لنتعرّف بداية على هذا العملاق أندري تاركوفسكي (Андрей Арсеньевич Тарковский) (4 أبريل 1932م، 29 ديسمبر 1986م) هو مخرج وكاتب وممثل ومدير دار أوبيرا.
أبدى اهتماماً مبكراً بالرسم والموسيقى، ودرس العربية، لكن بسبب إصابته بارتجاج في الدماغ قطع دراسته قبل إنهائها، وانتقل إلى دراسة الجيولوجيا، في حلقة للبحث العلمي في معهد الذهب بجمهورية قرغيزيا..
حيث عمل ما يقارب السنة عند نهر كوريكا في إقليم توروخان..
وبعد أن عمل كجيولوجيّ في بداية حياته، كانت خطوته الكبرى في الانتساب إلى المدرسة الرسمية للسينما التابعة للدولة في موسكو، والتي كان يرأسها السينمائيّ البارز ميخائيل روم..
قدم من خلالها «تاركوفسكي» فيلمه القصير «القتلة» عام 1958م، المأخوذ عن قصّة قصيرة للأمريكي "إرنست همنجواي"، ثم تبعه بآخرين وبمدة أطول وإن بقيا قصيرين، «لن يكون هناك رحيل اليوم» مع ألكسندر كوردون سنة 1959م.
بدأ في تلك الفترة بتحليل أفلام المخرج الإسباني السوريالي لويس بونـويل والسويدي أنغمار بيرغمان، ويبدأ صداقته الإبداعية مع أندريه ميخائيلكوف-كونجلوفسكي الذي هجر الاتحاد السوفيتي إلى أميركا فيما بعد..
لكنه عاد بعد سقوط النظام السوفيتي لاحقًا، فكتبا معًا سيناريوهات سينمائية مشتركة منها: ملعب التزحلق والكمان وأندريه روبلوف..
في العام 1960م ينهي دراسته بمعهد السينما ومعه الدبلوم في الإخراج..
وكان فلم تخرجـه هو ملعب التزحلق والكمان، والذي فاز بالجائزة الأولى في مهرجان الأفلام الطلابية الذي أُقيم في نيويورك.
يعتمد "تاركوفسكي" على المشاهد الطويلة حتى لو كانت حوارية..
وبذلك يمنح المتفرج الحق في أن يخوض رحلته الذاتية مع الشخصيات الرئيسة التي لا تغادره طيلة الوقت...
كما يتعمد "تاركوفسكي" تصوير البحيرات والمسطحات المائية بشكل عام، واستخدامها لإبراز الانعكاسات التي تظهر على سطحها؛ لخلق علاقة أقوى مع البيئة.
يرى "تاركوفسكي" في الشعر فلسفة ترشد الإنسان طوال حياته، وتساعد الفنان ليصبح خالقاً للجمال الخاص الذي ينسب للشعراء فقط..
كما وجد في المنطق الشعريّ في السينما التجلي الأكبر لإمكانيات السينما بوصفها أكثر الأشكال الفنية صدقاً.
من الجدير بالذكر أن والد تاركوفسكي شاعر،ً وأن تاركوفسكي يذكر شعر أبيه في أفلامه، ويعتقد أن الشعر ملهم لصناعة السينما.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.