أهمية الزنك للجسم.. فوائده وأعراض نقصه والعلاج بالغذاء والمكملات

يُعد الزنك من المعادن الأساسية التي لا غنى عنها لصحة الجسم، لأنه يؤدي دورًا حيويًّا في تقوية جهاز المناعة، وتسريع التئام الجروح، ودعم النمو والخصوبة. ومع ذلك، يعاني كثيرون من نقص الزنك دون إدراك ذلك، ما يؤدي إلى مشكلات صحية متعددة تبدأ من تساقط الشعر وضعف الشهية، وتنتهي باضطرابات الجهاز المناعي. في هذا الدليل الشامل، نستعرض أهمية الزنك للجسم، أبرز أسباب نقصه، الأعراض التي تدل عليه، وأفضل الطرق لتعويضه سواء بالغذاء أو المكملات الغذائية.

أهمية الزنك للجسم

هل شعرت يومًا بتعب مستمر على الرغم أنك تنام جيدًا؟ أو لاحظت أن جروحك تحتاج وقتًا أطول لتلتئم؟ قد لا يخطر ببالك أن السبب وراء ذلك قد يكون شيئًا بسيطًا، لكنه مهم جدًا لصحة جسمك.. إنه الزنك. قد لا تفكر كثيرًا في الزنك، لكنه عنصر أساسي يحتاج إليه جسمك يوميًا ليعمل بكفاءة وله دور أساسي في كثير من العمليات الحيوية، ومن أبرزها:

أهمية الزنك في دعم جهاز المناعة

يُعد الزنك عنصرًا أساسيًا في تعزيز كفاءة جهاز المناعة. فهو يساعد خلايا الدم البيضاء (التي تدافع عن الجسم ضد الجراثيم والفيروسات) على العمل بفاعلية. لذا فعندما يقل الزنك، يصبح الجسم أكثر عرضة لنزلات البرد، والالتهابات، حتى الأمراض المزمنة.

الزنك وتعزيز المناعة

التئام الجروح

عند حدوث جرح أو خدش، يدخل الزنك في سلسلة من العمليات التي تساعد في تكوين أنسجة جديدة بسرعة. لذا فنقص الزنك يؤدي إلى بطء ملحوظ في شفاء الجروح، وقد يزيد خطر العدوى في مكان الجرح.

نمو وتطور الجسم

الزنك ضروري لانقسام الخلايا وتكوين البروتينات، وهي عمليات حيوية لنمو الجسم؛ لذا فالأطفال الذين لا يحصلون على كميات كافية من الزنك قد يعانون تأخرًا في النمو، وضعفًا في بناء العظام وتطور الدماغ.

صحة الجلد والشعر

الزنك يساعد في تنظيم إفراز الدهون في البشرة ويقلل الالتهابات، ولهذا يُستخدم في علاج حب الشباب. أيضًا فنقصه قد يؤدي إلى تساقط الشعر، جفاف البشرة، وظهور طفح جلدي، خصوصًا حول الفم والعينين.

القدرة على التذوق والشم

الزنك يؤثر في عمل الإنزيمات والخلايا العصبية المرتبطة بالتذوق والشم، ونقصه قد يؤدي إلى ضعف أو فقدان مؤقت لهاتين الحاستين، وهو ما لوحظ بوضوح لدى بعض المصابين بنقص الزنك أو ببعض الفيروسات.

تنظيم الهرمونات

يسهم الزنك في إنتاج وتنظيم كثير من الهرمونات، مثل:

  • هرمون النمو (مهم للأطفال والمراهقين).
  • هرمونات الذكورة (التستوستيرون) والأنوثة (الإستروجين).

لذلك فإن نقص الزنك قد يسبب مشكلات في الخصوبة، والدورة الشهرية، حتى المزاج والطاقة.

دعم صحة العين

يتركز الزنك في شبكية العين، ويساعد في نقل فيتامين A من الكبد إلى العين. وهذا ضروري للرؤية الليلية. وتشير الدراسات إلى أن الزنك قد يقلل خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر (وهو سبب شائع لفقدان البصر لدى كبار السن).

مضاد للأكسدة

يعمل الزنك كمضاد أكسدة يحارب «الشوارد الحرة»، وهي جزيئات ضارة تتكون داخل الجسم نتيجة التلوث أو سوء التغذية أو التوتر. وإذا تُركت دون مقاومة، فإنها تسبب تلفًا في الخلايا وتسرِّع الشيخوخة وتزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.

ما نقص الزنك؟

نقص الزنك هو حالة تحدث عندما تنخفض مستويات الزنك في الجسم إلى ما دون الحد الطبيعي؛ ما يؤثر في أداء كثير من الوظائف الحيوية. ويُصنَّف الزنك أنه معدن أساسي لا يستطيع الجسم تخزينه بكميات كبيرة، لذا يجب الحصول عليه بانتظام من خلال الغذاء.

نقص الزنك

يؤدي نقص الزنك إلى مجموعة من الأعراض الجسدية والمناعية والنفسية، ويمكن أن يكون نقصًا حادًا أو مزمنًا، وقد يظهر في جميع الفئات العمرية، لكنه يكون أكثر شيوعًا لدى:

  •  الأطفال في مراحل النمو.
  •  النساء الحوامل والمرضعات.
  •  كبار السن.
  •  الأشخاص الذين يعانون أمراضًا مزمنة أو اضطرابات في امتصاص المغذيات.

ما أسباب نقص الزنك؟

يمكن تفادي أزمة نقص الزنك بتفادي أسبابها وهي:

سوء التغذية

إذا كان النظام الغذائي فقيرًا بالأطعمة الغنية بالزنك مثل اللحوم، الكبد، والمأكولات البحرية، فسيصعب على الجسم تلبية احتياجاته من هذا العنصر؛ لذا فالأشخاص الذين يعتمدون على الأطعمة الجاهزة أو الوجبات السريعة غالبًا ما يعانون هذا النقص بسبب افتقار هذه الأطعمة للعناصر الأساسية.

النظام الغذائي النباتي الصارم

النباتيون قد يكونون أكثر عرضة لنقص الزنك؛ لأن الزنك الموجود في المصادر النباتية يكون أقل امتصاصًا من الزنك الموجود في اللحوم. إضافة لذلك، تحتوي الحبوب الكاملة والبقوليات على مواد تُسمى الفايتات، وهي مركبات تعيق امتصاص الزنك في الأمعاء؛ ما يقلل استفادة الجسم منه.

أمراض الجهاز الهضمي

بعض الأمراض مثل داء كرون، الداء الزلاقي (السيلياك)، والتهاب القولون التقرحي تؤثر في قدرة الأمعاء على امتصاص الزنك. وقد تؤدي إلى الإسهال المزمن، وهو بحد ذاته سبب لفقدان الزنك من الجسم.

الحمل والرضاعة

خلال الحمل، يزداد احتياج الجسم للزنك لدعم نمو الجنين وتكوين الأنسجة والمشيمة. أما خلال الرضاعة، فإن الجسم يستخدم الزنك في تكوين حليب الأم، فإذا لم تتناول الأم كميات كافية قد تُصاب بالنقص بسهولة.

أهمية الزنك في الحمل

الإسهال المزمن

الإسهال المتكرر، خصوصًا عند الأطفال، يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من المعادن ومنها الزنك. وهذا السبب شائع في الدول النامية، ويُعد أحد عوامل الخطورة المهمة لنقص الزنك عند الأطفال.

بعض الأدوية

  • مدرات البول: تزيد إخراج الزنك عن طريق البول.
  • مضادات الحموضة: تؤثر في امتصاص الزنك من المعدة.
  • المضادات الحيوية طويلة الأمد: قد تؤثر في التوازن البكتيري في الأمعاء وتقلل الامتص

أمراض الكبد أو الكلى

في أمراض الكبد، قد يحدث اضطراب في توزيع الزنك داخل الجسم أو فقدانه عبر الجلد. أما أمراض الكلى فقد تسبب زيادة في فقدان الزنك عن طريق البول، خصوصًا عند المرضى الذين يخضعون لغسيل كلوي.

إدمان الكحول

الكحول يقلل امتصاص الزنك من الأمعاء، ويزيد فقدانه مع البول. والمدمنون غالبًا ما يتبعون نظامًا غذائيًا سيئًا؛ ما يُضاعف المشكلة.

التقدم في العمر

مع التقدم في السن، تقل الشهية وتضعف قدرة الأمعاء على الامتصاص. وكبار السن قد يتناولون كميات أقل من البروتين أو مصادر الزنك، وهم أكثر عرضة لتناول أدوية تؤثر في امتصاصه؛ ما يرفع خطر النقص.

هل يمكن أن يكون نقص الزنك وراثيًا؟

نعم، يمكن أن يكون نقص الزنك وراثيًّا في بعض الحالات، ولكن هذا النوع من النقص نادر. توجد بعض الاضطرابات الوراثية التي تؤثر في قدرة الجسم على امتصاص الزنك أو استغلاله على نحو صحيح. إليك بعض الحالات الوراثية المرتبطة بنقص الزنك:

متلازمة مينكين (Menkes Disease)

هذه حالة وراثية نادرة تنتج عن طفرة في جين يُسمى ATP7A، الذي يسهم في نقل الزنك داخل الخلايا. وبسبب هذه الحالة، لا يستطيع الجسم امتصاص الزنك جيدًا؛ ما يؤدي إلى نقص حاد في الزنك ويؤثر في النمو وتطور الدماغ، ويسبب مشكلات في الجلد والشعر.

فرط الزنك في الدم (Zinc transporter mutations)

بعض الحالات الجينية تؤثر في قدرة الجسم على نقل الزنك داخل الخلايا على نحو فعال؛ لذا فالأشخاص المصابون بهذه الطفرات قد يواجهون نقصًا في الزنك على الرغم من تناولهم كميات كافية من الغذاء؛ ما يجعل نقص الزنك أكثر صعوبة في العلاج.

فرط الزنك في الدم

الاضطرابات في الأمعاء (مثل السيلياك أو مرض كرون)

في بعض الحالات الوراثية مثل مرض السيلياك أو مرض كرون، يعاني الأفراد ضعفًا في امتصاص الزنك بسبب التأثيرات الوراثية على الجهاز الهضمي؛ ما يمكن أن يزيد خطر نقص الزنك.

الوراثة والاحتياجات الغذائية

بعض الأشخاص قد يكون لديهم استعداد وراثي يجعلهم أكثر عرضة لنقص الزنك عند اتباع نظام غذائي غير متوازن أو يعانون مشكلات في امتصاص العناصر الغذائية، حتى لو لم يكن لديهم مرض وراثي واضح.

أعراض نقص الزنك

يمكنك متابعة نفسك وما يظهرع ليك من أعراض نقص الزنك لتفادي المشكلة:

تأخر شفاء الجروح

للزنك دور أساسي في عملية الشفاء والتئام الأنسجة. وعندما يصاب الجسم بجروح أو إصابات، يُسهم الزنك في تكوين الكولاجين، وهو بروتين أساسي لإصلاح الأنسجة. فإذا كان لديك نقص في الزنك، فإن عملية الشفاء تصبح بطيئة. وهذا يشمل الجروح البسيطة مثل الجروح السطحية أو حتى الجروح الناتجة عن الحروق.

تساقط الشعر

للزنك دور في إنتاج البروتينات الأساسية لنمو الشعر مثل الكيراتين؛ لذا فنقص الزنك يؤدي إلى ضعف بصيلات الشعر؛ ما يسبب تساقط الشعر أو تقصفه. وفي الحالات الشديدة، قد يُعاني الشخص من الصلع الجزئي أو بقع فارغة على فروة الرأس، وهي حالة تُعرف بالثعلبة.

أعراض نقص الزنك

ضعف جهاز المناعة

الزنك ضروري لإنتاج الخلايا المناعية مثل الخلايا التائية والخلايا البائية التي تقاوم الفيروسات والبكتيريا. ومع نقص الزنك، يتراجع نشاط الجهاز المناعي؛ ما يزيد احتمال الإصابة بالعدوى. وقد يلاحظ الشخص زيادة في نزلات البرد أو الإصابة بالعدوى على نحو متكرر.

مشكلات جلدية

الزنك يؤدي دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الجلد والتئام الجروح، وعندما يفتقر الجسم إليه، قد تظهر مشكلات جلدية متعددة. وحب الشباب هو أحد الأعراض الشائعة لنقص الزنك، فهذا النقص يؤدي إلى إفراز الدهون الزائدة في البشرة. والطفح الجلدي وجفاف الجلد يمكن أن يظهر أيضًا، مع وجود تقرحات أو التهابات جلدية قد لا تستجيب للعلاج بسهولة.

تغيرات في حاستي التذوق والشم

الزنك مرتبط بخلايا التذوق في اللسان. ونقصه يمكن أن يؤدي إلى فقدان حاسة التذوق أو ضعفها؛ ما يسبب تغيرًا في قدرة الشخص على التمييز بين الطعوم. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الزنك أيضًا في حاسة الشم؛ ما يؤدي إلى فقدان جزئي أو كلي لهذه الحاسة.

فقدان الشهية

الزنك يُساعد في تنظيم مستويات هرمونات الجوع، مثل اللبتين، الذي يتحكم في الشعور بالجوع والشبع. وعند نقص الزنك، يمكن أن يُصاب الشخص بفقدان الشهية، حيث يلاحظ انخفاضًا في الرغبة في تناول الطعام؛ ما يزيد احتمالية الإصابة بسوء التغذية.

تأخر النمو والتطور

الزنك أساسي لنمو الجسم وتطوير الأنسجة والخلايا، خاصة عند الأطفال والمراهقين. ونقص الزنك لدى الأطفال قد يؤدي إلى تأخر في النمو الجسدي، مثل تأخر في النمو البدني وتكون العظام، إضافة إلى التأخر العقلي. وقد يظهر التأثير في وقت متأخر على نمو الأسنان أو حتى تأخر في الظهور المبكر للأسنان اللبنية.

مشكلات في التركيز والذاكرة

الزنك يؤثر في وظائف الدماغ، خصوصًا في العمليات التي تتعلق بالتعلم والذاكرة. وعند نقص الزنك، يعاني الشخص صعوبة في التركيز، والذاكرة، وقد يشعر بالتشتت الذهني أو انخفاض في القدرة على التفكير بوضوح. وأظهرت الدراسات أن الزنك له دور في إنتاج الناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين التي تؤثر مباشرة في المزاج والقدرة على التركيز.

الإسهال المزمن

الزنك ضروري للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، وخاصة في الحفاظ على جدران الأمعاء وتوازن البكتيريا المفيدة داخل الأمعاء. ونقص الزنك قد يؤدي إلى الإسهال المزمن؛ لأن الجسم لا يستطيع مقاومة البكتيريا الضارة على نحو فعال. وهذه المشكلة تكون أكثر شيوعًا عند الأطفال في المناطق النامية، فيُسبب نقص الزنك زيادات في معدل الإصابة بالأمراض المعوية والإسهال المستمر.

تورم الأطراف أو الأنسجة

في الحالات الحادة من نقص الزنك، يمكن أن يؤدي إلى احتباس السوائل في الأنسجة؛ ما يتسبب في تورم الأطراف (مثل القدمين أو اليدين). وقد يتسبب هذا في ظهور انتفاخات أو شعور بثقل في الأجزاء المصابة من الجسم، ويشمل أيضًا بعض التغيرات الجلدية مثل تقشر الجلد.

كيفية تشخيص نقص الزنك

تشخيص نقص الزنك يتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل الطبيب، فقد يتداخل مع أعراض حالات أخرى. إليك الخطوات التي عادةً ما يتبعها الطبيب لتشخيص نقص الزنك:

التاريخ الطبي والفحص السريري

  • التاريخ الطبي: يبدأ الطبيب عادةً بسؤال المريض عن الأنظمة الغذائية المتبعة، أو ما إذا كان لديه أي حالات صحية مزمنة مثل مشكلات في الجهاز الهضمي (مرض كرون، الداء الزلاقي)، أو أي أدوية قد تؤثر في امتصاص الزنك
  • الفحص السريري: سيقوم الطبيب بمراجعة الأعراض الجسدية مثل مشكلات الجلد، تساقط الشعر، تأخر شفاء الجروح أو علامات أخرى لنقص الزنك.
  • الفحص البدني قد يتضمن فحص البشرة والشعر واللسان (للتأكد من أي تغيرات في التذوق أو الشم).

تحاليل الدم

  • مستوى الزنك في الدم: تحليل مستوى الزنك في مصل الدم هو الاختبار الأكثر شيوعًا لتشخيص النقص. ومع ذلك، يجب أن تعرف أن هذا الاختبار قد لا يكون دائمًا دقيقًا، حيث يمكن أن يتأثر مستوى الزنك في الدم بكثير من العوامل، مثل الإجهاد أو الالتهابات. وفي حال كانت مستويات الزنك منخفضة في الدم، فهذا قد يشير إلى نقص الزنك بالجسم.
  • اختبار الترانسفيرين (Transferrin): هذا البروتين يرتبط بالحديد في الدم، ويمكن أن يتأثر بمستوى الزنك. وبعض الدراسات تشير إلى أن نقص الزنك قد يتسبب في ارتفاع مستوى الترانسفيرين، وهو ما قد يساعد في تشخيص النقص.

اختبارات البول

قياس الزنك في البول: في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب اختبارًا لقياس مستوى الزنك في البول. هذا الاختبار قد يستخدم لتحديد معدل فقد الزنك في الجسم، خاصة في حالات الأمراض التي تؤدي إلى فقدان الزنك عبر البول، مثل الفشل الكلوي.

اختبار قياس الزنك في البول

اختبارات الوظائف الأخرى

  • اختبارات وظائف الكبد والكلى: في بعض الحالات، يمكن أن يُجري الطبيب اختبارات لتقييم وظيفة الكبد والكلى، فهذه الأعضاء تؤثر في توزيع الزنك في الجسم.
  • اختبار الجلوكوز: في حال كان نقص الزنك قد أثر في التمثيل الغذائي أو السكر في الدم، قد يُجري الطبيب اختبارات لتقييم مستوى السكر في الدم.

الفحوص المتخصصة

في بعض الحالات النادرة، قد يطلب الطبيب فحوصات إضافية مثل اختبارات الجينات إذا اشتبه في وجود اضطراب وراثي مثل مرض مينكيس الذي يمنع الجسم من امتصاص الزنك على نحو صحيح.

التشخيص السريري بناءً على الأعراض

في الحالات التي تظهر فيها أعراض نقص الزنك على نحو واضح، مثل تساقط الشعر، بطء شفاء الجروح، تغيرات في حاستي التذوق والشم، قد يُشخِّص الطبيب نقص الزنك سريريًا، ويبدأ العلاج دون حاجة لاختبارات معملية إضافية.

ملاحظات

الاختبارات المخبرية قد تكون غير دقيقة في بعض الحالات، ويعتمد التشخيص على نحو كبير على التاريخ الطبي والأعراض السريرية. وفي حال وجود أمراض مصاحبة قد تؤثر في امتصاص الزنك مثل مشكلات الهضم أو الأمراض المزمنة، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء اختبارات متعددة للبحث عن أسباب أخرى للعلامات والأعراض.

كيفية علاج نقص الزنك

علاج نقص الزنك يعتمد على شدة النقص وأسبابه، ويمكن أن يتضمن التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية أو حتى علاج الحالات الصحية التي تُسهم في نقص الزنك. إليك طريقة العلاج بالتفصيل:

التغييرات الغذائية

من أولى الخطوات لعلاج نقص الزنك هي زيادة تناول الأطعمة الغنية بالزنك. فبعض الأطعمة تحتوي على مستويات عالية من الزنك ويمكن أن تسهم في تعويض النقص على نحو فعال.

أطعمة غنية بالزنك

  • المأكولات البحرية: مثل الجمبري، المحار، السردين، والتي تحتوي على كميات كبيرة من الزنك.
  •  اللحوم: خاصة اللحوم الحمراء مثل اللحم البقري والدواجن.
  •  المكسرات والبذور: مثل السمسم، اليقطين، اللوز، الكاجو.
  •  الحبوب الكاملة: مثل الشوفان، الأرز البني، الكينوا.
  •  البقوليات: مثل الفاصوليا، العدس، فتحتوي على الزنك ولكن قد تحتوي مركبات مثبطة للامتصاص.
  •  منتجات الألبان: مثل الجبن، اللبن.
  •  الخضراوات: مثل السبانخ و البروكلي، وهي تحتوي على كميات معتدلة من الزنك.

الأطعمة الغنية بالزنك

نصائح غذائية

  • يُفضل الجمع بين الأطعمة الغنية بالزنك والأطعمة التي تحتوي على فيتامين C، مثل الفواكه الحمضية، لزيادة امتصاص الزنك.
  •  تجنب الإفراط في تناول المواد المثبطة للامتصاص مثل الأوكسالات في الخضراوات أو حمض الفيتيك في الحبوب الكاملة.

المكملات الغذائية بالزنك

المكملات الغذائية بالزنك تُستخدم في حال كان نقص الزنك حادًا أو عندما يكون من الصعب الحصول على كميات كافية من الزنك من الطعام فقط.

وتتوافر مكملات الزنك بعدة أشكال، مثل أقراص، كبسولات، أو حتى سائل. وبعض الأنواع مثل زنك جلايسينات قد تكون أكثر قابلية للامتصاص من أنواع أخرى. والجرعات المعتادة للمكملات تتراوح بين 15-30 ملغ يوميًّا، وقد تزيد الجرعة في الحالات الشديدة أو بناءً على توصيات الطبيب.

ملاحظة

يجب عدم تناول المكملات بدون إشراف طبي؛ لأن الجرعة الزائدة من الزنك يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية مثل الغثيان، القيء، وآلام المعدة.

علاج الأسباب المسببة للنقص

في بعض الحالات، قد يكون نقص الزنك ناتجًا عن حالات صحية أساسية مثل الأمراض المعوية (مرض كرون أو الداء الزلاقي) أو مشكلات في امتصاص الأمعاء.

علاج الحالات الصحية المصاحبة

  • إذا كان نقص الزنك ناتجًا عن مرض هضمي، فيجب علاج الحالة الأساسية مثل اتباع نظام غذائي مناسب لمرض الزلاقي أو تحسين عملية امتصاص الزنك من الأمعاء.
  • والعلاج بالهرمونات أو الأدوية قد يكون ضروريًا في حالات النقص الناجم عن اضطرابات هرمونية أو مشكلات في الغدة الدرقية.

المراقبة والمتابعة

بعد بدء العلاج، من المهم متابعة مستوى الزنك في الدم والتحقق من أن مستوى الزنك بدأ في العودة إلى مستوياته الطبيعية. في حال كان النقص شديدًا، قد يحتاج الشخص إلى مراقبة مستمرة من قبل الطبيب.

الوقاية من نقص الزنك

للحفاظ على مستوى كافٍ من الزنك، يمكن دمج الأطعمة الغنية بالزنك على نحو دوري في النظام الغذائي. وفي حال وجود مخاطر إضافية مثل الحمل أو الرضاعة أو أمراض مزمنة، قد يوصي الطبيب بتناول مكملات الزنك كإجراء وقائي.

في الختام، يُعد الزنك من المعادن الأساسية التي تؤدي دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الجسم ووظائفه الحيوية. ونقص الزنك يمكن أن يؤثر في كثير من الجوانب الصحية، بدءًا من جهاز المناعة وصولًا إلى نمو الشعر وصحة الجلد.

لكن لحسن الحظ، يمكن الوقاية من نقصه وعلاجه من خلال التغذية السليمة والمكملات الغذائية المناسبة عند الحاجة. ويجب أن يكون لديك وعي حول مصادر الزنك في النظام الغذائي وكيفية تضمينها على نحو متوازن، فذلك يسهم في تعزيز صحتك العامة والوقاية من كثير من المشكلات الصحية. وفي حال كان النقص شديدًا، يجب التوجه للطبيب لتشخيص الحالة بدقة واتباع العلاج المناسب. حافظ على صحتك باتباع نمط حياة صحي ومتوازن، وتحقق من تزويد جسمك بالزنك الكافي لضمان أداء أفضل لجميع وظائفه الحيوية.

المراجع

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

ده بحث كبير دكتورة يسرا وليس مجرد مقال . انا جربت فيما قبل نقص الزنك واصبت بمشاكل ولكن الحمد لله ربنا رزقنا لدكتورة ممتازة وتعافيت تماما الحمد لله
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

ده بحث كبير دكتورة يسرا وليس مجرد مقال . انا جربت فيما قبل نقص الزنك واصبت بمشاكل ولكن الحمد لله ربنا رزقنا لدكتورة ممتازة وتعافيت تماما الحمد لله
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة