تتكون الرمال وتترسب في البول نتيجة عدم احتراق الأغذية احتراقًا كاملًا، مثلها في ذلك مثل الهباب الذي يتشكل من المدفأة لنقص في احتراق الحطب.
ويعزو بعض العلماء هذا التكون والترسب إلى الغدد ذات الإفراز الداخلي، وبتأثير من الجملة العصبية النباتية، ويستشهد بالحوادث الوراثية، وبازدياد كمية هذه الرمال عقب الصدمات العصبية، ومن العلماء من يرد تكونها إلى الخمائر الهضمية الناجمة عن التخمرات المعوية.
أنواع الرمال البولية
الرمال البولية على أنواع، منها: "حامض البول أي أسيد أوريك"، و"أورات السود"، و"حماضات الكلس"، و"فوسفات الأمونياك والمغنيزيوم". وأكثر الأغذية الغنية بـ"الأسيد أوريك" اللحوم، عكس الخضراوات والفواكه الطازجة والشاي، الغنية بالحماضات.
فالأشخاص الذين يتناولون اللحوم يكون بولهم غنيًّا بـ"الأسيد أوريك"، وهذا الحامض ينحل عادة في البول، غير أنه يترسب بشكل رمال، أو رواسب ترابية في الكليتين، وقد يتراكم فيكوِّن الحصاة البولية.
أما النوع الثاني من الرمال، المسمى بـ"أورات السود"، فهو يترسب على غضاريف المفاصل، ولا سيما مفصل إبهام القدم، محدثًا النوب المسماة "بالنقرس". ويزداد ظهور هذه النوب عقب الإفراط في الأشربة الكحولية أو تناول اللحوم بكثرة. ويكثر النقرس عند الذين يخلدون إلى الراحة ويكثرون من أكل اللحوم.
أما النوع الثالث "حماضات الكلس"، فيشاهد عادة عند آكلي النباتات والخضار، وخاصة المصابين بازدياد الحموضة المعدية التي تحل حماضات الكلس الموجودة في الأطعمة وتمتصها. وتشاهد هذه الرمال بصورة خاصة عند العصبيين والمصابين "بالهستيريا"، والصرع، و"النوراستينيا"، وقصور الكبد، والتخمرات المعوية.
والنوع الرابع "فوسفات الأمونياك والمغنيزيوم"، فتكوينها ثانوي، أو تتكون من الرمال السالفة الذكر، وتترسب نتيجة حدوث التهاب أو تخمر في مجاري البول.
أعراض ترسب الرمال البولية
من الناس من يصاب بترسبات الرمال البولية دون أن يشعر بأي عرض، ومنهم من يصاب بآلام مركزة في ناحية معينة، وقد تزداد هذه الآلام، فيضطر معها صاحبها إلى استعمال المورفين والمسكنات.
وكثيرًا ما توضعت الآلام بعيدًا عن الخاصرتين والكليتين، فخدعت المريض والطبيب، وصرفتهما عن مبعث الآلام. وكثيرًا ما فُتح البطن لرفع زائدة دودية، فوجدت سالمة، واكتُشف أن الآلام كانت بسبب رمال الكلية، غير أن هذه الآلام تمركزت في هذه المنطقة فخدعت المريض والطبيب معًا.
إن الرمال البولية قد تترسب دون أن تحدث عندهم آلامًا تذكر، وقد تنشب أظفارها ببعض الأشخاص، فتتمركز في ناحية أخرى لتحد من حركة مفصل ما، وتسمى العامة هذه الآلام خطأ "بالروماتيزم"، لظهورها شتاءً، ولأن البرد يساعد على ترسب هذه الرمال وظهور الآلام.
أهمية التشخيص والعلاج
من الضروري الإسراع في تحليل البول، وتحري نوع الرمال ومعالجتها؛ لأن تراكمها قد يسبب الحصاة. وكثيرًا ما تعاونت الحصاة والبرد على تخريب الكلى وتسميم صاحبها. ومتى عرف نوع هذه الرمال، سهلت معالجتها والوقاية من تكوين حصواتها.
ترتكز معالجة "الأسيد أوريك" على تبديل فعل البول الحامضي وجعله قلويًّا، باستبدال اللحوم بالأغذية النباتية، وبإعطاء الشخص الأدوية القلوية، والأدوية الحالة لهذا الحامض "كأملاح الليثين، والأورودونال، والأوروكسال".
بينما ترتكز معالجة النوع الآخر "حماضات الكلس" على العكس، بالامتناع عن الأغذية النباتية، وبالإقلال من البيض؛ لأن الكلس الموجود فيه يساعد على تكوين حماضات الكلس.
وإننا ننصح المصابين بالرمال البولية بأن يركنوا إلى غسل كلاهم، فالغسل يكفيهم مؤونة جرع الأدوية واستنفادها من الصيدليات.
طريقة الغسل
أن يعتاد المرء شرب الماء القراح صباحًا والمعدة خاوية، وليبدأ بكأس في اليوم الأول، ثم فليرفع الكمية حتى تبلغ الكأسين أو الثلاث بفواصل زمنية قصيرة.. يمتص الماء سريعًا ليجول في الدم، ثم يطرح من الكلى حالًا ما ترسب من هذه الرمال، وهو في طريق اندفاعه خارجًا من الجسم عند التبول.
وفي نهاية المطاف على الأشخاص النشيطين السريعي الحركة:
الامتناع عن الأغذية الغنية بحامض الحماض: كالشوكولاتة، والشاي، والفلفل، والخيار، والبندورة، والسبانخ.
أما الأشخاص البطيئو الحركة:
- فليقللوا من تناول اللحوم، وليتريثوا ليحرقوا فضلات أغذيتهم.
المرجع
ص ص: 129-126 طبيبك معك، الدكتور صبري القباني، دار العلم للملايين، بيروت، 1977م، الطبعة الثانية عشرة (طبعة مزيدة ومنقحة).
👍
شكرا بارك الله فيكم
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.