أفلام ديزني ومدى تأثيرها على تفكير الأطفال

تعد شركة ديزني من أكبر شركات وسائل الإعلام التي تعمل على إنتاج أفلام الكرتون، والرسوم المتحركة، فهي شركة قام بتأسيسها الأخوان والت وروي ديزني، حيث قاما بتأسيس أشهر استيديو لتحريك الإنيميشن، ذلك في السادس عشر من شهر أكتوبر لعام 1923م.

ومن ثم قامت الشركة بإنتاج أفلام كرتون حازت على إعجاب الملايين من المشاهدين على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم، حيث إن الشركة قامت بنشر أفلام في كثير من الدول، وقامت بإنتاج نسخ مدبلجة بلغاتٍ عدة.

الشخصيات الأكثر شهرة في أفلام ديزني

أول فيلم قامت بإنتاجه الشركة هو فيلم الكرتون الشهير سنو وايت والأقزام السبعة عام 1937م، وسنو وايت تعني بياض الثلج، أو الثلج الأبيض، يتحدث الفيلم عن فتاة كانت تعاني من الاضطهاد من زوجة أبيها بسبب جمالها، فحاولت زوجة الأب القاسية التخلص منها بشتى الطرق.

هذا ما جعل المشاهدين الصغار يتعاطفون مع سنو وايت، فتدور أحداث الفيلم حول كيفية تخلص الفتاة المسكينة من جبروت ونرجسية زوجة أبيها، ومن دون التطرق إلى التفاصيل، فما نستنتجه من الفيلم أن نهاية الظلم وشيكة، وأنه مهما تعرض الإنسان الطيب للقسوة يبقى دائماً على سجيته مفعماً بالحيوية، محباً للحياة.

لكن سنو وايت ليست الشخصية الوحيدة التي تأثرت بها أجيالٌ كثيرة، فحازت شخصية سندريلا أيضاً على الكثير من الإعجاب، حيث تم إنتاج الفيلم عام 1950م.

وكانت تدور أحداث الفيلم حول استبداد زوجة الأب أيضاً، وتفضيل ابنتيها على سندريلا، ومعاملتها بقسوة واستحقار، والغيرة منها؛ بسبب جمالها الطبيعي رغم أنها مهمشة وترتدي ملابس رثة قديمة، ومن ثم ينتهي الفيلم نهاية سعيدة، وأيضاً ما نستنتجه هنا أن الجمال الحقيقي هو جمال القلوب، وأن الملابس الثمينة والمجوهرات باهظة الثمن لا تُعْلي من شأن الإنسان.

وفي عام 1999م تم إنتاج فيلم طرزان، حيث تدور أحداث الفيلم حول طفل رضيع يموت أبواه في الغابة بسبب نمر قام بافتراسهما، ويبقى الطفل وحيداً، فتجده غوريلا تقوم بتربيته، من ثم يكبر طرزان وسط الحيوانات متآلفاً معها.

لاقى الجزء الأول من الفيلم الكثير من الإعجاب، فأنتجت الشركة العديد من الأجزاء للفيلم، وهنا أيضاً يوجد عبرة، حيث إن الصداقة يمكن أن تكون بين إنسان وحيوان، وكما أن مشاعر الأمومة موجودة في قلب الأنثى حتى لو كانت من فصيلة الحيوانات.

لم تنتهِ هنا سلسلة الأفلام التي أنتجتها ديزني، ولم تنته سلسلة الشخصيات والـ "characters" البطولية، ففي عالم ديزني لم تقتصر شخصية البطل على جنس محدد، لكنها كانت متنوعة بين إناث وذكور، حتى الحيوانات كان لها نصيب الأسد من تلك الشخصيات.

وبما أننا ذكرنا الأسد فلا ننسى فيلم lion king أو الأسد الملك، حيث تم إنتاج أول جزء من الفيلم عام 1994م، يتحدث الفيلم عن أسد يدعى موفاسا، كان ملكاً على أرض يحكمها تدعى أرض العزة، ينجب موفاسا شبلاً أسماه سيمبا، تحدث خلافات بين موفاسا وأخيه سكار، تنتهي بقتل موفاسا.

لم تنته القصة هنا، حيث تم إصدار أجزاء أخرى من الفيلم استكمالاً للأحداث، فينتهي الفيلم بقتل سكار على يد سيمبا بعد معرفته الحقيقة، ومن ثم يتولى سيمبا الحكم، وهنا يتحدث الفيلم عن الأطماع الشخصية، وكيف يمكن التخلي عن مشاعر الأخوة بسبب السلطة والجاه.

ولا تنتهي ديزني هنا حيث إنها أنتجت الكثير والكثير من الأفلام التي تحمل في أحداثها المزيد من القصص والعبر تاركة في ذاكرة كل طفل في داخلنا ثلة من الأبطال الذين أحببناهم وتأثرنا بهم، مثل: مولان، وعلاء الدين، وبيتر بان، وحورية البحر، وفروج القلة، وروبانزل، وتمون وبومبا وغيرها الكثير، غير أن ما يربطنا أكثر بتلك الأفلام وجود الأغاني فيها، وما يميزها أنها كانت سهلة الحفظ، واحتواؤها على ألحان مرحة ومفعمة بالحيوية.

ستجد أيضاً على منصة جوك قدوة الأطفال (بين الواقع والخيال)

 

شخصية باز يطير بين الماضي والحاضر

باز يطير هي شخصية بطولية بارزة، موجودة في فيلم الكرتون الشهير حكاية لعبة، تم إنتاج جزئه الأول عام 1995م، تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الألعاب يمتلكها طفل يدعى آندي، ثم يأتي اليوم الذي يحتفل به آندي بعيد مولده مثل كل عام منتظراً الهدايا التي يقدمها أصدقاؤه له.

في الوقت ذاته يكون لدى ألعابه القدرة على الحركة والتحدث، لكن لم يكن يدري آندي ذلك، فقد كان ينتظر مجموعة الألعاب الجديدة بقيادة ودي، وهي اللعبة المفضلة لدى آندي وصديقته الصدوق ذلك اليوم متخوفين من قدوم لعبة أخرى تسحب البساط من تحت أقدام ودي.

يقوم ودي والمجموعة بوضع خطة محكمة (متخرش المية) لمراقبة الوضع في الخارج، حيث إن أغلبية الهدايا التي يحصل عليها آني، تكون ألعاباً متنوعة ومختلفة، من ثم يأتي آندي ويضع علبة ضخمة على سريره، ويخرج من غرفته، تتجمهر مجموعة الألعاب بقيادة ودي، لاستكشاف ما بداخل العلبة، ثم يظهر باز يطير مستعرضاً أجنحته البلاستيكية، هذا ما جعل ودي يشعر بالغيرة.

ثم تكثر المغامرات والأحداث التي تجمعهما معاً، وتطول الأحداث التي لا نريد أن نتطرق إليها كيلا نبعد عن الموضوع الأهم، ثم ينتهي الجزء الأول من الفيلم بصداقة كل من باز يطير وودي، ومن بعد أن نال الجزء الأول إعجاب الكثير من الصغار، قامت ديزني بإصدار العديد من الأجزاء، آخرها الجزء الرابع، الذي أُذيع عبر التلفاز عام 2015م.

من ثم قامت ديزني بإنتاج فيلم اسمه لايت يير، في عام 2022م يتحدث الفيلم عن مغامرات رائد فضاء أمريكي يدعى يير، وهي شخصية مقتبسة من باز يطير، لكن ما تم عرضه لم يكن في الحسبان، حيث إن شخصية يير كانت شاذة جنسياً.

ذلك الأمر الذي جعل الفيلم عرضة للانتقاد، مما أدى إلى منعه من العرض على قنوات الكثير من الدول العربية؛ بسبب منافاته للأخلاق ومخالفته لنواميس الفطرة والطبيعة، ومخالفته لتعاليم الدين الإسلامي.

هذا ما جعل بعض الشباب بتنسيق حملات إعلامية، مناهضة ومتصدية للأفكار الحديثة والمنافية للآداب التي تربينا عليها، ومقاطعة تلك الأفلام ومنع أطفالنا من مشاهدتها، مثل الحملة الإعلامية "فطرة" والتي تذكرنا بفطرتنا التي خلقنا عليها.

 

وأخيراً عزيزي القارئ، أريد أن أطرح عليك بعض الأسئلة، هل يا ترى ستكون هذه هي نهاية والت ديزني؟ وما الهدف من إنتاج تلك الأفلام؟

ستجد أيضاً على منصة جوك تحليل رسوم الأطفال.. علم أم خرافة؟!

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة