تُعدُّ الاضطرابات العقلية أشد الاضطرابات النفسية خطورة مقارنةً بغيرها من الاضطرابات التي تصيب الأفراد، وذلك لكونها تؤثر في طريقة تفكير الفرد وتنعكس بذلك على تصرفاته في علاقاته بمجتمعه وفي علاقاته بالآخرين.
وقد أوضح الكاتب أنواع الاضطرابات العقلية التي تصيب الأفراد من الخفيفة إلى الشديدة حسب نوع الاضطراب وطبيعة الفرد وطريقة العلاج المتبعة مع كل نوع من الأنواع:
اقرأ أيضًا أدوار الأخصائي الاجتماعي في العلاج الأسري
- اضطراب القلق العام:
إن هذا النوع من الاضطراب ينطوي على تعرض الفرد للقلق والتوتر المفرط بسبب الأحداث والأنشطة اليومية التي يقوم بها. وهذا ينعكس عليه بأعراض الخوف وفقدان التركيز في أداء الأنشطة المعتادة، ما يؤثر مباشرة في إنتاجية الفرد وعلاقاته الاجتماعية والعملية. ويحدث هذا النوع نتيجة التعرض للأحداث التي قد تكون صادمة للفرد أو نتيجة المرور بتجربة مؤلمة في الماضي والإجهاد النفسي المستمر.
وأوضح الكاتب أنه يمكن علاج هذا النوع من الاضطراب عن طريق الأدوية المضادة للاكتئاب والعلاج النفسي والسلوكي بمساعدة الشخص في التحكم في درجة القلق التي يشعر بها وتحسين نوعية حياته.
- اضطراب ما بعد الصدمة:
يحدث هذا الاضطراب بعد تعرض الفرد لصدمة عاطفية أو جسدية شديدة الخطر، أو نتيجة الأحداث المفاجئة كالكوارث الطبيعية، الحروب، العنف، التعذيب، أو الاعتداء الجسدي.
ويعاني الأفراد الذين يصيبهم هذا النوع من الاضطراب شعورًا بالفزع والخوف المفاجئ، وعدم الأمان، والعزلة، وربما تتطور الحالة إلى التفكير في الانتحار حسب شدة الصدمة. ولتجنب الوصول إلى هذه الحالة، يجب أن يتم العلاج مبكرًا، إما بالعلاج الدوائي وإما النفسي، بهدف تغيير نمط التفكير السلبي وتحسين الحالة المزاجية والعلاقات الاجتماعية بالتفاعل مع الأشخاص الإيجابيين والمحيط الداعم.
- اضطراب الهلع:
هو نوع من أنواع اضطراب ما بعد الصدمة، ولكنه يتركز في إصابة الشخص بنوبات من الخوف الشديد والرعب الذي يأتي فجأة، ويتسبب في تغير الحالة الصحية العامة للفرد، مثل حدوث خفقان سريع، وتعرق، ورجفة بالأطراف، وصعوبة التنفس. ولا يمكن السيطرة على هذه الحالة بسهولة.
يكون هذا الاضطراب نتيجة العوامل الوراثية أو العوامل المحيطة والأحداث المفاجئة، ويتم علاج هذا النوع من الاضطراب عن طريق جلسات الدعم النفسي واستخدام الأدوية التي تخفف من حدة التوتر والخوف، ومحاولة تغيير الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية.
- اضطراب ثنائي القطب:
يتميز هذا الاضطراب بتقلبات شديدة في المزاج بين فترات الهوس والاكتئاب الحاد. ففي فترات الهوس، يصبح الشخص شديد النشاط والتفكير، ويشعر بالاستمتاع بالحياة، ويميل إلى اتخاذ قرارات سريعًا. أما في فترات الاكتئاب، يشعر الفرد بالحزن الشديد والتعب، ويفقد الاهتمام بالأمور اليومية، ويعاني عدم القدرة على النوم والتركيز وتراجع الحالة النفسية.
وأوضح الكاتب أن العلاج يتم عن طريق استخدام الأدوية المثبطة للهوس وتقلبات المزاج، واللجوء إلى المعالج النفسي والعلاج السلوكي بالتواصل مع الفرد إيجابيًّا وإخراجه من دائرة الاضطراب التي يعيش فيها.
- اضطراب الوسواس القهري:
هو اضطراب نفسي يتميز بالتفكير المستمر والمتكرر في القيام بأشياء معينة بطريقة محددة لمنع أو تجنب وقوع شيء ما. يصيب هذا الاضطراب الأفراد على حد سواء وبمختلف الفئات العمرية. فعلى سبيل المثال، يشعر الفرد بالوسواس من التفكير بالأوساخ والجراثيم، ويدفعه ذلك بشكل قهري إلى غسل يديه مرارًا وتكرارًا لتجنب الإصابة بالأمراض.
إن الإصابة بهذا النوع من الاضطرابات تؤدي إلى صعوبة في الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية. ويتم العلاج عن طريق التواصل مع المصاب وتحديد الأفكار الخاطئة وتصحيحها، أو عن طريق استخدام الأدوية حسب شدة هذا الاضطراب.
- اضطراب توهم المرض:
هو حالة نفسية تتميز بالقلق المفرط على الصحة والخوف من الأمراض. يعاني الشخص من قلق وتوتر حيال حالته الصحية، ويشعر بأعراض المرض الحقيقي، فيتوهم أنه يشعر بالتعب الجسدي والغثيان. حتى لو أجرى الفحوص اللازمة، يبقى يتوهم أنه مريض.
وأشار الكاتب إلى أن تشخيص هذا الاضطراب يُعدُّ صعبًا، والعلاج يتم عن طريق الدعم النفسي وتغيير المعتقدات والأفكار الخاطئة التي يعتقدها المريض حول نفسه وصحته ومرضه.
- اضطراب الفصام:
هو اضطراب نفسي شديد يؤثر بدرجة كبيرة على قدرة الشخص على التفكير والتصرف والتعامل مع الواقع الذي يعيش فيه. يمكن أن يتطور إلى الهلوسة، حيث تسيطر الاعتقادات والأفكار الخاطئة على المريض، ويصبح أقل اهتمامًا بحاله كفرد وكونه واحدًا من أفراد المجتمع.
وتنطوي أعراض هذا الاضطراب على:
- عدم التركيز وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كان الفرد يقوم بها.
- سماع أصوات ورؤية أشياء لا وجود لها.
يؤدي ذلك إلى الانعزال وعدم الرغبة في الاتصال مع الآخرين.
وقد أوضح الكاتب أنه لا يمكن علاج هذا النوع من الاضطرابات، ولكن يمكن التحكم في الأعراض حسب تاريخ ظهورها وبداياتها لمنع تفاقم المشكلة وتطورها، وذلك عن طريق الاستعانة بجلسات توعية نفسية وداعمة وتحسين مهارات التواصل مع الآخرين.
- اضطراب البارانويا:
يتميز هذا الاضطراب بوجود الشك المستمر والاعتقادات الخاطئة التي لا يمكن تغييرها أبدًا. تدور هذه الاعتقادات في دائرة أن الشخص نفسه معرض للمطاردات والمؤامرات من قبل الآخرين، أو أنه يتمتع بقدرات خارقة، وغير ذلك من الأفكار التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة الشخص بالتوتر والقلق المفرط، والانعزال الاجتماعي، وانعدام الثقة بالآخرين ونياتهم.
وأوضح الكاتب أنه عند ملاحظة هذا النوع من الاضطراب، يجب الإسراع في العلاج لمنع تفاقم الأعراض وزيادة المشكلات النفسية والاجتماعية، وذلك عن طريق استخدام المضادات النفسية ومضادات الاكتئاب، والدعم النفسي والعاطفي، ومحاولة تغيير الأفكار السلبية والاعتقادات الخاطئة. يتم ذلك عن طريق دعم التواصل مع المستشارين النفسيين والعائلة والمحيط عمومًا.
- رهاب الموت:
أو حسب ما يُطلق عليه "الثانتوفوبيا"، وهو الخوف الشديد والقلق المستمر من الموت بحيث يؤثر على حياة الشخص وعلاقاته الاجتماعية والعملية والنفسية. يصاحب هذا الرهاب أعراض جسدية مثل التعرق والتعب الجسدي.
يأتي هذا الرهاب نتيجة مرور الشخص بتجربة مؤلمة مر بها في الماضي، أو بسبب الخوف من المجهول وعدم القدرة على فهم وإدراك الأمور المتعلقة بالموت.
وقد أوضح الكاتب أن علاج الرهاب يتم عن طريق الاستعانة بالعلاج النفسي والدوائي، والتواصل مع الآخرين، والقيام بتقنيات التأمل والاسترخاء، وممارسة التمارين الرياضية، ومحاولة أداء نشاطات متنوعة ومختلفة مع الانتباه للنوم والغذاء.
- الخرف:
وهي متلازمة تتسم بحدوث تدهور في الذاكرة والتفكير والقدرة على أداء الأنشطة اليومية. أشهر أنواعه هو ألزهايمر الذي يؤثر على قدرة الشخص على تذكر الأشخاص والأشياء.
اقرأ أيضًا بعض النصائح لحياة أسريه وزوجية سعيده
جميل
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.