أنطون تشيخوف.. عملاق القصة القصيرة

الكاتب الروسي أنطون تشيخوف يعرف بأنه فنان القصة القصيرة، والكاتب المسرحي البارز في أوائل القرن 19 وأواخر القرن 20.

بواسطة قصص مثل (السهوب، والسيدة صاحبة الكلب، ومسرحيات مثل النورس، والعم فانيا) أكد أنطون تشيخوف على أعماق الطبيعة الإنسانية، والمعاني الخفية للحوادث اليومية، والخيط الرفيع ما بين الكوميديا والتراجيديا.

اقرأ أيضًا في ذكرى رحيله.. أنطون تشيخوف عملاق المسرح ورائد القصة القصيرة

الشباب والتعليم

وُلد أنطون بافلوفيتش تشيخوف في 29 يناير 1860، في تاجونروج، روسيا. والده بافل كان بقالًا يعاني مشكلات مالية متكررة.

وعندما فشلت تجارة بافل في 1875، أخذ الأسرة إلى موسكو للبحث عن عمل آخر، في حين ظل تشيخوف في تاجونروج حتى أنهى دراسته.

التحق تشيخوف أخيرًا بأسرته في موسكو في 1897 والتحق بكلية الطب. ومع استمرار معاناة والده ماليًّا، دعمه تشيخوف بكتاباته المستقلة، وكتب مئات الأعمال الكوميدية القصيرة باسم مستعار لمجلات محلية.

اقرأ أيضًا مسرحية بستان الكرز بين ماضي روسيا ومستقبلها

مسيرة الكتابة المبكرة

في منتصف ثمانينيات القرن 19، مارس تشيخوف الطب، وبدأ في نشر أعمال خيالية مهمة باسمه. ظهرت أعماله في صحيفة نيوتايمز، ثم مجموعة قصص موتلي 1886. وقصته "السهوب" كانت نجاحًا مهمًّا، وحصل على جائزة بوشكين في 1888.

مثل أغلب الأعمال الأولى لتشيخوف، أظهرت تأثير كبار الواقعيين الروس في القرن 19، مثل ليو تولستوي، فيودور دوستويفسكي. كتب تشيخوف أعمالًا للمسرح في هذه المدة. وأعماله المبكرة كانت مسرحيات قصيرة.

ومع ذلك، سرعان ما طوَّر أسلوبه المميز، والذي كان مزيجًا فريدًا من الكوميديا والتراجيديا.

ومسرحيات مثل إيفانوف (1887)، وشيطان الخشب (1889)، حكت قصصًا عن رجال متعلمين من الطبقات العليا، تعاملوا مع الديون، والمرض، وخيبة الأمل المحتومة في الحياة.

اقرأ أيضًا العجوز الشاب وسيد القصة القصيرة.. الكاتب أنطون تشيخوف

مؤلفات كبرى

كتب تشيخوف كثيرًا من أعظم أعماله منذ تسعينيات القرن الثامن عشر في سنوات قليلة من حياته. في قصصه القصيرة في هذه المدة، ومنها (جناح رقم ستة، والسيدة صاحبة الكلب) عبَّر عن فهم عميق للطبيعة البشرية، والكلمات التي يمكن أن تحمِّل الأحداث العادية معنى أعمق.

في مسرحياته في هذه السنوات، ركَّز تشيخوف أساسًا على النفسية والشخصيات؛ ما يدل على أنها أكثر أهمية من الحبكات، لا يبدو أن شيئًا كثيرًا يحدث لشخصياته الوحيدة التي غالبًا ما تكون يائسة، لكن صراعاتهم الداخلية تكتسب أهمية كبيرة.

فقصصهم محددة بدقة، وترسم صورة للمجتمع الروسي قبل الثورة إلا أنها خالدة.

منذ أواخر تسعينيات القرن الثامن عشر فصاعدًا، تعاون تشيخوف مع قسطنطين ستانيسلافسكي ومسرح موسكو للفنون في إنتاج مسرحياته، ومنها الروائع مثل (النورس 1895، العم فانيا 1897، الثلاث شقيقات 1901، وبستان الكرز 1904)

اقرأ أيضًا في محبة أنطون تشيخوف

الحياة الأسرية والوفاة

تزوج أوليغ كنيبر ممثلة من مسرح موسكو للفنون، في هذه المرحلة كانت صحته في حالة تدهور بسبب السل الذي أصابه في شبابه.

في أثناء إقامته في منتجع صحي في بادنويلر بألمانيا، توفي في الساعات الأولى من 15 يوليو 1904 عن عمر يناهز 44 عامًا

عُدَّ تشيخوف إحدى الشخصيات الأدبية الشهيرة في وقته. ولا تزال مسرحياته تُعرض في جميع أنحاء العالم، ومجموعة مؤلفاته الشاملة أثَّرت في الكُتاب المهمين للأساليب المختلفة، ومن بينهم جيمس جويس، أرنست همينغواي، تينيسي ويليامز، هنري ميللر.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة