توجد كثير من أسماء التمور، ومن الصعب إحصاؤها جميعًا، لكن حاولت جمع أشهرها. تتغير أسماء التمور من منطقة إلى أخرى، فتجد تمرة تحمل الشكل نفسه واللون نفسه لكن لها عدة أسماء؛ لذلك وضعت الأسماء المتعارف عليها بولاية المغير (دولة الجزائر) المعروفة بإنتاجها لأنواع كثيرة من التمر.
أنواع التمور
تنقسم التمور عمومًا إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول وهو الطري الرطب، والنوع الثاني الجاف القاسي. وتختلف الأسماء حسب اختلاف حجم التمرة ولونها وشكلها، فنجد التمر الأسود والأصفر والأحمر والبني والأخضر، ونجد ما له شكل كروي وبيضوي ومستطيل، وهناك ما لها حجم كبير قد يصل إلى 8 سم، ومنها الصغير الذي لا يزيد عن 1 سم.
أما النوع الثالث فهو ما فسد من النوعين الأولين، ويسمى الجاف منه حشف، والرطب منه يسمى مخموج، ويقدم علفًا للحيوانات.
كثير من المنصات الإعلامية وفي بعض مذكرات التخرج يذكر أن الجزائر تحتوي على ما يقارب الألف صنف من أصناف التمور متفرقة على عدة مناطق من الوطن، ويذكر أن وادي ريغ تحصي أكثر من 150 صنفًا، ووادي سوف نحو 70 نوعًا، وبسكرة أكثر من 100 نوع، وهناك مصادر تزيد أحيانًا على ما ذكرته.
في حين أن هذه المعلومة خطأ وأرقام مبالغ فيها، ولا أحد منهم استطاع أن يعطينا قائمة بتلك الأصناف توافق الأعداد التي يذكرونها؛ لأنهم خلطوا بين نوع التمر وتسميته، يعني نجد نوعًا واحدًا من التمر وله عشرات الأسماء حسب كل منطقة، وغفلوا أن كل تحول في شكل التمرة له اسم أيضًا.
كثرة الأسماء لا يعني تغير الشجرة، فقد نجد تمر النخلة الواحدة يتغير اسمها بتغير شكلها، أي كل مرحلة نمو لها اسم. ونأخذ مثالًا نوعية الغرس، في البداية يكون لونه أخضر فيُدعى بلح، ثم يصفر فيُسمى بُسر، وعندما ينضج نصفه يُسمى منقر، وحين ينضج تمامًا يُسمى غرس، وحين يجف يُسمى حشف.
ونجد الشيء نفسه عند الدقلة نور، تكون بلحًا، وبعد مدة يصبح اسمها بساس، وحين تبدأ بالنضج تسمى مزقون، وبعدها تُسمى بلحة، ومنها يخرج كثير من الأسماء حسب النوعية التي آلت إليها؛ لأن التمر يتأثر بالعوامل الطبيعية سواء نزول الأمطار أو الحرارة الشديدة، فتجعل تمرة الدقلة نور تفقد شكلها فيصبح متعرجًا، أو تفقد لونها فيصبح أسود، أو يصيبها مرض البوفروة أو تفقد طعمها فيصبح لاسعًا، ولكل حالة من تلك الحالات اسم.
لماذا تتعدد أنواع التمور؟
كل تلك الأنواع ظهرت نتيجة عوامل طبيعية أو من صنيعة الإنسان، فطريقة الغرس ونوعية حبوب اللقاح والبيئة التي غرست بها النخلة تعطيك نوعًا معينًا من التمر، بمعنى أنك لو أخذت فسيلة نخلة الغرس وغرستها في بيئة أخرى فستنتج تمرًا مختلفًا قليلًا عن الشجرة الأم، ومع تكرار العملية تنتهي بنوع مختلف تمامًا.
لذلك نجد في الجزائر مثلًا تمر مناطق الشرق يختلف عن تمر مناطق الغرب، والشيء نفسه يحدث لو نظرنا في الدول الأخرى، لذلك تصنف النخلة على أنها نبات هجين أي يمكن إنتاج أنواع جديدة للتمر لو غيرنا البيئة وحبوب اللقاح.
وهذا ما حدث فعلًا لأن المنطقة كما قلنا كانت محطة يتوقف بها الرحالة والمسافرون من الغرب إلى الشرق والعكس ومن الشمال إلى الجنوب، وكانت تحدث بينهم وبين السكان مبادلات تجارية من بينها فسائل النخيل، وهذا ما يفسر العدد الكبير من أنواع التمور بالمنطقة، ولأن بيئة المنطقة تساعد في نمو النخيل نجد أنواعًا كثيرة وصلت من إفريقيا ومن الشرق استطاعت أن تنمو وتثمر.
أشهر تلك الأصناف دقلة نور، وهو تمر رطب طري له شكل وذوق فريد، وهو أجود نوع، ويقال إن الاسم منسوب لامرأة في الصحراء تسمى نور، وقال آخرون الاسم يرجع إلى صفاء التمرة بحيث يكاد المتأمل فيها يرى نواتها بداخلها بسبب الضوء المتسرب أو الشفافية المغرية عندما تخترقها أشعة الشمس، ومنهم من قال إنها نسبة لنهر دجلة بالعراق؛ لأن أصلها من هناك كما يقولون، ونجد أيضًا من الأنواع طنطبوش، تينيسين، بوعروس، ظفر القط، ملك لحسان، الحمراية، العماري، الغرس، الدقلة، الدقلة بيضاء، مشدقلة، الدقل، البوعروس، اليتيمة، لارلو، دقلة كحلة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.