إن العمل الجماعي هو ذلك العمل الذي تتشارك وتشارك فيه مجموعة من العمال والأفراد الذين وجدوا في مكان واحد، واتحدوا واتفقوا على أن يتعاونوا معًا من أجل عمل جمعهم، وهم لهذا العمل قد أقسموا على أن يقدموا كل ما يملكون من مجهودات وخبرات وتجارب وإمكانات وقدرات، ليجعلوا من هذا العمل عملًا مميزًا مختلفًا، فالأيدي العاملة إذا صفقت معًا أبهرت الجميع وأسمعت الذي لا يسمع في عز الفوضى والازدحام.
اقرأ أيضاً 10 قواعد لتطوير عملية التوظيف وتحفيز الموظفين، الجزء الأول
مزايا العمل الجماعي
للعمل الجماعي عدد من المزايا التي متى وجدت وتوافرت في أصحابها وفي عملهم الواحد، وصل العمل بأصحابه للقمة.
من أهم مزايا العمل الجماعي الإتقان والإخلاص والانضباط والتفاني في العمل.. كل عمل يحتاج إلى الإتقان سواء كان عملًا فرديًّا أم جماعيًّا، وأيًّا كان نوع العمل، فلولا الإتقان لن نصل إلى نتيجة تظهر القدرات والإنجازات.
فالإتقان أهم المطالب التي لا بد أن تتوافر في ساحة العمل، ولدى العمال جميعهم دون استثناء، من رب العمل إلى أصغر عامل، وكل متقن لعمله ناجح، وكل عمل أتقن عماله العمل فيه أعطى أروع النتائج، التي بكل تأكيد سترفع سمعة واسم المنتج.
دون إخلاص لن يكتمل أي عمل أو فعل أقبلنا عليه، فالإخلاص من النيات والأفعال الجيدة الممتازة الحسنة، التي تكون أولًا بين العامل وربه، وبين العامل وعمله، وكل مخلص قد قدم كل ما يستطيع من أجل تقديم أفضل خدمة وأفضل عمل، ليس فقط من أجل المقابل المادي،
وإنما أخلاق العامل الحسنة تلزمه بأن يكون عاملًا مخلصًا، وكأنه هو المالك بالضبط، يخاف على رزقه ويسعى إلى تطويره بشتى الطرائق والوسائل المتاحة، حتى غير المتاحة، بإتاحتها وجعلها ممكنة ومتوافرة.
فالعامل المخلص ملزم أمام ربه ونفسه قبل أن يكون ملزمًا أمام غيره، فمتى أخلص العامل في عمله فقد حافظ على كل جزيئيات العمل، مع الحرص الشديد على تقديم الأفضل دومًا والتقدم إلى الأمام، والأهم من كل هذا العمل بضمير، فالعمل الجماعي يحتاج وبشدة إلى الإخلاص الذي يجب أن يتوافر باطنيًّا وظاهريًّا عند كل فرد عامل.
اقرأ أيضاً العمل عن بعد.. التطور والتحديات
العمل الجماعي وعلاقته بنجاح المشاريع
إن الانضباط في العمل من الضروريات التي لا بد أن توجد ضمن شخصية العامل، فكما نعرف أن الانضباط هو ما ينجح أي عمل وأي مشروع مهما كانت صعوبته ونسبة المستحيل فيه عالية، إلا أن الانضباط متى وجد وجدت معه أشياء عدة وكثيرة سهلت العمل على الجميع، وأعطت أجمل النتائج التي يبحث عنها رب العمل والعامل في الوقت ذاته.
فالمصلحة تقريبًا واحدة، والهدف هو النجاح والتميز والتقدم باستمرار، والفائدة مقسمة بدرجة غير متساوية بين الطرفين ولكل ذي حق حقه، فمن تمسك بالانضباط وألزم نفسه به فهو عامل جدي لا يعرف التهاون والإهمال واللامبالاة إطلاقًا.
إن العمل الجماعي إضافة إلى ما ذكرناه، بحاجة إلى تحمل المسؤولية، وأن يكون كل عامل مسؤولًا أمام الآخر في عمله بالعمل الموكل إليه، وتحمل المسؤولية جزء أساسي ومطلوب ومهم لدى كل عامل بمحل عمله، وأمام مسؤوله ومن معه في هذا العمل.
إن المؤسسات الإنتاجية الناجحة وطنيًّا حتى خارجيًّا ودوليًّا دليل على قوة وتكاتف وتكافؤ الأيدي العاملة الموجودة بالمؤسسة، والساهرة والمجتهدة على تقديم أفضل الإمكانات والخدمات المتنوعة من طرف عمالها.
وهذا ما يجعلها تنجح في مجالها وتكتسب شهرة واسعة وثقة عالية، وهذا ما يجعل الإقبال على منتجاتها كبيرًا، فالمنتج ذو الجودة العالية يجعل كلًا من رب العمل والعمال على جميع المستويات في سعي متواصل ومستمر للحفاظ على ما وصلوا إليه من نجاح وتطور وثقة، سوف تزداد وتزداد مع الوقت.
اقرأ أيضاً العمل التطوعي.. أهميته وأنواعه وتأثيره في الفرد والمجتمع
دور العمل الجماعي في المؤسسات
أدى العمل الجماعي في المؤسسة دورًا كبيرًا ومهمًّا في الإنتاج وفي الاستمرارية والتطور والتقدم، فهو عمل محفز لكل عامل ومشجع على العمل، والعامل هنا لا يبخل بالجهد وكل ما يحتاج إليه العمل ليظهر بالمظهر اللائق والمتميز المختلف كل مرة.
فوراء كل نجاح عامل أعطى دون بخل وملل، ووراء كل عامل رب عمل يقدر المجهودات ويمنح الفرص للكفاءات، ويفتح الأبواب للمواهب والإبداعات لتفرغ كل الطاقات والإمكانات في مكان وعمل وجد أصلًا لهم ومن أجلهم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.