إن السحب التي تزين سماءنا ونراها كل يوم أو عند الصباح تختلف في أشكالها، ومنظرها الساحر والجذاب يهدئ نفوسنا ويدهشنا سحرها وطريقة تبعثرها على صفحة السماء، فيراها كلٌّ منا حسب ما يفكر به، فالشاعر مثلًا يكتب فيها أروع القصائد، والمتنبئ بالأرصاد الجوية يجعلها وسيلة للتنبؤ بالطقس، والرسام يرسمها في لوحاته.
وعلى الرغم اختلاف الأفكار التي نرسم بها هذه السحب، فإنها من أكثر الظواهر إدهاشًا للعلماء في مجال دراسة الأرصاد الجوية، وقد تكون هذه الظاهرة الرائعة من أكثر الظواهر تدميرًا بواسطة تكوين الأعاصير المدمرة. وعليه فقد أوضحت الدراسات الحديثة تعريف السحب وأنواعها المختلفة وبشكل أكثر تفصيلًا، وعلى هذا الأساس سنتعرف في هذا المقال على هذه الأنواع، وأيها يُنشئ الأعاصير التي قد تتسبب في دمار اليابسة أو إحداث موجات التسونامي.
تعريف السحب
عرفت الدراسات السحب على أنها كتل من بخار الماء البارد تطفو في الجو، حيث يحمل الهواء بعض بخار الماء عندما تسخن أشعة الشمس سطح الأرض فترتفع درجة حرارة الهواء الملامسة لها، ويتصاعد على أثرها الهواء الدافئ الرطب فيتمدد ويبرد، وعليه فإن الهواء البارد لا يستطيع أن يحمل كثيرًا من بخار الماء مثل الهواء الدافئ، وبعد مدة ليست بعيدة يبرد الهواء الصاعد إلى درجة حرارة لا يستطيع بعدها أن يحمل كل رطوبته.
سقوط المطر أو الثلوج من السحب المتشكلة
إن بخار الماء يترسب على شكل جزيئات دقيقة، وهي توجد بصورة طافية في الهواء كذرات الغبار وبللورات الملح... إلخ، وتتكون جميعها من قطرات صغيرة من الماء أو بلورات من الثلج تتجمع مع بعضها لتصنع سحابًا، وإذا انخفضت درجة الحرارة أكثر من ذلك تصبح هذه السحب ثقيلة جدًا بالرطوبة حتى يمكن على أثرها سقوط الأمطار أو ندف من الثلوج.
والبشر أيضًا يسهمون في صنع السحب، وأكبر دليل على ذلك ذيول الدخان التي تخلفها الطائرات المحلقة على ارتفاع عالٍ، فالرطوبة الحارة الخارجة من عوادم الطائرة تتكاثف وتتجمد عند اصطدامها بالبلورات الثلجية، وعلى إثرها نشاهد ذيول السحب في السماء وراء الطائرات المحلقة.
أنواع السحب
حتى نتعرف أكثر على السُحب فإن أنواعها مدهشة ومذهلة. وسنتعرف عليها كالتالي:
تنقسم السُحب من ناحية الشكل ومن ناحية الارتفاع.
أولًا: من ناحية الشكل (أي الطريقة التي ارتفعت بها كتلة الهواء)
هناك نوعان من السحب:
السحاب الركامي
وهو السحاب الذي يتكون أو ينشأ عن ارتفاع الهواء بالحمل، وكلما اشتد الحمل ازداد ارتفاع قمة السحاب، ويشبه هذا السحاب تلًا من الصوف أو القطن، ويزيد نموه الرأسي عن النمو الأفقي بكثير.
السحاب الطبقي
وهو نوع من السحاب ينشأ بسبب ارتفاع الهواء البارد ببطء، مثل صعود الهواء الدافئ الرطب فوق كتلة من الهواء البارد، أو ينشأ بسبب الصعود الاضطراري للهواء على سفح جبل أو ما شابه ذلك.
ثانيًا: من ناحية الارتفاع
هناك ثلاثة أنواع من السحب
السُحب المرتفعة
هي التي يبلغ ارتفاع قاعدتها أكثر من 6000 متر، وتتعدد أنواعها إلى السمحاق، والسمحاق الطبقي، والسمحاق الركامي.
وبشكل أكثر تفصيلًا عن هذه الأنواع فالسُحب أولًا تتجمع بشكل مراتب حسب الارتفاع عن سطح الأرض، فالسُحب العالية جدًا هي السُحب السمحاقية وهي تقع على ارتفاع ما بين 6 - 8 كيلو مترات فوق سطح الأرض.
- السمحاق: هو سحاب عالٍ يتكون من بلورات الثلج، وهو ناصع البياض ويشبه شكله علامة صح أو خصلة من الشعر، ويوجد في أجزاء منعزلة ومتفرقة ويسهل تمييزه والتعرف عليه، ويندر وجود سُحب أعلى من ارتفاع 10000 متر، وهو السبب الذي يجعل طائرات الشحن التي تطير لمسافات طويلة تطير على ارتفاع أكبر من 10000 متر.
- السمحاق الطبقي: السُحب السمحاقية تغطي أحيانًا جزءًا كبيرًا من السماء بطبقة ضبابية، فتبدو الشمس شاحبة، ويسمى هذا التكوين بالسمحاق الطبقي، وهو عبارة عن غلالة شفافة بيضاء يبدو خلالها قرص الشمس أو القمر بوضوح، وفي كثير من الأحيان تظهر هالة كبيرة تحيط بقرص الشمس أو القمر، ومن خلال هذا النوع يمكن التنبؤ بسقوط الأمطار خلال أيام قليلة.
- السمحاق الركامي: وهو طبقة رقيقة من السُحب تتكون من كتل صغيرة متراصة بنظام تام، وتشبه الآثار التي تتركها الأمواج على رمال الشواطئ، وغالبًا ما يتبع هذا النوع من السُحب رياح قوية وهذه السُحب بمجملها مكونة من بلورات الثلج.
السُحب المتوسطة
وهي التي يبلغ ارتفاع قاعدتها أكثر من 2000 متر، وأنواعها السحاب الطبقي المتوسط، والركام المتوسط.
- السحاب الطبقي المتوسط: وهي طبقات رمادية رقيقة عبر السماء، وتشرق الشمس أحيانًا على إثرها بضوء شاحب، وغالبًا هذه السُحب تُشكل ما يُعرف بالسماء المائية التي ترى قبل نزول المطر.
- السحاب الركامي المتوسط: هو نفخات شبه مستديرة من السُحب تطفو في مجموعات، وغالبًا ما تندمج ببعضها عبر السماء، وتكون طبقة رمادية مشوبة بالبياض من سُحب منخفضة.
السُحب المنخفضة
وهي التي يكون ارتفاع قاعدتها أقل من 2000 متر، وأنواعها ركام الطقس الحسن، والسحاب الطبقي، والركام المزني، والسحاب الطبقي المزنى.
والسُحب الطباقية نادرًا ما يزيد ارتفاعها عن 3000 متر، وهي عادة طبقة رمادية غير متكسرة تشبه الضباب، أما سُحب المزن فهي غالبًا ما تكون مصحوبة بسقوط الأمطار أو الثلوج.
وللتنويه فالسُحب الركامية والركامية المزنية قد تصل إلى ارتفاع شاهق على الرغم من أن قواعدها قريبة من سطح الأرض، والسُحب الركامية من اسمها هي سُحب متكومة في شكل أكوام وتظهر لامعة وبيضاء عندما تمر عليها أشعة الشمس، وغالبًا ما تطفو ببطء عبر السماء، ولكنها سرعان ما تتحول إلى أروع السُحب أشكالًا.
أما السُحب الركامية المزنية: فهي سُحب رعدية كثيفة، ويكون جزؤها العلوي مسطحًا بشكل يشبه السندان، وقد يصل ارتفاعها إلى 6000 متر، وتكون قاعدة هذه السُحب على ارتفاع عدة مئات من الأمتار فوق سطح الأرض، وفي المناطق الاستوائية قد يصل سُمك هذا النوع من السُحب من 12 إلى 14 كيلو متر من قمتها إلى قاعها، ولذلك فإن الطائرات تتجنب هذا النوع من السُحب مهما كانت الظروف بسبب حمل هذه السُحب للرياح العنيفة التي يمكن أن تُحدث إعصارًا مدمرًا.
وتعقيبًا على ما تم ذكره، فإن السحب الركامية المزنية يمكن أن تتسبب بحدوث كارثة طبيعية مدمرة التي يمكن أن تُزهق الأرواح.
وفي الختام، يُعد موضوع السُحب وأنواعها من أكثر الأنواع التي أثارت إعجابي، وقد تحمست كثيرًا لمعرفة النوع الذي يُحدث كارثة طبيعية تكون الطبيعة نفسها هي المسبب الأساسي لها.
وعلى الرغم من جمال السحب وأشكالها فهي تُعد من أهدأ الظواهر الطبيعية التي تحمل في طياتها وهدوئها غضبًا قد يقلب موازينها رأسًا على عقب.
أحييك على اختيارك لهذا الموضوع، وسردك لأنواع السحب بطريقة شيقة، دمتي رائعة ومتآلقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
ودمتي بالف خير صديقتي
احسنت النشر والاختيار
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.