لكن ما هو سؤال القراءة؟ ثم (وهو السؤال الرئيس): ما القراءة؟
وأما بالنسبة للسؤال، فإن المتحدث باسم التفاهم هو الذي يتعامل مع ما يواجهه هنا في شكل نصي، إن رسول الفهم هو الذي يأتي بالنص للقارئ مشكلة تتبلور عند الاتصال بقارئه.
وبالتالي فهو التعبير الأمثل لتفاعل المؤلف مع قارئه، ولارتقائه إلى مستوى استجواب النص؛ لأنه وجد فيه ما لم يصرح به، أو ما لم يعبر عنه "مات" كفاية في الكتابة عنها.
ولذلك فإن هذا هو أول مؤشر على أن ما يُقرأ مشحونًا بمحفز معين، وإلا فلن يكون قد خلق عامل جذب معين لجذب الانتباه، وجذب القراءة إليه، وأنه جاهز لنقل هذا المنبه، الذي يتم توزيعه في تراكيب جملها، وبناء كلماتها.
والمعنى الذي يتبلور من خلال حصر الكتابة في مساحة معينة (إملاء مساحة ورقية)، فتخلق الكلمات الفارغة في هذا الفضاء دافعًا أخلاقيًا؛ أي، إنها حقيقة تتجاوز حدود المؤلف، وإلا فإنه يمكن أن يخلق هذا الجذب ويجذب الانتباه، وبالتالي تصبح هذه الحقيقة في بنائها من قبل مؤلف النص الذي جمعه بطريقة ما).
كورس التفكير النقدي في انتظارك
القراءة وعلاقتها بالتفكير
السؤال هو بيان الفكر الأول في فهمه لما يقرأه، واعترافه بوجوده/وجوده كنص، يسميه اسم معين (اسم مؤلفه، مالكه)، ولكنه يرى في ذلك، هو ما يتواصل من خلاله.
وباختصار هو (فن التفكير الذي يجعل الفكر في حالة من الانفتاح الدائم كما ذكر (مؤتة الصفدي).
لذلك فإن القراءة هي علامة على حضور الفكر وخصائصه الأساسية وهويته في تفاعله، والتعامل مع ما يقرأه في بأنه نص، تحت مسميات متعددة (نص شعري، رواية، خيال، فلسفي... إلخ).
لكنها -أي القراءة- ليست ممارسة ناتجة عن فكرة في لحظة محددة، لأنه ينقل التأثير الناتج عن هذه العملية من خلال وجود تاريخي واجتماعي وثقافي محدد، ويُنْشأ في سياق مجتمعي واجتماعي.
ولكن القراءة هي الإمكانية الوحيدة لجعل ما يُقرأ ذا مغزى ومعترف به، ولجعل الوجود نفسه يسكنه الوجود البشري. (بالطبع، القراءة في المجتمعات التي لا توجد فيها القراءة المقابلة لنص مكتوب، أو المقابلة للكتابة، تؤدي الذاكرة الدور الأساسي في استجواب ما يُرى بالفعل).
اقرأ ايضاً فوائد القراءة والاستمتاع بالكتب
أهمية القراءة
العين،الآلة التي تقرأ ما أمامها (حيوان، أو جماد، أو إنسان؛ لأن هذه رموز تقليدية، وهذه مجتمعات لها خاصية أخرى، عندما نريد/نحاول الكتابة عليها، إما في عامة.. مجتمعات صغيرة جدًّا، أو بعض أعضائها ليسوا جيدين في عملية القراءة والكتابة.
لذا فإن قراءاتهم العينية تختلف باختلاف بيئتهم، وحينها يشكلون فئة الأميين)، ورفع مستوى القراءة من مستوى الملكية الفردية (هو منتج: ينتمي إلى فرد واحد هو المؤلف/المنشئ) إلى مستوى عام، قليلًا أو كثيرًا.
إذن القراءة بتنوعها وتعددها (شرح، تفسير، تشخيص... إلخ) تخلق حوارًا بين طرفين، الأول جاهز في استكمال نصه، ويتهيأ للبحث والفهم من قبل الثاني؛ والثاني من خلال موقف فكري اجتماعي ومجتمعي، وتحديد العلاقة معه أساس للتواصل معه، من أجل اكتشاف سر النص بالمعنى الذي ينتقل فيه.ويوزع في إطار جمله، ويقرأ هذا المعنى بأكثر من طريقة، وتتحدد علاماته في أكثر من شكل، حسب طبيعة القارئ.
ولا يزال المعنى يتحدى وجود القارئ نفسه، كما يواجهه ويثيره، خاصة إذا وُزِّع بطريقة يصعب اكتشاف أجزائه (أي النص القراءة صعبة).
اقرأ ايضاً ما هي أهمية القراءة للطلاب؟
اختلاف القراءة باختلاف مؤلفها
القراءة هي الناطق باسم من يقرأ، وهذا بدوره، وكما يصوغ مؤلف النص نصه بطريقة معينة، يمكنه أن يختلف تمامًا عن الآخرين، أو أن نصه تقليدي، أو بين، لكن في النهاية، إنه مكتوب باسمه؛ لأنه يمثل موقفًا اجتماعيًّا ومجتمعيًّا.
كما أن الشخص الذي يقرأها هنا مختلف، القراءة أيضًا هي تكوين بطريقة ما، حتى لو كانت مختلفة في نشاطها/حضورها، أولئك الذين يمثلونها، والذين يفعلونها، متنوعون في مساراتهم الاجتماعية، ومساراتهم الفكرية والثقافية، ورؤاهم الكونية والحياتية، كقراءات من خلال تنوع وتعدد مواقفهم.
ولكن ككل نشاط عقلي ولغوي وفكري، تحديد ما يقرأ، أو ما هو محصور، فيتضمن ورقة تحت عنوان الكتابة، وهل المدون، المقيم، الذي يوزع في هذا المكان مهم، من أجل تدقيقه، للبحث عنه. الحركة الثقافية، وكيفية بنائها، أو لا معنى لها، وتعتمد على عملية القراءة نفسها، يذهب التعريف على النحو التالي: (أي نص ليكون نصًّا، يجب أن يكون قابلاً للقراءة، ويجب أن تكون قراءة النص مقتنعة (ضمن) قابليته للفهم.
القراءة والتفكير النقدي مترابطان بشكل وثيق. عندما تقرأ بشكل نقدي، لا تكتفي بامتصاص المعلومات، بل تقوم بتحليلها وتقييمها. تُساعدك القراءة النقدية في تطوير قدراتك على التعرف على الحجج المنطقية، واكتشاف التحيزات، وتقييم مصداقية المصادر. بمرور الوقت، تُنمِّي القراءة النقدية تفكيرك النقدي، مما يجعلك أكثر قدرة على التفكير بعمق واتخاذ قرارات مستنيرة في حياتك اليومية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.