أهمية الوعي بالمشاعر وكيفية التعبير عنها

عندما تجلس بمفردك في الغرفة، تهجم على قلبك وعقلك مجموعة من المشاعر التي قد تكون متناقضة في بعض الأحيان أو معظمها؛ لذلك، يجب أن تعي بأهمية الوعي بالمشاعر لكي تتمكن من التعامل معها. فيجب عليك تحديد هذه المشاعر، ويجب أن تصنفها وتتعرف على ماهيتها.

فهل هي مشاعر إيجابية؟ أم أنها مشاعر سلبية؟ مع الأسف، في خضم طبيعة الحياة السريعة التي نعيشها في هذه الأيام والتحديات التي نواجهها، أصبحت المشاعر السلبية منتشرة أكثر وأكثر قوة من المشاعر الإيجابية. بل إننا نجاهد أنفسنا لنبدل المشاعر السلبية بالإيجابية. ولكن، كيف يكون ذلك لو لم نكن على دراية بماهية المشاعر التي تدور داخلنا الآن؟

التعرف على المشاعر والتعبير عنها بوضوح

لا يمكنك التواصل مع الآخرين بصورة جدية دون أن تتمكن من التواصل مع ذاتك أولًا. فإن تمكنت من فهم ذاتك واستطعت التواصل معها، سوف تتمكن من التواصل مع الآخرين. وبطبيعة الحال، يؤثر فينا الآخرون في عدد من الجوانب. وأخطر جانب يؤثرون فينا فيه هو جانب المشاعر، فربما كلمة واحدة طائشة تودي بك إلى حد الهلاك والانهيار النفسي.

لذلك، يجب أن تهتم بذاتك وتفهم المشاعر الخاصة بها حاليًّا، وتفهم وتدرك المشاعر التي تسيطر عليها في معظم الوقت، فيجب أن تمتلك مهارة التعرف على المشاعر والتعبير عنها بوضوح.

تعرف على مشاعرك

كيف تُعبِّر عن مشاعرك؟

ينصح الأطباء النفسيون بأن ندوِّن مشاعرنا في مفكرة لكي نتمكن من إفراغ الطاقات السلبية. فكيف نصل إلى هذا الإنجاز دون فهم مشاعرنا؟ ولكي تتمكن من فهم مشاعرك وتتمكن من التعبير عنها، عليك اتباع الخطوات التالية.

ما مشاعرك الآن؟

عندما تشعر بتخبط في مشاعرك في اللحظة الحالية، اسأل نفسك بصوت مسموع بداخلك عن ماهية مشاعرك الآن.

كن مدركًا للغة الجسد، مثل ضربات القلب السريعة التي تدل على مستوى عالٍ من التوتر أو الخوف، أو صعوبة في التنفس، أو وجع في الصدر.

ينبغي تحديد حالتك العاطفية في الوقت الحاضر بكلمات واضحة.

التعرف على السبب الكامن وراء هذه المشاعر

بعد التعرف على المشاعر، يجب أن تسأل نفسك عن السبب وراء هذه المشاعر. هل بسبب موقف معين يحدث الآن، أم بسبب ذكرى مفاجئة طرأت على ذهنك؟ راجع الأحداث والأشخاص الذين قابلتهم وتسببوا في هذه المشاعر.

عبّر عن مشاعرك

يجب أن يكون الحديث مع ذاتك واضحًا وكأنك تتحدث إلى شخص آخر. فيجب أن تعبر داخلك عن المشاعر التي تجول بنفسك بمنتهى الوضوح، تمامًا مثلما تخطط لجدول الأعمال اليومي أو ما تنوي عمله خلال الأيام القادمة. فيجب أن تخصص وقتًا يوميًّا للتعبير عن المشاعر، إما بالحديث الذاتي وإما بالكتابة على الورق في المفكرة الخاصة بك التي خصصتها لهذا الغرض.

وسائل التعبير عن المشاعر

يجب عليك ألا تقع في فخ الإنكار، إذ توجد كثير من المشاعر السلبية القاسية من ناحية نوعها أو درجتها من الجائز أن يمر بها أي شخص. وأول شيء يفعله هذا الشخص هو إنكار وجودها، فتتفاقم وتؤثر سلبًا في على نفسيته وصحته النفسية وربما الجسدية، لذلك يجب أن تكون صريحًا مع نفسك.

التعامل مع المشاعر

وصلت الآن إلى مرحلة إدارة المشاعر بعد التعرف على ماهيتها وأسبابها، يمكنك استخدام طريقة التنفس العميق إن كنت تشعر بخوف أو غضب زائد عن الحد.

يمكن الاتجاه إلى الحل الروحاني؛ أي التواصل مع الله، لكي تساعد نفسك على التحكم في مشاعرك.

اعلم جيدًا أن كبت المشاعر أو إنكارها لن يكون في صالحك، فيجب أن تتحدث إلى ذاتك وتعبِّر عنها، فهذا جزء مهم من فن إدارة المشاعر.

كيف تحول الوعي بالمشاعر إلى حلٍ لها؟

بطبيعة الحال، نجد أن المشاعر السلبية مثل الوحش الكاسر الذي ينهش في النفوس ويؤدي بها إلى كثير من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والحزن والقلق المزمن وغيرهم. وأول خطوة في اتجاه التعامل مع هذه المشاعر هي الوعي بالمشاعر.

من الممكن ألا نصل إلى حل نهائي لهذه المشاعر، ومن الممكن ألا نستطيع طمس هذه المشاعر بشكل نهائي. ولكن، دعونا نتفق على أنه بإمكاننا في الأقل تحجيمها وتحجيم الضرر الناتج عنها، وذلك عن طريق الخطوات التالية:

  • حينما ينتابك شعور بالضيق نتيجة المشاعر السلبية، يجب تحديد ما المشاعر التي تشعر بها في الوقت الحاضر، وحدِّد السبب الأساسي الكامن وراء هذا الشعور.
  • لا تولد المشاعر السلبية من العدم، بل يوجد لها مثيرات واضحة، مثل عدم إنجاز مهمة معينة، أو شعور معين تجاه شخص له مكانة في قلبك، أو تخاف منه، أو تكنّ له مشاعر سلبية. المهم أن تحدد المشاعر السلبية والدافع من ورائها.

اعرف السبب وراء مشاعرك السلبية

  • اتبع استراتيجيات التعامل مع المشاعر السلبية وفقًا لنوعها. فمثلًا، عند التعامل مع الغضب، فلا تنفذ رد فعل فورًا عندما ينتابك هذا الشعور، بل يمكنك اتباع تقنية التنفس العميق لكي تخفِّف وطأة الشعور، ومن ثم تتمكن من إجراء التصرف الصحيح حيال الموقف الذي ولَّد هذا الشعور.
  • وإن كنت تشعر بالخوف والتوتر الزائد حيال المهام التي تنتظر مجهوداتك اليوم أو في المدّة القادمة، فبدلًا من الانغماس في هذه المشاعر، تستطيع اتخاذ مواقف أكثر فاعلية وإيجابية، مثل أن تضع خطة مكونة من جدول أعمال لإنجاز هذه المهام في أوقات معينة قبل فوات الأوان.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

هايل اعجبنى المحتوى 👍
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة