أيًّا كانت الطريقة التي يُعبَّر بها عن الحب، فإن استمراريته وبقاءه يختلفان حسب المواقف والأفعال الصادرة عن الطرفين، فإمّا أن يبقى مستمرًا، وإمّا أن ينتهي.
أنواع الحب
وبذلك، فقد اختلفت الدراسات النفسية في تحديد أنواع الحب الموجودة على أرض الواقع، بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يكون الحب مجرد وهم مرتبط بالكلام فقط وليس الأفعال، ومن أنواع الحب التي أُدرِجَت تحت مسمى الحب بالمعنى المعنوي، فقد فُرِّقَ بين العلاقة الارتباطية والعلاقة العابرة.
فالعلاقة الارتباطية هي علاقة تتسم بالثبات والاستمرارية في المواقف التراكمية من 9 أشهر إلى سنة، أما العلاقة العابرة، فإن لم تتعدَّ المدة أربعة إلى ستة أشهر، فهي ما زالت كذلك، أي علاقة عابرة ما لم يثبت عكس ذلك.
صندوق الاحتياط... وكم هي كثيرة في واقعنا، إذ غالبًا ما يرتبط أحد الأطراف بالآخر تحت مسمى الاحتياطي، وهذا النوع من الحب ليس حبًّا، بل مجرد ملء فراغ الوحدة والحزن والحاجة، وغالبًا ما تتصف تلك العلاقة بالاستغلال للعواطف والمشاعر، إذ كان أحد الطرفين فعلًا قد أحب الآخر وتعلق به، وتأتي الصدمة حين يغيب هذا الطرف فجأة وينسحب من العلاقة دون سابق إنذار.
الحب الناضج، وهذا الذي نفقده في حياتنا وعلاقاتنا، فهو يُبنى على أساس جاذبية سوية وليدة التقبل الذاتي والاكتفاء، مع وجود الثبات في المواقف والأفعال. وهذا الحب يدوم ما دامت المواقف موجودة من الطرفين، ويبدأ بالتلاشي بتلاشي هذه المواقف، كل ما عدا ذلك هو مجرد حب عابر أو تعلق عاطفي.
أما التعلق العاطفي، فهو يُبنى على أساس جاذبية غير سوية نابعة عن وجود عقد في الإنسان ونواقصه واحتياجاته، ولا نجد أي مواقف تراكمية للحب ليكون هذا الشعور ويدوم، إلى أن يتشافى الإنسان من هذه العقد، ويملأ نواقصه، ويواجه نفسه.
المواقف المعبرة عن الحب
أما المواقف التي تعبر عن الحب فعليًّا، فقد صُنفت إلى مواقف شمولية وتفصيلية، وسنأتي على ذكرها بطريقة متتابعة.
المواقف الشمولية
- التمسك والاحتواء في الشدة والمشكلات: إن التمسك بمن نحب يعد عمودًا أساسيًّا لبقاء الحب وبنائه بين الطرفين، وكذلك الاحتواء في الشدة والمشكلات التي تواجه أحد الشريكين أو المشكلات التي تكون بينهما.
- الدعم المادي والمعنوي والتشجيع: يكون الدعم ماديًّا عن طريق هدايا مميزة أو مفاجأة الشريك بحفلة تخصه أو عيد ميلاده مثلًا، أما المعنوي والتشجيع فمن خلال تحمله في أصعب حالاته والإيمان به حين يفقد إيمانه بنفسه، وإشعاره بالتقدير على كل ما يقدمه، مهما كان بسيطًا.
- التوفر الوقتي: معنى ذلك أن يكون كلا الطرفين موجودًا في وقت حاجة الطرف الآخر، وأن الإنصات بفضول وتعاطف معه ينقل الشعور بالاكتراث الصادق بهذا الشريك.
- الاعتناء التفصيلي: أي الاهتمام بكل التفاصيل الصغيرة اليومية من نوم وطاقة وطعام.
- الدعم الاجتماعي: أي إن يكون المحامي الرسمي له إن لم يكن موجودًا، وهذا يعبر عن الحب الموجود فعليًّا بين الطرفين.
المواقف التفصيلية
- التتابعية لأحداث الشريك اليومية: كما نلتزم بالروتين اليومي، علينا بصفتنا شركاء الالتزام بالتتابعية للشريك الآخر، وأن نعامله كما نعامل أنفسنا، ونضع أنفسنا مكانه إن مر بمشكلة أو كان بحالة نفسية سيئة.
- أهداف الشريك هي أهدافنا:
والدعم يكون بطريقة شمولية وتفصيلية من أجل الوصول إلى أهدافه، وإشعاره بأننا فخورون به وبكل إنجاز قدمه، ولو كان بسيطًا. - أن نريد له ما يريده لنفسه، والتقبل للعيوب والنواقص التي لا تضر بالعلاقة.
- لا نعرف قيمة الشيء حتى نفقده، وكذلك الأشخاص الذين هم في حياتنا. علينا أن نتخيل فقط أننا فقدناهم اليوم، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي لا تنسينا قيمتهم ووجودهم في حياتنا.
- علينا أن نكترث لمعاناة شريكنا النفسية، وذلك من أجله فقط، ليس للتخفيف عنه، ولكن لأنها تزعجنا وتؤذينا.
- علينا ألا نؤجل أي شعور نشعر به في أي لحظة، وبالأخص اللحظات اليومية، سواء كانت مشكلة صغيرة أو مشاحنات... علينا أن نحل أي مشكلة في وقتها حتى لا تتسبب لنا في مشكلات نحن بغنى عنها.
- الإطراءات الصادقة لها دورٌ في تعزيز الحب ومكانتنا في حياة شريكنا.
وفي الختام، أيًّا كانت المواقف المعبرة عن الحب، فإن الأيام هي من تثبت هذا الحب، وإن الظروف والواقع هما من يتحكمان في ديمومة هذا الحب واستمراريته.
مقال اكثر من رائع...وقد ذكرتِ ان الإحتواء من عوامل دوام الحب...ودوام الحب فعلا يحتاج الى ثقافة فهم ووعى لكى تستمر الحياه بين طرفين ... حتى يصلا الى مرحلة الإحتواء وهى تتمحور حول السكن والمودة والرحمة....مقال جميل....احسنتِ
اشكرك صديقي على. تعليقك اللطيف وعلى دعمك ... مشكور صديقي
حقا رائعة جدا أعجبنى
هذآ المقال الثرى بالمعلومات والتفاصيل
دمتى مبدعة حبيبتى ❤🌷
لقد استفدت كثيرا من هذا المقال الرائع، دمتي متفوقة ومتآلقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
فيض عظيم من المعلومات التي بالتأكيد تقوم بحل مشكلات كثيرة سواء عاطفية أو زوجية أو حتي على مستوي الصداقة بين شخصين . تحياتي لهذا الثراء الثقافي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.