أهمية التعلم النشط واستخدامه في التدريب عبر الإنترنت

يتطور عالم العمل بسرعة؛ ما يتطلب من الأفراد والمنظمات مواكبة وتيرة التغيير المستمرة. ولعلَّ أهم أداة لبناء الكفاءة هي التدريب، ولكن ليس أي نوع من التدريب، بل التدريب النشط الذي يضع المتدرب في قلب العملية التعليمية ويشجِّعه على المشاركة الفعالة.

ما التدريب النشط؟

التدريب النشط هو أسلوب تعليمي يركِّز على المشاركة الفعالة للمتدربين في عملية التعلم. فنحن نشجعهم على التفاعل وطرح الأسئلة وحل المشكلات وتطبيق المعرفة المكتسبة بدلًا من أن يصبحوا مستمعين سلبيين.

أهمية التدريب النشط

• تعزيز الفهم والذاكرة: بالمشاركة الفعَّالة يستطيع المتعلمون فهم المفاهيم على نحو أعمق والاحتفاظ بها مدة أطول.
• تحسين مهارات حل المشكلات: يعزز التدريب النشط مهارات حل المشكلات لدى المتدربين بتوافر فرصة تطبيق المعرفة النظرية على مواقف الحياة الواقعية.
• تعزيز الثقة بالنفس: إن المشاركة الفعالة في التدريب تساعد المتدربين على بناء الثقة بالنفس، وتعزيز قدرتهم على التعبير عن آرائهم.
• زيادة الدافعية والتحفيز: عندما يشعر المتعلمون أنهم جزء من عملية التعلم، فإن حافزهم للنجاح يزداد.
• تطوير المهارات الاجتماعية: يوفر التدريب النشط الفرصة لتطوير مهارات الاتصال والتعاون والعمل الجماعي.

أفضل ممارسات التعلم النشط

يعتمد التعلُّم النشط الفعَّال على قدرة مُيسِّر الدورة التدريبية الإلكترونية على فهم جوهرها، ومن ثمَّ تهيئة بيئة تُمكِّن المتعلمين من تحليل المعلومات المُقدَّمة، وتلخيصها، وتقييمها، وتطبيقها. إليك ثلاث من أفضل الوسائل لتطبيق التعلُّم النشط عمليًا:

1. المناظرات الإلكترونية

تكشف المناظرات الإلكترونية عن تعقيد القضايا، وتساعد المتعلمين في فهم أن التفكير الاستقطابي، الأسود والأبيض، نادرًا ما يكون الطريقة الصحيحة لحل المعضلة، بل إنه يعيق الفكر التقدمي، في المناظرات الإلكترونية، يُقسَّم المتعلمون إلى مجموعتين تبحثان في وجهات نظر متعارضة في موضوع ما، وتُطوِّرانها، وتُقدِّمانها.

وهذا يُتيح لهم تحمُّل مسؤولية أدائهم، إذ لا يقتصر دورهم على تطوير مهارات التفكير المنطقي للدفاع عن موقفهم فحسب، بل يشمل أيضًا اتخاذ قرارات بشأن كيفية استخدام ما يتعلمونه. فضلًا على ذلك، تُعزز المناظرات الإلكترونية قدرتهم على التكيف، إذ نادرًا ما تكون وجهات النظر المتعارضة متوقعة، ويتمكن المتعلمون من إعادة بناء مواقفهم بعد سماع الطرف الآخر.

2. العصف الذهني

العصف الذهني هو التفكير في بدائل ممكنة دون إصدار أحكام، في بيئة مريحة، ويتضمن العمل الجماعي، ويشجع على التفكير الإبداعي والمخاطرة من أجل توليد أفكار وحلول جديدة، مهما كانت مبهمة أو غير فعالة. في العصف الذهني، لا توجد إجابات أو اقتراحات "خاطئة"، بل على العكس، تُعد نقاط الضعف فرصًا عظيمة لتعميق فهم الموضوع المطروح في بيئة داعمة؛ ما يزيد مستويات المشاركة.

3. التعلم القائم على حل المشكلات

في هذا النوع من التعلم النشط، تُقدم التقييمات القائمة على حل المشكلات حالاتٍ وأمثلةً ذات صلة بالمتعلمين، وتشجعهم على تطبيق ما تعلموه نظريًّا في مواقف واقعية. ويُحفز التعلم القائم على حل المشكلات المتعلمين على تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي والتحليل، ويُتيح فرصًا للعمل الجماعي الفعال، فيُشجع التعاون بشدة على توليد مزيد من الأفكار والحلول.

5 نصائح لاستخدام التعلم النشط في التدريب عبر الإنترنت

كيف يُمكن تطبيق التعلُّم النشط في بيئة الإنترنت؟ والأهم من ذلك، كيف يُمكن لموظفيك الاستفادة منه خلال تدريبهم عبر الإنترنت؟ إليك بعض النصائح التي قد تُساعدك في دمج التعلُّم النشط في دورة التدريب عبر الإنترنت:

1. استخدم إستراتيجيات تعلم متنوعة

وفقًا لنظرية الذكاءات المتعددة، يتعلم الأشخاص بأساليب مختلفة، من أكثر الأساليب فاعلية لتعزيز التعلم النشط اتباع نهج يركز على المتعلم، ثم دمج أساليب تعلم متعددة فيه. فكِّر في الجمع بين المناقشات عبر الإنترنت والاختبارات المحفزة للتفكير، وأداء الأدوار مع سرد القصص، وتمارين حل المشكلات باستخدام صور ورسوم جذابة؛ بهذه الطريقة، ستلبي احتياجات التعلم المختلفة وتشرك جميع المتعلمين بسهولة، سواءً كانوا سمعيين أو بصريين أو حركيين، وما إلى ذلك.

2. اتبع نهج التعلم القائم على الأخطاء

لتطبيق فكرة العصف الذهني عمليًا، عليك إنشاء وسائل لمساعدة موظفيك في تطوير مهارات التفكير النقدي لديهم دون خوف من الفشل. فكِّر في الاستفادة من التعلم القائم على الأخطاء بإنشاء سلسلة من أسئلة سيناريو التعلم الإلكتروني التي تتيح مجالًا لارتكاب الأخطاء وتشجع جمهورك على تركيز انتباههم على محتوى التعلم الإلكتروني في بيئة خالية من المخاطر.

3. شجِّع التعاون

يُعدُّ التعلم الاجتماعي وسيلةً رائعةً لتطبيق التعلم النشط، إذ يُتيح فرصًا لمناقشة الأفكار، والتعاون في المشروعات الجماعية والعروض التقديمية. نظِّم مناقشاتٍ إلكترونيةً على منتدى إلكتروني أو على منصات التواصل الاجتماعي، فيُمكن لموظفيك التعبير عن أنفسهم بحرية، ومشاركة أفكارهم واهتماماتهم، ومقارنة ملاحظاتهم، ومناقشة النقاط الرئيسة لتدريبهم الإلكتروني. تذكَّر فقط إرساء آدابٍ سلوكيةٍ للمشاركة المناسبة والتواصل الفعال عبر الإنترنت.

4. ركِّز على التفاعلية

كلما زادت العناصر التفاعلية في دورتك التدريبية عبر الإنترنت؛ زادت درجة التعلُّم النشط. وتتوافر وسائل متنوعة لدمج التفاعلية في دورة التعلُّم الإلكتروني، بدءًا من تفاعلات السحب والإفلات البسيطة وصولًا إلى ألعاب التعلُّم الإلكتروني الشيقة ومقاطع الفيديو عالية الجودة. حتى العروض التقديمية الثابتة التقليدية يمكن أن تكون تفاعلية، طالما اخترت أداة التأليف المناسبة لتحويلها إلى وسيط ديناميكي.

5. اربط دورتك التدريبية عبر الإنترنت بالواقع

مهما كانت دورة التدريب عبر الإنترنت مصممة جيدًا، فلن تكون ذات فائدة تُذكر إذا لم تكن ذات صلة بموظفيك. ومن أهم فوائد التعلم النشط أنه يتيح لجمهورك تطبيق ما يتعلمونه؛ لذا، تذكَّر دائمًا إنشاء أمثلة مناسبة، وحالات عملية، ومشكلات ذات صلة ليتم تناولها وحلها. استخدم سيناريوهات واقعية، ومقاطع فيديو توضيحية تشرح إجراءات العمل بوضوح، ومحاكاة التعلم الإلكتروني التي تُلهم موظفيك لتحليل استراتيجياتهم الخاصة في حل المشكلات. بهذه الطريقة، ستضمن بقاء جمهورك مُركزًا ومتفاعلًا، فتُحفظ المعلومات على نحو أفضل عند استخدامها.

الآن وقد تعرفتَ على آلية عمل التعلم النشط وكيفية دمج ممارساته في دورة التدريب عبر الإنترنت، قد ترغب في معرفة مدى فاعلية تدريبك عبر الإنترنت. اقرأ "ثماني نصائح لقياس فاعلية تدريبك عبر الإنترنت" واكتشف كيف يمكنك تحقيق أقصى استفادة من ميزانية التدريب الخاصة بك وتقديم التدريب اللازم لموظفيك لتحقيق النجاح.