يعد الشعب العربي من أوائل الشعوب التي اهتمت بالعلم والمعرفة، إذ لم يقتصر تقدمهم على أفراد بعينهم، بل أولًا وقبل كل شيء بتنقلهم وسفرهم واهتمامهم المستمر بكل ما يؤدي إلى التنمية والتطوير والتوسيع.
اقرأ أيضاً رواد تبسيط العلوم في مصر- الجزء الاول
إنجازات العرب في العلوم العربية والإنسانية
وخير مثال ما حققه العرب؛ لأن بغداد كانت مهد الحضارة وجاء إليها الطلاب من مشارق الأرض ومغاربها، وكانت نقطة انطلاق النهضة العلمية والتراث العربي؛ لأن بناءها كان بمنزلة تكريم لمساهمة العلوم الإنسانية؛ لأنها أساس الفكر الإنساني.
حظيت العلوم الإنسانية باهتمام العلماء المسلمين، الذين وجدوا أن التمييز بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية واضح مثل الفرق بين العالم الطبيعي بحتميته ونظامه العالمي، والعالم البشري بحرياته وفرصه الخاصة.
تهتم العلوم الإنسانية وتدرس الإنسان نفسه، مثل: علم النفس أو سلوكه، من وجهة نظر الخير والشر، وهي الأخلاق، أما الأحداث الماضية فهو علم التاريخ بارتباطه. عندما يتعلق الأمر بالبيئة، فهذه هي الأخلاق والجغرافيا، وبقدر ما يتعلق الأمر بتنظيم الأفراد والجماعات، فهو علم الاجتماع.
كان علم النفس في يوم من الأيام فرعًا من فروع الفلسفة، وكان موجودًا من زمن طويل، أما اليوم فقد تحرر علم النفس من أغلال الفلسفة وأصبح علمًا مستقلًا، له ماض طويل وتاريخ قصير، فهو نفسه كان موجودًا طوال مدة وجوده.
اقرأ أيضاً معلومات تعرفها لأول مرة عن الكيمياء والفيزياء وعلوم الكون
العلوم الإنسانية وتطور التكامل الإجتماعي
ولم ينفصل علم النفس عن الفلسفة، التي كانت في الأصل البوتقة التي ذابت فيها كل العلوم وحددت خصائصها، إلا في عام 1879م، هذا العام مهم للغاية؛ لأنه أسسه الفيلسوف الألماني وعالم الفيزياء وعالم النفس فونت في مدينة لايبرغ الألمانية.
ولذلك فإن علم النفس يدرس الجوانب النفسية للسلوك الإنساني، بما في ذلك العواطف والانفعالات النفسية والميول والرغبات والعادات وغيرها، ويدرس المشاعر والتصورات والخيال والذاكرة والتفكير وغيرها. يدرس علم النفس سلوكيات الناس وأفعالهم من مظاهر الظواهر النفسية.
وبالمثل، فإن علم الاجتماع ليس بعيدًا عن علم النفس والعلوم الإنسانية الأخرى، وهي متخصصة وموحدة في إطار حياة الإنسان في البيئة، التي يعيش فيها الإنسان، وأول من وضع حجر الأساس لعلم الاجتماع هو العلامة ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع.
اقرأ أيضاً الفكر التربوي وآداب المعلم والمتعلم عند ابن خلدون
بروز علم الإجتماع في القرن التاسع عشر
وفي القرن التاسع عشر برز علم الاجتماع وعُدَّ اتجاهًا عامًا في التفكير الفلسفي، فكانت النظرية أساسًا متينًا ناشئًا عن الواقع المدروس، الأمر الذي كان لا بد فيه من توحيد النتائج، والنظرية هي أعلى مستوى من المعرفة؛ لأنها تكون بطريقة جيدة، وكلما استرشد البحث بنظرية متسقة، كانت النتيجة نمو المعرفة وتنظيمها.
ثم إن حل المشكلات الاجتماعية لا يمكن إلا إذا كان مبنيًا على إطار مفاهيمي علمي دقيق ذي توجه نظري واسع، ونشير إلى العلاقة الوثيقة بين علم النفس وعلم الاجتماع، ما أدى إلى ظهور علم النفس الاجتماعي، الذي شُبّه بالتوأم الملتصق.
يقول البعض إن علم النفس الاجتماعي نشأ في الولايات المتحدة، ويدرس الصراع بين الأفراد والمجتمع، وهذا النوع من الصراع لم يكن موجودًا في المجتمعات البدائية أو الدول القديمة، وهذا ما أوجد الحاجة إلى علم النفس الاجتماعي؛ لأنه علم بحثي يهتم بالوصف والتجربة وتحليل سلوك وردود فعل الأفراد وغيرهم، وهل هؤلاء الأشخاص معًا أم منفصلون؟
لذا فإن علم الاجتماع وعلم النفس خاصة والعلوم الإنسانية عامة، يأخذون على محمل الجد أنواع السلوك الاجتماعي، التي يفهمونها ويقدرونها كأحد الأهداف النبيلة التي يسعون إليها، وهي خصائص تجعلها لا غنى عنها للثقافة والضرورات الاجتماعية من أجل إعطائها طابعًا خاصًا، وصورة شاملة للحياة الاجتماعية.
الخلاصة، إن العلوم الإنسانية تطور التكامل الاجتماعي، وترمز إلى وحدة المجتمع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.