أكتوبر.. في مثل هذا الشهر انتهى حصار فيينا

في خريف عام 1529، ضرب الجيش العثماني حصارًا قويًّا على فيينا، عندما جاء أمر السلطان سليمان القانوني ببدء الحرب، وكان داخل أسوار المدينة 29 ألف شخص، يعدون سقوط فيينا سقوطًا لأوروبا بِرُمَّتها.

في أوائل القرن السادس عشر كانت فيينا هي عاصمة الإمبراطورية النمساوية المجرية، وكان تبعد 150 كيلومترًا فقط عن الحدود الغربية مع الدولة العثمانية، وفي مايو 1529 حمل أحد الرسل رسالة مفادها أن جيشًا عثمانيًّا أُرسل للسيطرة على المدينة.

وكانت فيينا تواجه دولة تطل على بحار عدة، ما يجعل السيطرة البحر سيطرة على المعركة، وكانت الدولة العثمانية إمبراطورية ممتدة من البلقان إلى شمال إفريقيا، وكانت متقدمة حضاريًّا أكثر من البلاد الأوروبية، وكانت دولة مركزية عاصمتها إسطنبول.

اقرأ أيضًا: منها العثماني.. أقوى 6 جيوش عبر التاريخ

وانطلق العثمانيون في مايو بجيش قوامه 120 ألف جندي، وخيموا في بلجراد، وعانى الجيش العثماني بسبب ظروف المناخ والبيئة الصعبة، وكان قد قطع خلال 4 أشهر 2000 كيلومتر خلال الوديان والأنهار، وكان عدد حامية مدينة فيينا 400 جندي فقط، لكن شارل الخامس (شارلكان) أرسل جيشًا للقتال بجانبهم قوامه 17 ألف جندي، فأصبح عدد الجيش أكبر من عدد السكان في داخل أسوار المدينة.

ثم وصل الجيش العثماني بتعداد أكثر من 100 ألف جندي، وكان السلطان سليمان القانوني أرسل رسالة للمدينة يطلب منها الاستسلام.

وبدأ العثمانيون باستخدام المدافع الأقل الكفاءة؛ لأنهم تركوا أسلحتهم الثقيلة بسبب الظروف الشديدة التي مروا بها قبل الوصول للقلعة، وشاركت الفرقة الانكشارية في هذا الحصار، يقودهم الوزير إبراهيم باشا الذي كان من الرقيق ثم أصبح وزيرًا.

وكانت الظروف المناخية والأمطار أفسدت الأسلحة والخنادق، حتى إن الحامية استطاعت اختراق الفنادق والحفر، وتمكن المرتزقة الذي كانوا ضمن الحامية من الوصول إلى الخنادق والتسلل منها.

وحاول العثمانيون تدمير أحد الأبواب فلم يستطيعوا على الرغْم مما حدث من تدميرات في القلعة، وحاولوا دخول القلعة بشتى السبل فلم يتمكنوا ولم تنجح محاولاتهم، على الرغم من وعود القيادة العثمانية بترقية الجنود إن نجحوا.

اقرأ أيضًا: العثمانيون ومراحل الدولة العثمانية

وكان الجيش المتحصن في فيينا يعذب من يقع أسيرًا في يده من العثمانيين حتى يعترف بأسرار الجيش العثماني الذي حاول مرة أخيرة لكنها باءت بالفشل أيضًا، وانتهى الحصار بهزيمة الجيش العثماني في شهر أكتوبر الذي لو نجح لسيطر العثمانيون على الجزء الغربي لأوروبا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مقال رائع وثرى بالمعلومات
التاريخية 👍
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة