الساحرة المستديرة معشوقة الملايين في أنحاء العالم لا تخلو أبدًا من الإثارة والمتعة والمنافسات القوية، لكنها أيضًا لا تخلو من الجزاءات والعقوبات الكبيرة بحق الأندية واللاعبين والمدربين في كل دوريات وبطولات العالم، وفي هذه المقالة نقدم لك مجموعة من أقوى وأشهر وأغرب العقوبات في عالم كرة القدم على مدار تاريخها.
اقرأ أيضاً لماذا كرة القدم أفضل رياضة في العالم ؟
أشهر وأغرب العقوبات في عالم كرة القدم
الإيقاف لمدة خمسين عامًا
في عام ألفين وأربعة عشر أصدر الاتحاد السويسري قرارًا بإيقاف أحد لاعبي دوري الدرجة الرابعة لمدة خمسين عامًا بعد تسديده الكرة متعمدًا في وجه الحكم قبل أن يرش عليه الماء.
عقوبة غريبة لم نسمع عنها من قبل في عالم كرة القدم. لكن اللاعب المدعو ريكاردو فيريرا لاعب نادي بورتوجال في سويسرا كانت له سوابق متعددة في الشغب مع الجماهير واللاعبين والحكام. وفي هذه المباراة بالذات لم يكن اللاعب مشاركًا فيها، بل كان جالسًا على مقاعد البدلاء قبل أن يتدخل ممسكًا الكرة، ليسددها في وجه الحكم بطريقة جعلت الاتحاد السويسري يضرب بيد من حديد على هذا السلوك المشين، أما عن اللاعب فبمقدوره اللعب بعد انتهاء العقوبة في عام ألفين وأربعة وستين، أي عندما يبلغ عمره ثمانية وسبعين عامًا.
سبعون مباراة
وفي عام ألفين وأربعة عشر أيضًا، أصدر الاتحاد النمساوي لكرة القدم عقوبة كبيرة بحق اللاعب التركي إسماعيل جندوك بإيقافه لمدة سبعين مباراة، وهي العقوبة التي وصفها المتابعون في الدوري النمساوي بأنها أقصى عقوبة في تاريخ النمسا. وكان اللاعب قد ضرب الحكم برأسه في وجهه؛ ما استدعى نقله إلى المستشفى بعد نزف أنفه وشفتيه.
لويس سواريز
أما إحدى أشهر العقوبات في تاريخ كأس العالم فكانت العقوبة التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم على مهاجم الأورجواي لويس سواريز، بمنعه من اللعب تسع مباريات مع منتخب بلاده والإيقاف لمدة أربعة أشهر مع فريقه، وذلك بعد حادثة عضه لمدافع منتخب إيطاليا جورجو كيليني في مباراة الأوروغواي وإيطاليا في الدور الأول لمونديال البرازيل عام ألفين وأربعة عشر.
وتعد هذه العقوبة هي العقوبة الأكبر دوليًا، ويأتي بعدها بفارق مباراة واحدة عقوبة مدافع منتخب إيطاليا ماورو تسوتي، الذي ضرب لاعب منتخب إسبانيا لويس إنريكي في كأس العالم عام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين في الولايات المتحدة الأمريكية بالكوع في وجهه؛ ليوقف ماورو تسوتي ثماني مباريات.
دعس وإيقاف
أما العقوبة الكبرى في دوري أبطال أوروبا فكانت للاعب ريال مدريد الإسباني السابق خوان جوميز، حينما تدخل بعنف على لاعب بايرن ميونخ الألماني ماتيوس في دوري أبطال أوروبا عام ألف وتسعمائة وسبعة وثمانين. فبعد أن سقط ماتيوس على الأرض دعسه خوان جوميز على ظهره ووجهه فطرده الحكم الإسكتلندي، وبعد ذلك أحيل الأمر إلى اللجنة التأديبية في الاتحاد الأوروبي الذي أصدر قرارًا بإيقاف خوان جوميز لمدة خمس سنوات عن ممارسة أي نشاط كروي في المسابقات القارية في أوروبا.
اقرأ أيضاً من أول دولة اخترعت لعبة كرة القدم ؟
أغرب عقوبات على مدار التاريخ
مارادونا
ومن أشهر عقوبات كوكب كرة القدم هي عقوبة النجم الأرجنتيني الراحل دييجو أرماندو مارادونا، حينما أوقف لمدة خمسة عشر شهرًا بسبب تعاطيه المخدرات في عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين في إيطاليا؛ وهو الأمر الذي جعل معظم الشركات العالمية تسحب منه عقود الرعاية.
كما فسخت شركة بوما عقدها معه ظنًا منها أنه لن يدر عليها أي أرباح بعد إيقافه، فاشترى مارادونا حذاء وصبغه باللون الأسود وأصبح يلعب به حتى انتشرت تلك الموضة بين لاعبي التسعينيات وتسببت بخسائر كبيرة للشركات الرياضية؛ فتعاقدت معه إحدى الشركات اليابانية مستغلة تحرره من أي عقد رعاية، وجنت الشركة أرباحًا طائلة، حتى قدمت شركة بوما اعتذارًا رسميًا لمارادونا، بالإضافة إلى عرض خيالي من أجل التعاقد مع النجم الأرجنتيني مدى الحياة، وكأن العقوبة جاءت بنتائج عكسية مع النجم الاستثنائي مارادونا.
نجم مانشستر يونايتد
ولا ينسى مشجعو كرة القدم عقوبة قاسية نالها النجم الفرنسي إريك كانتونا في عام ألف وتسعمائة وخمسة وتسعين على خلفية ركله أحد مشجعي فريق كريستال بالاس.
فأوقف لمدة تسعة أشهر كاملة، وهو الأمر الذي أحزن كثيرًا مشجعي كانتونا الذي كان دائم الخروج عن النص.
شطب عشرة لاعبين
أما العقوبة الأغرب في تاريخ كرة القدم، فهي العقوبة التي تعرض لها لاعبو منتخب الأرجنتين بعد أدائهم السيئ في بطولة كأس العالم عام ألف وتسعمائة وثمانية وخمسين في السويد وخسارتهم بستة أهداف مقابل هدف أمام منتخب تشيكوسلوفاك.
وهو الأمر الذي لم يجد المسؤولون عن الكرة الأرجنتينية حلًّا له لامتصاص غضب الجماهير إلا توقيع عقوبة بشطب عشرة لاعبين من سجلات كرة القدم، وعدم ممارستهم للعبة نهائيًا طيلة حياتهم بسبب التهاون والتراخي في أداء الواجب الوطني.
اقرأ أيضاً 6 فوائد يحصل عليها لاعب كرة القدم
عقوبات عربية
شيكابالا
وعربيًّا فقد عاقبت إدارة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم لاعب نادي الزمالك محمود عبد الرازق الملقب بشيكابالا بالإيقاف لمدة ثمانية أشهر، وتغريمه خمسمائة ألف جنيه بسبب عدم احترامه مراسم التتويج بعد مباراة الزمالك والبنك الأهلي، وأثناء تسلم درع الدوري الذي فاز به نادي الزمالك للمرة الثالثة عشرة في تاريخه، بعد مشادة بين نجم نادي الزمالك ورئيس اللجنة التي تدير اتحاد الكرة في ذلك الوقت، وقد كانت العقوبة صادمة لجماهير نادي الزمالك؛ فمدة ثمانية أشهر عقوبة كبيرة في الدوري المصري.
أحمد عباس
وفي السعودية أوقف اللاعب أحمد عباس لاعب وسط نادي النصر السعودي لمدة عامين، بعد ثبوت تعاطيه مادة محظورة في كشف أجري عليه بعد إحدى مباريات الدوري السعودي، وهو الأمر الذي برره اللاعب أن المادة كانت عبارة عن عقاقير لزراعة الشعر.
ماجد المولد
وأوقف اللاعب ماجد المولد مدافع فريق الرائد السعودي لمدة عامين أيضًا، بسبب إعطائه مادة محظورة لأحد الرياضيين، وهو الأمر الذي كاد أن يتسبب في إنهاء مسيرة اللاعب، لكن تعاون اللاعب مع لجنة التحقيق أدى إلى تخفيض العقوبة إلى عامين فقط.
اقرأ أيضاً إمبراطوريّة كرة القدم
عقوبات طريفة
ومن العقوبات الطريفة حينما قرر رئيس نادي فنار بخشة التركي عودة لاعبي الفريق بالحافلة بدلًا من الطائرة لمسافة تقدر بخمس ساعات سفر بسبب سوء النتائج.
كما توجد أيضًا حادثة إقالة المدرب فرانكو سكوليو من تدريب منتخب ليبيا على يد الرئيس الليبي معمر القذافي وقتها، لعدم اعتماده على ابنه الساعدي القذافي الذي قال عنه المدرب بعد ذلك إنه كان عبئًا على الفريق.
وفي ساحل العاج عوقب لاعبو المنتخب بالحبس في أحد معسكرات الجيش لمدة ثلاثة أيام بعد خروجهم من الدور الأول من كأس الأمم الإفريقية عام ألفين لاستهتارهم وعدم احترامهم لاسم المنتخب.
وفي العراق كان عدي نجل الرئيس الراحل صدام حسين يعاقب اللاعبين الذين يمثلون المنتخب العراقي بقص شعرهم في حال الخسارة أو الأداء السيئ، كما أنه أجبر بعض اللاعبين على ركل كرة من الخرسانة بعد إهدارهم لركلات الجزاء.
كما عاقب المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي لاعبي فريق تشيلسي عام ألفين وستة عشر بمنعهم من تناول البيتزا نهائيًا أثناء توليه تدريب الفريق.
وكذلك عاقب الإسكتلندي ديفيد موريس مدرب مانشستر يونايتد لاعبيه بمنعهم من تناول البطاطس المقلية الشيبسي.
وهكذا فإن كرة القدم تحمل في طياتها إثارة كبيرة، حتى في عقوبات كرة القدم تكون الإثارة حاضرة في طرافة العقوبة أو في قوتها أو حتى في سببها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.