إن نظرةَ الناس للمال تنقسم في الغالب إلى طرفين ووسط، فأما الطرفان، فطَرفٌ يرى أن المالَ هو كل شيء وأن الحياة بلا مال هي جسد بلا روح ومن ثم فليس لدى هؤلاء مانع أن يكسبوه من أي وجه كان، ولا يستنكفون أن يكون حصولَهم على المال الكثير من خلال إلحاق الضرر بالمجتمع بأسره.
اقرأ أيضاً التخلص من الفقر والارتقاء إلى الأفضل.. لا تفوتك
أهمية العمل وصناعة المال في تحقيق النهضة
الصنف الذي يرى المال كل شئ ليس سويًّا على كل حال، والطرف الثاني، هو صنفٌ يرى أن المالَ هو رأسُ مال الشرور، وأن الأغنياء ما هم إلا حفنة من المجرمين ينهبونَ أموالَ الناس إلى أموالهم ولا جرمَ عندهم أن يكون سبيلهم إلى الثراءِ هو وطء أعناق الآخرين أو تجارة المخدرات أو غيرها، وهذا الصنف أيضًا ليس على صواب، وقلَّ أن يبلغَ الثراء منهم من كان هذا شأنه، ولو اتفقَ أن صار أحدهم غنيًّا، فإنه لن يلبثَ أن ينتهكَ جميعَ ما أنكره، ويطأ بقدميه كلَّ ما ادَّعَى في القديم اقتناعَه به!
وأما الوسط أو الطرف المعتدل، فهو ذاك الذي يعطي المالَ حقه من الأهمية فلا يغلو فيه ولا يبخسه قدرَه، وهذا إن تسنى له الثراء، ففي الأغلب سوف يستعمله في نفع نفسه وغيره، وسوف نتطرق في هذا المقال إلى أهمية المال ودوره في صناعة النهضة على مستوى الأفراد والمجتمعات على السواء.
على الوجه الذي يُنصِفُ المال فلا يغلو ولا يُفرِّط، فأما المفرطون في شأن المال ومن يرونَه وبالًا محضًا وشرًّا مستطيرًا، فسوف نسوقُ إليهم من الأدلة المنطقية ما يدحضُ حُججَهم المُثبطةَ عن العمل، مُبطلينَ مزاعِمَهم التي ما أنزلَ الله بها من سلطان! وأما الصنف الذي سخر حياتَه جميعًا لجمع المال ولو من غير حله، ولو بغير هدف واضحٍ، فعسى أن تكونَ هذه الكُليماتُ تصحيحًا لقناعاتِهم وتهذيبًا لمسالِكِهم.
اقرأ أيضاً الفقر والفقراء ودور الأغنياء لمساعدتهم
المال عصب الحياة في هذا العصر
المال باختصار شديد هو عصب الحياة، والعصب هو الذي يحمل الكهرباء لأعضاء الجسد، فالخلل في العصب يعني تعطل ذلك العضو عن الإحساس والحركة، هو ببساطة درجة من درجات الموت! إنّ فردًا مُعدَمًا من المال هو شخص مشلول! وأمة تعاني الفقر المدقع هي أمة أقربُ للموت منها إلى الحياة!
المال هو الطعام الذي نأكله والشراب الذي نشربه، هو الحافلة التي نستقلها، والمنزل الذي نقطنه، هو الثياب التي نرتديها، المال هو المصانع والشركات والمؤن والعقارات والبنايات وناطحات السحاب، هو النفط والبترول والمعادن والكنوز والمناجم والأراضي الشاسعة، إن المال هو البنية التحتية للدول، فضلًا عن كونه كذلك بالنسبة للأفراد، كل تلك الأشياء المادية سالفة الذكر.
هي ترجمة لمعنى المال على أرض الواقع، فالمالُ هو المداد الذي نَخطُّ به كل شيء مادي في هذه الحياة تقريبًا! بل كثير من الأشياء المعنوية أيضًا! هل تظُنُّني أبالغ؟! ربما تطرق سمعَك تلك الجملةُ الشهيرة في الأفلام والمسلسلات: وهي أن المال لا يشتري الحب! وهي ليست صحيحة بنسبة مئة بالمئة! هل أعني أن المالَ يشتري الحبَّ أيضًا في بعض الأحيان؟ نعم المال يشتري ألوانًا شتى من المشاعر ومن بينها الحب بكل تأكيد!
يوجد من الناس من لا تتألَّف قلبَه إلا بالمال، ويوجد من لا تستطيع أن تستلَّ سخيمةَ نفسه إلا بأن تعطيه المال، إن النفوسَ مجبولة على حبِّ من أحسنَ إليها، ولا شك أن المالَ هو واحدٌ من أهم سبل الإحسان، لكن ألا أُخبركَ بأعجبَ من ذلك، إن المال يشتري أغلبَ أنواعِ المشاعر الإيجابية، ويدفعُ أغلبَ المشاعر السلبية، أو يمكننا أن نقولَ بصورة أخرى: إن المالَ أصلًا ليسَ مُستهدفًا لذاته، بقدر ما هو مُستهدف لغيره.
هل ستعجب إن قلتُ لك إن الأصل في المال (الزائد عن حد الكفاية) هو تلبية الحاجات النفسية والمعنوية؟! لكن هذه هي الحقيقة، نعم فإن المزيد من المال لن يقابله الإكثار من الطعام بالتأكيد، ولن يشربَ الغني من الماء أكثر مما يشربه الفقير!
لن يرتدي الشخصُ الثري عديدًا من المعاطف الثقيلة في الحر الشديد لا لشيء إلا لكونه يمتلك الكثير من المال! إن ما يفعله المال الزائد هو تلبية حاجات نفسية وحسب، بالطبع سيؤدي امتلاك المزيد منه إلى تحسين جودة الأشياء كالطعام والشراب والثياب وغيرها، لكن توجد حدودٌ قصوى من النزعة المادية لا يمكن تجاوزها قلَّ المال أو كَثُر، أما ما يتحقق فعلًا، فهو تلك المشاعر التي تصاحب امتلاكَ الثروة، فالثروةُ مثلًا هي تعبير عن النجاح الكبير! وكنايةٌ عن الإنجاز العظيم، ودلالة قاطعة على التفوق على الأكثرية الفقيرة من الناس! عندما يبلغ المرءُ الثراءَ، فإن ذلك بالتأكيد سيلبي معظم حاجاته المادية أو كلها، ولكنه في الوقت نفسه سوف يكون مشفوعًا بمشاعرَ أعظم قوة من الماديات ذاتِها!
إن سُكنى قصر مشيد والعيش في أجمل بناء معماري، لا ينصرف أصلًا لتحقيق حاجات مادية! فما هو إلا لبنات من الطوب والأسمنت والرمالِ والحجارة والحديد! لكنه في الوقت نفسه يعني مشاعر السعادة والنشوة، مشاعرَ الاستمتاع والرضا، مشاعر الفرحة والسرور، وهو يُلهب في النفس شعور الفخر وتحقيق الإنجاز والشعور بالظفر وبلوغ الغايات وغيرها من المشاعر.
اقرأ أيضاً الذكاء المالي.. ما هو وكيف يمكن اكتسابه
هل الفقير والغني متشابهان؟
إن النظرةَ إلى هذا البناء الجماديِّ تستنزل في نفس صاحبها كثيرًا من المعاني، وتدغدغُ ببريقها مشاعره! على كل حال، ما أود قوله باختصار هو أن المال لا يقتصر على تلبية الحاجات المادية وحسب، ولكنه ينسحب أيضًا على الكثير من الحاجات النفسية والمعنوية.
لعلكَ كثيرًا ما سمعتَ هذه الجملة: الفقرُ ليس عيبًا، وعند التحقيق، سنكتشف أن الفقرَ الناجم عن التقاعس والكسل عيبٌ كبير بلا شك! فَعندما يكون الشخص فقيرًا وهو يرتدي -زورًا- لباسَ الزهد والتقشف، فإن تلك الثياب لن تُواريَ تلك الحقيقة، إن الجشعَ الكامن في أحشاء نفسه يأبى إلا أن يلوح على أساريره وملامحه الشاحبة! بالطبع لن يكون الفقر عيبًا عندما يكون بعد بذل الجهد والعرق.
لكن الذي يتلحف كسلًا ويتَّزِر خنوعًا ثم يزعم أن الفقرَ ليس عيبًا هو إنسان كاذبٌ مُدَّع، ببساطة فإن الغنى أو الفقر، أن تقطنَ في كوخٍ صغير أو في قصر مشيد، أن يكون حسابك البنكي ممتلئًا بالأموال أو أن يكون صفرًا، كل هذه الأمور ليست إلا نتائج! فإن كان المرء راضيًا عن نتائجه فلا ضير، لكن المشكلة أن يكونَ الفقير ناقمًا على فقره ثم هو لا يزالَ يزعم أن الفقرَ ليس عيبًا! إن كان صادقًا، فما كان له أن يتسخط على حاله، ولكن عند التأمل، ستعلم أن هذا المغبونَ ما قالَ ما قالَ، إلا كنوعٍ من تغطية سخطه، وتبريرِ كسلِه.
إن ما يحتاج إليه هذا الرجل فعلًا هو أن يستعيد الحياة! لأنه عندما يصل الفقر بأحدهم إلى درجة التسول عِوضًا عن العمل، وسؤال الناس بدلًا من بذل الجهد، واستجدائهم دون معاقرة النصب، فإن المرء حينها سيكون ميتًا في جُثمانِ حي!
إنه يحتاج ابتداءً أن يستعيد إنسانيته! حتى إذا غدا إنسانًا، فيمكنه بعد ذلك أن يحملَ رسالة وأن يكون صاحبَ أهداف! وفي هذا المقال، سنقصرُ الكلام على أهمية المال، وفي مقال تالٍ إن شاء الله، سوف نتحدث عن كيفية صناعة المال، وكيف استطاع الأثرياء بناء ثرواتهم، استنادًا إلى كثير من الكتب التي تناقش النجاح المالي، وسنبدأ بذكر أهمية المال على مستوى الأفراد.
اقرأ أيضاً أفضل النصائح المالية للشباب.. استراتيجيات لبناء الثروة وتحقيق الحرية المالية
أهمية المال للأفراد
الغنى من العافية! فالشخص الغني هو الأكثر قربًا من تحقيق العافية، فإن قلتَ وما هي العافية؟ قلنا إن العافيةَ هي السلامة من آفاتِ الدهر وتقلباته، على مستوى الجسد والنفس والعقل والروح جميعًا، ويكفي أن يكون هذا المعنى دليلًا وحده على عِظم أهمية المال..
عندما دخل أيوب السختياني على أبي قلابة لطلبِ العلم عليه، كان من أول ما قالَه له الأخير: الزَم السوقَ فإن الغنى من العافية، حتى في سبيل طلب العلم، لا يخلو المال من دورٍ عظيم! إن من الخطأ أن نقارن بين العلم والمال! لأن الصوابَ أن كليهما يُعزِّزُ من إمكانية الحصول على الآخر، فالعلمُ قد يكونُ أعظم طريق لتحقيق الثراء! وكذلك المال، قد يُعين كثيرًا في التفرغ لطلب العلم، ومن ثم، فليس ثمة بينهما تعارض، والعلاقة بينهما ليست تنافريةً عكسية، بل هي تعاضدية طردية.
الفقر الشديد -وإن كان بِقدَر الله- غير أنه دليل على الفقر النفسي والمعنوي، دليل على ضعف العزيمة عن السعي في دروب الحياة، ألم يقل الله: فامشوا في مناكبِها وكلوا من رزقه؟ وبالتالي فإن رجلًا يعكف على كسله غير طالبٍ لرزق الله ثم يزعم أنه زاهد، هو شخص كاذب في زعمه.
وإن ادَّعى أنه متوكل على الله بقعوده، فهو كذلك كاذب في دعواه، لقد قرن الله تعالى السعي في طلب الرزق مع الجهاد في سبيل الله! فإن كنتَ تعلم فضلَ الجهاد فينبغي أن تتفهم كذلك فضل السعي في طلب الرزق، قال تعالى: (وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله) بعدما ذَكرَ الصنفَ الأول (المجاهدينَ في سبيل الله)، عندما يبلغ الكسل من بعضهم أن يؤثرَ التسولَ وسؤالَ الناس على العمل، فقل على مُروءتِه العفاء!
تحقيق أساسيات الحياة لا يكون إلا بالمال، لا سيَّما في عصرٍ ترتفع فيه الأسعار ويزيد الغلاء باطراد، فمجردُ البقاء على حد الكفاية يحتاجُ إلى بذل مزيد من الجهد!
تلبية الكماليات لا يحصل إلا بكثير من المال، نعم لا ينبغي أن تكون شخصًا استهلاكيًّا، لكن ذلك لا يمنع أن تُلبي بعضَ حاجاتك الكمالية من حين إلى حين.
أهمية المال للمجتمعات والأمم
لقد ملكت الدول الكبرى زمامَ البلاد والعباد، وتملكت رقاب الناس بقوة اقتصادها! فالأمر كما قيل: لن تكون الكلمة من رؤوسنا حتى تكون لقماتنا من فؤوسنا، إن مجتمعا فقيرًا يعاني أفراده البطالة هو مجتمع سقيم، عندما يتدنى مستوى معيشة الأفراد وترتفع الأسعار فلن يكون ذلك الجو مدعاة للإبداع بحال، إن الشخص الذي يعاني ويكدح فقط للوصول إلى الكفاف، لا يمتلك قدرة نفسية أو معنوية على إحداث تغيير أو صناعة حضارة.
لا شك أنه كلما ارتفع مستوى معيشة الأفراد كلما زاد وَلاؤهم وانتماؤُهم لأوطانهم، إن المال هو القوة العظمى للحفاظ على سيادة الدولة على نفسها، وصد العدوان وصيانة الحدود والحفاظ على ممتلكاتها وغير ذلك، بيد أن المالَ وحده لا يكفي، فلا بد من علم يؤازره، وعقل حكيم يوجهه، فكم من مجتمعات حباها الله بصنوف الخيرات، وفجر لها ينابيع الأعطيات، ولكنها لم تستعمل ذلك كله إلا في هدم بنيانها، وعمدت إلى الاستهلاك المستعر، والاستنزاف المحموم لثرواتها، فباءت بالفشل الذريع، إن الأمر كما قال حافظ إبراهيم:
بالعلم والمال يبني الناسُ مُلكَهمُ ... لم يُبْنَ مُلكٌ على جهل وإقلال
إن المجتمع الثري، ينبغي أن يكون ثريًّا في عقول أفراده لا في أموالهم فحسب، وعند ذلك سوف يحرص كل واحد (من هذا الكيان المتلائم والبنيان المرصوص) على إيصال النفع لنفسه ولغيره، لقد كان أفلاطون يحلم بمدينةٍ فاضلة، أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد حول هذا الحلم إلى حقيقة! لقد كان أول ما قاله عندما دخل المدينة: "أفشوا السلام، واطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصَلُّوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام"، لا يخفى عليك ما تحمله هذه الوصايا من تقوية لأواصر المجتمع، ولا يخفى عليك كذلك أنها 4 وصايا! لكن العجيبَ أن 3 منها تنصرف إلى المجتمع، وواحدةً فقط هي التي تخص الفرد!
الغنى غنى العقل
لكن الأهم في هذا الصدد أن المجتمع الذي يعاني أغلب أفراده الفقر، لن يكون قادرًا بحال على إطعام الطعام! بل ولا على إفشاء السلام! إذ كيف ينشُر السلامَ في المجتمع، أفرادٌ يفتقرون إلى السلام مع أنفسهم؟! أليس الفقر يؤجج في النفس حربًا ضروسًا؟! حتى إذا حَمِيَ الوَطيسُ بين جوانحها الثائرة، فأنى تنشر سلامًا أو تُفشي بين الناس وئامًا؟! إن المالَ الكثيرَ في أيدي الحكماء هو وحده ما يؤهل لهذه المرتبة.
الفقر قد يؤدي في الغالب إلى ضيق الأفق، وتحجر الإدراك، والسر في ذلك، أن الفقيرَ قد استغلَقَت عليه الأمور، فأصبح حبيسَ التفكيرِ في كيفية التخلص منها، واستحكمت عليه أقفال الديون، فأبت أن يرى من الدنيا شيئًا إلا إياها! وقد صدق القائل: الدَّينُ همٌّ بالليل وغمٌّ بالنهار، أخبرني بربك كيف للرجل الجائع أن يبحث عن شيء إلا الطعام، عن الرجل المثقل بالديون كيف يفكر في شيء إلا إلجام تلك الألسنة التي تناشده السداد والقضاء عن الشخص الذي يدور في ساقية طلب الرزق فقط كي يستطيع أن يجد لقيماتٍ يقمن صلبَه وصلبَ أبنائه الصغار، كيف يرى من الدنيا شيئًا إلا ما تفرضه عليه فرضًا؟! ماذا أقصد بذلك؟ أقصد أن الفقر لا يؤثر فحسب في قدرة الأشخاص المادية في بناء مجتمعهم، ولكنه يطعن مباشرة في قدراتهم العقلية، ويطفئ سراجَ الإبداع في عقولهم!
فإن احتجَّ الفقير المُتكاسل لفقره، بأن الهدفَ من وجودنا ليس بالقطع هو جمع المقال، فقد ساقَ حجةً صحيحة ولكن في غير موضعها! وذلك أنه لن يبررَ فقره أنه لا يريد العدولَ عما وُجدَ من أجله، بل إن العكسَ هو الصحيح، فلقد استعمرَنا الله في الأرض، فإن جدَّ المرء في طلب الثراء رفعةً لشأن أمته، ونهوضًا بمجتمعه، فما حادَ عن الغاية، بل هو يسيرُ نحوَها، ولا عكس!
أيهما أنفع للمجتمع: رجل ثري ينشئ المشاريعَ ويُعيل الأُسَرَ الفقيرة، ويعمل لديه آلاف الأشخاص، وينفق في أسراب النفع، أم رجل فقير هو عالة على مجتمعه، يتكفف الناس ويؤذيهم بسؤاله، ولا يضع لبنةً واحدة في صرح التقدم، بل يعمد إلى اللبنات الموضوعة فَيُتلفها أو يسرقها؟! لا ريبَ أن اليدَ العليا خيرٌ وأحب إلى الله من اليد السفلى، ولا مريةَ في أن الذي يسهم في علو بنيان المجتمع خير ممن يهوي عليه بمطارق السلب والتهديم!
نقطة أخيرة
بقيَ نقطة أخيرة أودُّ الإلماحَ إليها قبل أن ينتهي المقال، لا تحسبنَّ هذه الكلمات دعوةً إلى التنافس المحموم على الدنيا، وإنما هي دعوة إلى التوسط والاعتدال، وتصحيحٌ لمسار خاطئ في أفهام البعض، قد يكون السبب الرئيسَ في بقائهم تحت خط الفقر! عليك أن تتذكر أن أول خطوة في تحقيق الثراء تبدأ من تغيير الأفكار، وإذا كان من بين هذه الأفكار مثلًا أن المال ليس مُهمًّا، أو أن المال رأس الشرور!
فتأكد أنك لن تصبح غنيًّا أبدًا! ببساطة، لأنك لن تسعى أصلًا في السير في طريقٍ يخالف قناعاتك، ينبغي أن تتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمروٍ بن العاص: يا عمروُ، نِعمَ المال الصالح للرجل الصالح، ولكن في ذات الوقت، لا تظنن أن مجرد تغيير هذه القناعة سوف يستلُّك من سفح الفقر إلى روابي الثراء، ولكن هذه خطوة أولى ورئيسة في طريق الثراءِ، لن تستطيع الانتقال إلى التي تليها حتى تتجاوزها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.