أكثر معتقدات تخلَّيت عنها في سن الـ 19 ج1

سبق أن تناولتُ في مقالي ملخص ما تعلمته في سن الـ18 من أهمية المعتقدات في تكوين الشخصية، واليوم أودُّ أن أشاركك ثلاثة معتقدات تخلَّيت عنها مؤخرًا، مع بداية عامي التاسع عشر.

قد تجد نفسك متفقًا مع بعضها، وقد تراها من الركائز الأساسية في حياتك. لا أسعى هنا للحكم على صحتها أو خطئها، فكل معتقد قد يناسب شخصًا ولا يناسب آخر؛ لذا، يسعدني أن تشاركني في التعليقات ما تتفق معه منها، وما ترى أنه لا يلائمك. والآن، عزيزي القارئ، لننطلق معًا لاكتشاف هذه المعتقدات.

دائمًا ما يُكلل السعي بالنجاح الفوري 

لطالما تعلمنا أن النجاح مرهون بالسعي، فليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرى. وهذه حقيقة أزلية، لكن المقصود هنا هو التعجل في تحقيق النجاحات بعد السعي الدؤوب لتحقيق هدف ما. وقد يكون الإخفاق حليفك بعد طول ترقُّب لنتائج سعيك المُضني.

النجاح مرهون بالسعي

لكن ذلك قد يؤدي إلى أمرين: إما أن تخور عزيمتك وتصاب بالإحباط، وإما أن تسعى إلى سدِّ جوانب النقص لديك، فتبذل جهدًا أكبر، مستعينًا بوسائل أكثر فاعلية؛ لذلك، اسعَ إلى النجاح، لكن توقَّع العثرات والإخفاقات ومجابهة المشقات، فبدونها لن يُصقل عقلك ولن ينمو تفكيرك. لا أنكر أن السير بهذه العقلية سيساعدك في مواصلة التعلم وعدم الجزع عند الإخفاق، إذ إنك تمتلك عقلية نموٍّ يجب لها أن تتعلم من أخطائها وتواصل التطور.

من الأفضل زيادة مصادر التعلم حتى تحيط بأكبر كم من المعلومات 

اعتدنا سماع عبارة مفادها أنه كلما زِدنا مصادر التعلم، كان ذلك أفضل. أعتقد أن عدد المواد السبع التي اعتدنا دراستها في المدارس هو أصل هذه الفكرة، إلى جانب تعدد المصادر المتاحة اليوم، وهي من محاسن العصر الرقمي. ومع ذلك، فإن التشتت يعدُّ من أشقِّ عقبات هذا التعدد.

تعدد مصادر التعلم

على سبيل المثال، تجد أحدهم حين يهمُّ بتعلم لغة ما لا يبحث عن المصدر الذي يطابق طبيعة تعلمه، بل يسعى إلى جمع أكبر كمٍّ ممكن من المصادر، ظنًّا منه أنه سيستفيد من كلٍّ منها. وفي النهاية، يجد وقته أضيق من أن يتابع كل تلك المصادر، فيصاب بالإحباط، ويطرد فكرة تعلم اللغة من ذهنه نهائيًّا، متذرعًا بالصعوبة وضيق الوقت. وينطبق الأمر ذاته على جميع الأنشطة الأخرى، إلا إذا فضَّل الجودة على الكمية.

استمتع بعمرك ولا تطمح في السعي إلى ما يتجاوز حدوده

قد يتخذ بعضنا هذه العبارة مرجعًا له، حتى وإن رأى الأغلبية غير ذلك، إذ لم يعد شائعًا في عصرنا أن نرى نوابغ في سن مبكرة. لكنني أقولها صريحة: الإنسان يقتدي بما يصبو إليه، سواء أكانت قدوته نابغة من العصور الماضية، كصحابة النبي ﷺ مثل زيد بن ثابت، أو من الغرب، كالموسيقار موتزارت. بل إن عصرنا لا يخلو من المواهب الفذَّة، إن نحن أمعنا النظر.

هل سمعت عن الكاتب الشاب عبد الرحمن محمد، البالغ من العمر 26 عامًا، الذي فاز هذا العام (2025) بجائزة القلم الذهبي لأفضل رواية رعب؟ إنه أول كاتب عربي يحقق هذا الإنجاز في مثل هذا العمر. وهناك كثيرون غيره؛ لأن الطموح لا يعترف بالسن. وكما قيل: وإن كنتَ ذا شرفٍ مرومِ فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ.

ابذل الجهد الذي يليق بطموحك، وتذكَّر أن الله لا يكلِّف نفسًا إلا وسعها. فإن كان في وسعك تحقيق حلمك، فأنت على الطريق الصحيح؛ فلا تتوقف حتى تبلغ غايتك.

الطموح لا يعترف بالسن

وفي النهاية، تذكَّر قارئي الكريم أن المعتقدات ليست حقائق مطلقة، بل رؤى قابلة للتغير كلما نضجنا وخضنا تجارب جديدة. ما تراه اليوم يقينًا قد يصبح غدًا مجرد محطة عابرة في رحلة تطورك. الأهم ألا تخشى مراجعة أفكارك، وألا تتردد في إعادة تشكيل قناعاتك بما يخدم طموحك ونموك. فالحياة لا تكافئ من يتمسك بالمألوف، بل من يجرؤ على التغيير.

أخبرني.. أيُّ هذه المعتقدات تتفق معها؟ وأيُّها ما زلتَ متمسكًا به؟ شاركني رأيك في التعليقات، فالحوار طريق آخر للنمو!

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.