أهمية المحافظة على الأطفال من مخاطر البيئة

تشمل الصحة البيئية للأطفال مجمل الآثار الصحية للتعرضات البيئية التي يواجهها الطفل، وكذلك النتائج عبر مراحل الحياة منذ ما قبل الولادة ومرحلة الرضاعة مرورًا بالطفولة والمراهقة.

الأسباب الرئيسة التي تجعل الأطفال أكثر تأثرًا بالمخاطر البيئية

من المؤكد أن الأطفال معرضون بدرجة أخطر للتعرضات البيئية بسبب عدة عوامل مرتبطة بمرحلة نموهم الجسدي والعقلي، بالإضافة إلى سلوكياتهم اليومية التي تجعلهم أكثر تعرضًا للعوامل البيئية مقارنة بالبالغين، ولذا فإن الاهتمام بالصحة البيئية للأطفال، بكل ما تشمله من التعرضات الكيميائية والبيولوجية والتغذية والحياة الاجتماعية، له مردود إيجابي كبير على الأطفال والمجتمع كافة.

حساسية الأطفال في أثناء النمو

لا تزال أجهزة الجسم (مثل الجهاز التنفسي، والمناعي، والعصبي) في طور النمو وغير مكتملة، ما يجعلها أكثر تأثرًا بالمؤثرات البيئية، ثم إن تعرض الجهاز العصبي للمواد السامة مثل الرصاص أو الزئبق أو الأمونيوم قد يؤثر في نمو الدماغ، ما يسبب مشكلات طويلة الأمد في التعلم والسلوك.

أيضًا تأثر الجهاز التنفسي الأطفال إذ يتنفسون بدرجة أسرع من البالغين، ما يجعلهم يستنشقون كميات أكبر من الهواء الملوث، إضافة إلى أن الجهاز المناعي للأطفال في مرحلة النمو لا يكون مكتملًا، ما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض الناتجة عن التلوث أو المواد السامة.

سرعة معدل الأيض

الأطفال يتميزون بأعلى سرعة أيض لاحتياج أجسامهم لطاقة كبيرة للنمو، ما يؤدي إلى استهلاك كميات أكبر من الماء والغذاء والهواء بالنسبة لوزنهم، ما يعرضهم أكثر للملوثات في هذه العناصر، ومن ثم تركيزات عالية منها.

سلوكيات الأطفال

سلوكيات الأطفال وطرق استكشاف البيئة المحيطة، فالأطفال غالبًا ما يضعون أيديهم وألعابهم في أفواههم للتعرف على الأشياء، ما يزيد فرص التعرض للتربة الملوثة أو المواد الكيميائية، كما أنهم لا يستطيعون التعرف على الأخطار البيئية أو تجنبها، مثل تناول الطعام الملوث أو اللعب في أماكن غير نظيفة.

الأطفال والتلوث

المردود الإيجابي للاهتمام بالصحة البيئية للأطفال

تعزيز النمو السليم

الأطفال في مرحلة النمو يحتاجون إلى بيئة صحية خالية من الملوثات، لضمان تطور أعضائهم وأنظمتهم الحيوية بطريقة طبيعية، ما يُسهم في بناء جهاز مناعي قوي يساعد الأطفال على مقاومة الأمراض.

الوقاية من الأمراض المزمنة

  • تجنب الأمراض التنفسية، فالهواء الملوث يسبب أمراضًا مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية التي تؤثر سلبًا في الصحة العامة للأطفال.
  • الحماية من الأمراض الجلدية، فالتلوث البيئي قد يؤدي إلى ظهور التهابات جلدية أو أمراض حساسية.
  • التقليل من زيادة الوزن وأمراض القلب، فالبيئة الصحية تستلزم توفير نشاط بدني كافٍ وغذاء صحي للتحكم في مخاطر السمنة وأمراض القلب مستقبلًا.

الهواء الملوث والأطفال

تحسين الأداء العقلي والمعرفي

  • التأثير في أداء المخ والجهاز العصبي، فالتعرض للملوثات مثل الرصاص أو الزئبق أو الألومنيوم يؤثر سلبًا في تطور الدماغ واكتساب المهارات والتعلم والقدرة على التركيز.
  • التأكيد على تهيئة بيئة مدرسية آمنة لتعزيز أداء الأطفال الأكاديمي والارتباط الصحي بالتعليم.

الحماية من التسمم والاضطرابات الهرمونية

  • التقليل من التعرض للمواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية أو المنتجات البلاستيكية التي تحتوي مواد ضارة تؤثر في النمو الهرموني والجسدي
  • تجنب التسمم الغذائي والمائي، فضمان نظافة الغذاء والماء يقي الأطفال أمراضًا مثل الإسهال والتسمم.

بناء عادات صحية تدوم مدى الحياة

  • الارتباط بالطبيعة، فمما لا شك فيه أن العيش في بيئة صحية يدفع الأطفال إلى تبني أسلوب حياة يعزز احترام الطبيعة والمحافظة على البيئة.
  • التوعية المبكرة، إذ إن تمرين وتدريب الأطفال على أهمية النظافة الشخصية والبيئية يساعدهم في الحفاظ على صحتهم مع تقدمهم بالعمر.

تقليل العبء الصحي والاقتصادي على المجتمع

  • خفض الكلفة الطبية، فالوقاية من الأمراض المرتبطة بالتلوث تتيح موارد كبيرة للعائلات والمجتمعات.
  • توافر قوة إنتاجية في المستقبل، فالأطفال الذين ينشؤون في بيئة صحية يصبحون أفرادًا أكثر إنتاجية في المجتمع.

كيفية تحسين الصحة البيئية للأطفال

  • ضمان جودة الهواء عن طريق تقليل الانبعاثات والأدخنة التي تصدر من المواد المستخدمة بالمنزل، مثل الأفران والمنظفات والدهانات والمبيدات الحشرية واللجوء لاستخدام النباتات المنزلية لتنقية الهواء.
  • عدم نقل الملوثات التي يتعرض لها المحيطون والقائمون على خدمة الأطفال بسبب أعمالهم إلى المنزل.
  • التأكيد على عدم التدخين بكل أنواعه داخل المنزل.
  • الحفاظ على وجود مصدر صحي وآمن للمياه.
  • تقليل التعرض للمواد الكيميائية واختيار منتجات آمنة للأطفال مثل الألعاب واستخدام الخامات الطبيعية.
  • ممارسة الأنشطة البدنية في جو صحي مناسب وآمن ومكان مفتوح جيد التهوية.
  • التوعية البيئية وتعليم الأطفال أهمية الحفاظ على البيئة وممارسات الاستدامة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.