أهمية الطب وتطوره في العصر الحديث

يعود فن العلاج إلى عصور موغلة في القدم، بيد أن الإنسان لم يدرك وجود المكروبات الناقلة للأمراض إلا منذ مئة سنة تقريبًا، وقد كانت بحوث باستور هي المنطلق الحقيقي للطب الحديث، ثم إنها مهدت الطريق لعلاج الأمراض الإعفانية.

وثمة أمراض كثيرة لا تترتب -فيما يبدو- عن المكروبات، ومنها: الروماتيزم، والربو، والسكري، والسرطان.

ومن أجل التوصل إلى علاج جذري لمثل هذه الأمراض، في يوم من الأيام، يجب استكشاف أعمق للجسم البشري ولوظائف الخلية. مع العلم أن البحوث البيولوجية التي تتم في الوقت الراهن قد مكنت العلماء من الاشتغال بداخل الخلية (أو حتى بداخل نواتها)، ما أتاح فهمًا أعمق لأسباب بعض الأمراض الوراثية والبيوكيميائية.

نظام لممارسة الطب

حين يصاب المرء بمرض من الأمراض الشائعة، فإنه يمضي عادة لاستشارة طبيب غير متخصص. وإذا ما تبين لهذا الطبيب الأخير أن المرض شديد الخطورة وأنه يتطلب علاجًا خاصًّا، فإنه يقترح على المريض أن يذهب لاستشارة اختصاصي، وأن يتوجه إلى أحد المستشفيات.

وفي البلدان المتقدمة، تتميز مهنة الطب بتنظيمها المحكم برجالاتها وتقنياتها وآلياتها التي تزداد تطورًا يومًا بعد يوم. وما من شك في أن تكفل الضمان الاجتماعي بمصاريف العلاج بهذه البلدان يساعد المنخرطين على التصدي للأمراض التي يصابون بها. غير أن هذه المصروفات العلاجية لا تنفك تتزايد، زد على ذلك أن مشكل الصحة أصبح واحدًا من المشكلات الكبرى في زمننا هذا.

في البلدان المتقدمة تتميز مهنة الطب بتنظيمها المحكم برجالاتها وتقنياتها وآلياتها التي تزداد تطورًا

والحق أن الناس قد تعودوا إنجازات الطب الخارقة (التلقيح، المضادات الحيوية، زراعة الأعضاء...) حتى إنهم لم يعودوا يتقبلون بسهولة إخفاق الأطباء في علاجهم. (ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلًا يحدث كثيرًا أن يذهب الأطباء إلى المحاكم، وذلك نتيجة الدعاوى التي تدفعها عائلات المرضى بسبب فعالية العلاج).

الاعتبارات الخلافية لمهنة الطب

لقد ضاعف تطور الطب من قدرة الإنسان على التحكم في ظواهر الحياة. ومن المؤكد أن ولادة (طفلة الأنابيب) الأولى عام 1978 قد ألهبت خيال كثيرين. أول مرة استطاعت التقنيات البيولوجية بالمخابر أن تحل محل الطبيعة.

ومع ذلك، فإن الأمر لم يكن متعلقًا في هذه الحالة بتعديلات وراثية، لكن من يدري؟ فقد يأتي اليوم الذي تطبق فيه على الإنسان تلك التعديلات الوراثية التي تجرى على الحيوان.

وقد دفعت هذه المشكلة بعدد من البلدان إلى تأسيس لجنة أخلاقية، وتتكون من علماء وفلاسفة ورجال قانون أو رجال دين، والمهمة المنوطة لهؤلاء هي التفكير في المسائل وإبداء الرأي فيها لعموم المواطنين.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

اشكرك وانا مكانة لك
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

اشكرك وانا ممتنة لك
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

رائع جدا دائم التوفيق والنجاح
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقال رائع بالتوفيق صديقتي
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة