الأندلسُ الجنّة المفقودة، يا أهــل الأندلس لله درُّكم .... ماءٌ وظلٌّ وأنــهارٌ وأشـجارٌ، ما جنّة الخلد إلّا في دياركم.... ولو خيّرت لكنت سأختارها، أتراني كنت في جنّاتٍ حين زرت أرضك عبر الكتاب، وعاشرت أهلك في ظلّ الأشباح، فلم يكن لي بدٌّ من أن أذهل من حُسن ما رأيت، وأطرب من سحرٍ لولا تواتره لما صدّقت.
أرضٌ خضراءُ وجنّاتٌ عن يمينٍ وشمالٍ، وسماءٌ مباركةٌ، تظلّ حدائقَ طيّبةٍ.
في أرض أندلـس تلتـــذ نعمـــاء... ولا تـــفـــارق فيـــها القـلب سراء
وكيف لا تبهج الأبصار رؤيتها ... وكل روض بها في الوشي صنعاء
أنهارها فضة والمسـك تربتــها ... والخز روضــتها والــدر حــصباء
وفوق كلّ ذلك حضارة إنسانيّةٌ، في ظلّ شريعةٍ إسلاميّةٍ، لا لغو فيها ولا تأثيم، بل عبادة واجتهاد، تحسدها الأقطار والأمصار، ويقصدها أهل الفضل والعلماء، ويسهر بالحديث عن جمالها الملوك والأمراء، ويقتبس من بحر فصاحتها الخطباء والشّعراء، فَلَكَمْ أهدت لنا الفلاسفة والحكماء! إنّ الحديث عنها يُغريك حتى تظنّك في نعيمٍ لا ينفد، تقرأ تاريخها فتشمّ أريجها، وتتمتّع بنعمائها، وتجدك تسلّ سيفك على رقاب الأعداء وتهتف بـ (لا إله إلّا الله)، البحر من ورائكم والعدو أمامكم، لكنّي أتساءل دائماً كيف فَقدناكِ؟ يا جنّةُ، قد غرسنا فيك علوماً شتّى، ورفعنا في أرضك قصوراً تطاول الجبال، ومساجد كان يرفع فيها اسم الله، وزيّنّاك من كلّ زينة الدّنيا، وصرنا نأمل أن تكون مهد أبنائنا وأحفادنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فإذا شمسك تؤول إلى الغروب، ونشهد ليالي خاليةً من النّجوم، كأنّ الأرض قد خسفت، وجُعلت عاليها سافلها.
يا ليت شعري، أين تلك التّغريدات التي كانت تملأ بحرك وبرّك وجوّك؟ كيف أصبحت ويلاتٍ ومآسي، كأنّك ما كنت لنا أبداً؟ وكيف تحوّلت إلى كنايةٍ عن الأسى بعد ما كنت كنايةً عن الجمال؟
Sep 25, 2021
هذه المقالة ليست لهذا الرجل
Sep 26, 2021
هذه المقالة لي...من الألف إلى الياء
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.