ يجب أن نقول إنه عندما نوفر بيئة آمنة للطلاب من أجل التعلم؛ فإن ذلك يلقي بظلاله على قدرة الطلاب على التعلم التعاوني، وإن للتعلم التعاوني فوائد كثيرة تعود على الطلاب من الناحية النفسية، ونواحٍ أخرى، لتخرج لنا في النهاية طلابًا قادرين على التعامل مع المجتمع من حولهم على نحو فعَّال وناضج. وإليك أهم ما سوف تراه من أثر التعليم التعاوني على الصحة النفسية للطلاب. 

  • يؤثر التعلم التعاوني تأثيرًا مباشرًا في نفسية الطلاب، فهو يساعدهم في التخلص من حالة الرهبة في التعامل مع غيرهم من الطلاب، ويجعل الطالب قادرًا على التعبير عن مشاعره وسط جمع من الطلاب دون خوف ودون إحساس بأنه سيُرفض. حتى وإن رُفض، فمع الدعم والتشجيع سوف يتمكن من تخطي هذا الرفض.

  • ينخرط الطلاب في التعلم التعاوني من أجل حل المشكلات الصعبة. وفي خضم هذه العملية يتعرف الطلاب على كثير من المهارات التي لن يتمكنوا من تعلمها في حالة التعلم الفردي الذي يرتكز على التلقي من المعلم فقط. ويتعرفون أيضًا على وجهات نظر مختلفة، فيتعلمون احترام رأي الغير حتى وإن رأوه بلا قيمة أو مختلفًا مع آرائهم. 

  • يعزز التعليم التعاوني التعاطف بين الطلاب، وهذا من أفضل آثار التعليم التعاوني على الصحة النفسية للطلاب. فيتعلم الطلاب كيف يتعاطفون مع بعضهم بعضًا ويدعمون بعضهم بعضًا في المواقف الصعبة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة