كان أمنحتب الثالث (1390-1352) الحفيد الأعظم لتحتمس الثالث، حكم مصر ما يقارب من 40 عامًا، كانت مصر في قمة مجدها. عاش حياه متعة، فبنى المباني والتماثيل الضخمة، وكانت ثروته لا تصدق، وقصره في طيبة تجاوز جميع المباني القديمة في فخامتها.
مناصرة أمنحتب للمواهب الفنية
كان اقتصاد مصر مزدهر بالتجارة الدولية المستقرة، والإمدادات الوفيرة من الذهب في المناجم، هذه الثروة العظيمة أدت إلى غزارة المواهب الفنية، وكان أمنحتب القوة الدافعة خلف هذه الأنشطة.
ويجب أن ينسب الفضل كثيرًا لكاتب الملك ومشرفه ومهندسه أمنحتب ابن هابو الذي كان يحظى بتقدير كبير من الملك إلى درجة أن كافأه بمعبده الجنائزي.
إن مناصرة أمنحتب للفنون وضعت معايير جديدة في جودة التماثيل وواقعيتها، فأعمال البناء الخاصة به يمكن أن تجدها في أنحاء مصر جميعها، وكثير من التماثيل الرائعة في الفن المصري نسبت إلى رمسيس الثاني، لكن في الحقيقة هي صنعت في عصر أمنحتب الثالث، ورمسيس الثاني أزال اسم أمنحتب واستبدله اسمه به.
اقرأ أيضًا: معلومات عن تاريخ مصر الفرعوني
الإنجازات العمرانية لأمنحتب
أحد الإنجازات العظيمة الباقية لأمنحتب هو معبد الأقصر على الضفة الشرقية للنهر، ولسوء الحظ دمر رمسيس الثاني معبده الجنائزي، وهو الأكبر على الإطلاق، عندما استخدمه محجرًا لمعبده، ولم يبق سوى التمثالين اللذين يقفان عند المدخل.
في السنوات الأولى من حكمه كان أمنحتب رجلًا شابًا مفعمًا بالحيوية، يستمتع بالرياضة والصيد، وفي عامه الخامس من حكمه شرع يشن حملة عسكرية على النوبة لقمع التمرد، لكن في بقية حكمه لم ير رغبة في مزيد من الأعمال العسكرية.
كان أمنحتب يفضل المسارات السلمية على الرغم من أنه لم يكن كارهًا لاعتماد أسماء ضخمة واصفًا نفسه بالعظيم الذي يضرب الآسيويين.
كانت أولوياته إشباع نفسه من الملذات والبذخ والكماليات التي تقدمها الحياة، وكان لديه عدد كبير من الحريم منهن أميرات أجانب، ورغم حبه العظيم للملكة تي التي تزوجها قبل أن يصبح ملكًا وكانت من عامة الشعب، وكان من غير المعتاد أن تكون الزوجة الرئيسة من عامة الشعب، فغالب الزواج الملكي كان مدفوعًا بدوافع سياسية، لكن ما يبدو أن زواج أمنحتب من تي كان مدفوعًا بمشاعر حقيقية.
بنى أمنحتب للملكة تي بحيرة طولها 3600 ذراع وعرضها 600 ذراع؛ أي ما يساوي ميلًا واحدًا في بلدتها تارو، ثم أقام مهرجانًا على البحيرة.
أبحر الملك أمنحتب وتي في مركب اسمه قرص الجمال، وأنجبت تي ستة أطفال؛ أربع بنات وولدين، الصبي الأكبر تحتمس أصبح كاهنًا، ويعتقد انه بدأ تقليد دفن ثور أبيس المحنط الذي يعتقد أنه تجسيد للإله بتاح، ولسوء الحظ توفي الابن تحتمس، وصعد شقيقه أخناتون العرش المستقبلي.
مع تقدم أمنحتب في السن أصبح سمينًا، وعانى اعتلال الصحة.
توضح مومياؤه أنه عانى مشكلات مؤلمة في الأسنان، ووجد سرد لأحد خلفائه أرسل له توشارتا ملك ميتاني تمثالًا للإله عشتار، لخصائصه العلاجية.
اقرأ أيضًا: رحلة تولي حتشبسوت الحكم.. تعرف الآن
الحياة الدينية في عصر أمنحتب
بدأ أمنحتب تقييد نفوذ كهنة أمون بالاعتراف بالعبادات الأخرى، وقد كان أحد هؤلاء شكلًا خاصًا للإله رع المعروف بأتون، كان هذا الإله الذي عززه أخناتون ابن أمنحتب، الإله الحقيقي الواحد، ما تسبب بمشكلات داخل المجتمع المصري على مدى الأجيال التالية.
إرث عظمة أمنحتب كان المستوى العالي من الإنجاز الفني والمعماري، هذا الذوق الراقي في الفن انتشر في المجتمع المصري، وكان ظاهرًا في معابد المسؤولين الكبار راموس وخيميت.
لقد مهد أمنحتب الطريق لطراز أخناتون الفريد، وترك بعض الآثار الرائعة في مصر، يستحق أمنحتب حقيقة لقب (العظيم).
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.