أهمية الأسرة في التربية الأخلاقية

للأسرة دور أساسي في مستقبل الشخصية الأخلاقية للإنسان؛ إذ إن أول ما يواجه الطفل الحاجة للقيم الأخلاقية يكون في الأسرة، وتبدأ خبراته الأخلاقية مع خبراته اللغوية.

قد يعجبك أيضًا تأثير حضن الأسرة في نمو الفرد والمجتمع

وأهمية الدور الذي تؤديه الأسرة في مستقبل الشخصية الأخلاقية للفرد تتمثل في مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر للطفل قبل دخوله المدرسة. ويُطلَق عليها الشروط المسبقة للتربية الأخلاقية، وتتمثل في الخبرات العائلية التي تزود الطفل بقدر من الحب والاتجاهات الإيجابية التي تسهّل تقدم ونمو الطفل.

وهذه الشروط هي:

1- تحديد الذات أو الهوية أو الإجابة عن سؤال: من أنا؟

الإجابة عن هذا السؤال لا تتم إلا في إطار اجتماعي؛ لأن الهوية أو الذات لا تُعرف إلا من طريق العلاقات بالآخرين.

ولكن كل نقص أو اضطراب في هذه العلاقات سيجعل من ذات الطفل خلية سرطانية تنمو في المستقبل وتتمدد لتمثل بعض مظاهر المرض الأخلاقي.

2- تقبل الذات أو الإجابة عن سؤال: ماذا أشبه أنا؟

الإجابة عن هذا التساؤل توفر للطفل ما يحتاج إليه لتقبل ذاته، فهو لا ينقطع عن التساؤل عن تكوينه وهيئته، وعن تقبل من حوله له.

والطفل الذي يُحرم من حنان صدر أمه ويُنتزع من ثديها يمكن أن يطور عنفًا إجراميًّا؛ لأنه يتعلم أن الناس يمكن أن يصدر عنهم الخير والشر.

ولما كان عمل المرأة خارج المنزل وما يجلبه من متاعب نفسية لها، وما يترتب عليه من إحلال الخادمة محل الأم، قد ينقص من كمية الحب الذي يحتاج إليه الطفل في هذه المرحلة.

إن لجنة دراسة العمل في الولايات المتحدة عام 1971م اقترحت أن تُدرج تربية الطفل في عداد الوظائف والأعمال التي يُدفع لها رواتب وأجور.

وعلق على ذلك تقرير اللجنة: "نستطيع أن نرى السخافة التي تعرف العمل على أساس أنه "وظيفة بأجر". فربة المنزل، طبقًا لهذا التعريف، لا تعد عاملة".

3- تمييز الطفل للسلوك أو الإجابة عن السؤال: كيف يجب أن أسلك؟

يسأل الطفل نفسه: كيف أحتاج أن أسلك؟ وفي هذه الحالة يحتاج إلى نماذج أخلاقية تساعده على بناء سلوكه.

أما علماء الاجتماع فيطلقون عليها مصطلح "نماذج" أو "أنماط". ومن الطبيعي أن يكون الوالدان هما أول من يمد الطفل بنماذج السلوك.

هذه النماذج تصبح فيما بعد النماذج الأخلاقية التي يقتدي بها.

4- تطوير ضمير ناضج أو الإجابة عن التساؤل: ما الصحيح الذي يجب أن أفعله؟

هذا التساؤل مرتبط بالتساؤل الذي سبقه في البند (3). إذ حالما يختار الطفل "مثله الأعلى"، فإنه يتساءل: ما التصرف الصحيح الذي يجب أن أفعله؟ وحينئذ يبدأ ضميره في توجيهه.

وتعاني التربية الحديثة فشلًا ذريعًا في تطوير هذا الضمير عند الطفل بسبب غياب الشعور بالمسؤولية.

5- الإنجاز والنجاح أو الإجابة عن التساؤل: ما قيمة الذي أفعله؟

بعد أن يتعرف الطفل على هويته، ويتقبل ذاته كما هي، ويكيِّف نفسه طبقًا لنماذج شخصيات القدوة، ويطور لنفسه رقابة داخلية، فإنه يتساءل: ما قيمة الذي أفعله؟

إن الطفل يحتاج إلى تطوير "مفهوم ذات" إيجابي، وأن يختبر النجاح، وأن يتذوق موافقات المحبة.

قد يعجبك أيضًا صفات الأسرة السوية نفسيًا والأسرة المضطربة

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة