أصبح الريجيم من الموضوعات المتداولة التي تحظى بأهمية كبيرة بين الطوائف والمجتمعات والثقافات المختلفة كافة في السنوات الأخيرة، ذلك لأن السمنة ترتبط بأمراض عدة إلى جانب الحالة النفسية السيئة التي يصاب بها أصحاب الأوزان الزائدة.
أضف إلى ذلك رغبة الإنسان الطبيعية في أن يبدو متناسق القوام بين أقرانه وأمام كل الناس، إلا أن أنواع الريجيم متعددة ومتنوعة، ودائمًا ما نجد حديثًا عن نوع جديد من أنواع الريجيم إلا أننا ننصح بالاستعانة بطبيب متخصص في التغذية، وعدم تجربة أي نوع من أنواع الريجيم دون الرجوع إلى الرأي الطبي، وفي هذه المقالة نقدم لك أشهر وأقوى أنواع الريجيم الموجودة في العالم حاليًا.
اقرأ أيضاً رجيم الماء الساخن معجزة لإنقاص الوزن
الريجيم المتقطع
نظام يعتمد على الصيام والامتناع عن تناول الطعام مدة محددة قد تكون كل يوم أو كل أسبوع، وعلى هذا يتضمن الريجيم المتقطع عدة أساليب منها مثلًا:
-
صيام تبديل الأيام، فيصوم الشخص في اليوم الأول تمامًا أو يكتفي بوجبة صغيرة تقل عن 500 سعر حراري، ويتناول غذاء عاديًا في اليوم التالي، وهكذا دواليك، يوم يكتفي بـ 500 سعر حراري، ويوم يتناول طعامه طبيعيًا.
-
صيام 2.5، وهو نظام متقطع آخر يتناول فيه الشخص طعامه كعادته خمسة أيام في الأسبوع، ويصوم تمامًا عن الطعام يومين في الأسبوع، وبالطبع لا يُصام عن الماء العادي.
-
صيام أوقات محددة كل يوم، وهو النظام الأكثر انتشارًا بين الناس، فيصوم الشخص ساعات محددة، ويتناول طعامه بحرية في الساعات الأخرى، فمثلًا حين يصوم 16 ساعة فإنه يتمتع بالحرية في تناول الطعام في الساعات الثماني الأخرى، فيتناول طعامه مثلًا في الساعة 12:00 ظهرًا، وتكون آخر وجبة له في الساعة 8:00 مساء إلى الساعة 12:00 ظهرًا في اليوم التالي، وهكذا فهو يصوم 16 ساعة، ويتناول طعامه في الساعات الثماني المتبقية من اليوم.
وتشير كثير من البحوث إلى فاعلية نظام الصيام المتقطع الذي يعتمد على تقليل عدد السعرات الحرارية ما يؤدي إلى فقدان الوزن.
اقرأ أيضاً أهمية الصيام المتقطع وفوائده وآثاره على الجسم
فوائد الصيام المتقطع
الصيام المتقطع قد يكون أكثر فائدة من الأنظمة الغذائية الأخرى في تقليل الالتهابات وتحسين الحالات المرتبطة ببعض الأمراض مثل: داء ألزهايمر، التهاب المفاصل، السكتة الدماغية، التصلب المتعدد، فإنه قد يكون للصيام المتقطع بعض الآثار الجانبية المزعجة التي تبدأ تختفي في غضون أيام حتى تنتهي تمامًا في غضون شهر، وهذه الآثار تختلف من شخص إلى آخر.
إلا أنها لا تخرج عن: الجوع، الغثيان، الصداع، الأرق، الإرهاق، لكننا نستطيع أن نقول في المجمل أن الصيام المتقطع آمن لكثير من الناس، لكنه لا يناسب الجميع؛ لأن لكل شخص طبيعة جسدية قد تمنع بعض الناس من اختيار الصيام المتقطع وسيلة لفقدان الوزن؛ لذا نبهنا كثيرًا على مراجعة الطبيب قبل اختيار النظام المناسب.
اقرأ أيضاً 7 فوائد للصيام المتقطع.. تعرف عليها الآن
الريجيم العسكري
لأن الاسم قد يكون غريبًا قليلًا ويوحي أنه مرتبط بالجيش، فإننا نوضح أن الريجيم العسكري هو مسمًى فقط لإحدى أنواع الحميات التي تساعد على فقدان الوزن سريعًا، وقد تظهر النتائج في أسبوع واحد.
لكن التسمية تعود إلى جيش الولايات المتحدة حين بدؤوا تجربة جعل الجنود في أفضل حال وأحسن هيئة وأقل وقت ممكن؛ لذلك أُطلق على هذه الحمية النظام العسكري أو حمية الجيش؛ لكنها لا تُتبع الآن في أي جيش في العالم.
وبعض الدول تسمي هذه الحمية ريجيم الثلاثة أيام؛ لأن الفرد يتِّبع الحمية ثلاثة أيام ثم ينقطع أربعة أيام حتى يكمل الأسبوع، ثم يعيد الكرة مرة أخرى، ونجد بعض الناس يسمون هذه الحمية أيضًا ريجيم المثلجات، وتناسب هذه الحمية الخطة ذات المدى القصير وفي الحالات الطارئة، لكن لم تشرِ البحوث إلى أن الريجيم العسكري يمكن أن يُتّبع لمراحل طويلة أو أنه قد يكون مناسبًا صحيًا لفئة كبيرة من الناس.
ويعتمد الريجيم العسكري على الصيام ثلاثة أيام صيامًا قاسيًا، ثم تناول أطعمة تحتوي سعرات حرارية قليلة جدًا، فالسعرات تتراوح في اليوم الواحد ما بين 1100 سعر إلى 1500 سعر حراري فقط.
ويُقسم اليوم الغذائي في هذا الريجيم العسكري إلى ثلاثة أقسام هي وجبة الإفطار ووجبة الغداء ووجبة العشاء، ولا يتضمن أي وجبات جانبية أو وجبات خفيفة في الأيام الأربعة التالية مع تناول كميات أكبر من الطعام الصحي كالخضار والفاكهة، بشرط أن تكون منخفضة السعرات الحرارية التي لا تتجاوز 1500 سعر حراري.
اقرأ أيضاً أهمّ أساسيات الصّيام المتقطّع للمبتدئين
الأطعمة المسموح بها للريجيم العسكري
وتتضمن الأطعمة المسموح بها ضمن الريجيم العسكري:
-
الفاكهة مثل الموز والتفاح والجريب فروت والأفوكادو.
-
الخضراوات مثل البروكلي والجزر والفول الأخضر.
-
الشاي والقهوة مسموح بهما بأي كمية يشاء الفرد، لكن دون سكر صناعي.
-
الخبز والبيض والجبن وزبدة الفول السوداني وسمك التونة دون زيت.
-
كما توصي الحمية بشرب عصير الليمون مع الماء الدافئ دون استخدام السكر.
-
المثلجات والأطعمة السريعة التي تكون في حدود السعرات الحرارية المسموح بها.
اقرأ أيضاً الصيام المتقطع سبيلك لخسارة الوزن دون عناء
مثال ليوم من أيام الريجيم العسكري
الإفطار
شريحة توست مع ملعقتين من زبدة الفول السوداني ونصف ثمرة جريب فروت بالإضافة إلى كوب من الشاي أو القهوة دون سكر.
الغداء
شريحة توست مع نصف كوب من سمك التونة بالإضافة إلى كوب من الشاي أو القهوة دون سكر.
العشاء
85 جرامًا من اللحم مع كوب من الفاصوليا الخضراء وثمرة صغيرة من التفاح ونصف ثمرة موز بالإضافة إلى كوب من المثلجات.
الريجيم النباتي
يعتمد الريجيم النباتي على الأطعمة الصحية التي تكون بديلًا للحوم والدواجن لتحقيق التوازن الصحيح طيلة اليوم أو الأسبوع.
لا يوجد شرط في هذا الريجيم لتحقيق ذلك التوازن داخل كل وجبة على حدة، لكنه يحقق هذا التوازن عمومًا لأنه يعمل على تحويل الحياة إلى نمط صحي، فهو يتحكم بنسبة الدهون التي تدخل الجسم يوميًا، ويعتمد ست نقاط أساسية:
-
تناول وجبة متنوعة من الفواكه والخضراوات يوميًا؛ لذا يحرص الشخص الذي يتبع الريجيم النباتي على تناول ما يقرب من 80 جرامًا من الفاكهة والخضراوات الطازجة يوميًا بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن، فإن الخضراوات والفاكهة غنية بالألياف الطبيعية التي تساعد في عملية الهضم والوقاية من الإمساك.
-
إضافة الكربوهيدرات النشوية للنظام الغذائي كالبطاطس والحبوب الكاملة والأرز والخبز والمعكرونة بواقع ثلث كمية الطعام الذي يتناوله الشخص يوميًا، وذلك لأن النشويات تعد مصدرًا جيدًا لطاقة الجسم، فهي غنية بمجموعة من العناصر الغذائية مثل الألياف والكالسيوم والحديد وفيتامين ب.
-
أبدال منتجات الألبان، فبعض الأشخاص يعتمدون على تناول منتجات الألبان فقط، في حين آخرون يعتمدون على منتجات الألبان والجبن معًا، ويوجد أشخاص يعتمدون على أبدال اللبن ومنتجاته تمامًا، وهي حليب الصويا ولبن الشوفان ولبن جوز الهند وبذور الشيا والخضراوات الورقية ولبن اللوز.
-
إضافة البروتين إلى النظام الغذائي مثل الفول والبازلاء والعدس، وهي مصادر غنية بالبروتين وقليلة الدسم ومليئة بالألياف والفيتامينات والمعادن التي تعوض البروتينات الموجودة في اللحوم والدواجن والأسماك.
-
الزيوت غير المشبعة ضرورية جدًا مثل عباد الشمس وزيت الزيتون، وذلك للابتعاد عن الزبدة والسمنة والأطعمة التي لا يفضلها النباتيون.
-
التقليل من الأملاح والسكريات إلى أقصى حد، وتناول الأطعمة التي تحتوي نسبة قليلة من الأملاح والدهون والسكر مثل الكريمة ورقائق البطاطس والشوكولاتة والمعجنات والأيس كريم والحلويات والمشروبات الغازية.
ختامًا، تتعدد الأنظمة والوسائل التي تساعد على إنقاص الوزن، إلا أننا ننصح دائمًا أن يختار الإنسان ما يناسب إيقاع حياته وظروفه الشخصية والمعيشية، وما يتناسب مع طبيعة جسده، كل هذا إضافة إلى الاستعانة بطبيب متخصص.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.