كثير من الأفلام تبدو وكأنها صُنعت خصيصًا لإمتاع المشاهد بواسطة الأحداث الصاخبة التي تجذب انتباهه الكامل. ولكن، هل كان للأفلام تأثير فعلي على المجتمع المصري؟ بالطبع نعم، هيا بنا نذكر الأفلام التي أثرت في التغيير الاجتماعي بمصر.
تميل الأفلام إلى تقديم صورة ممتعة ومشوقة تجذب المشاهد وتشجعه على شراء التذكرة لضمان مكانه في قاعة السينما، لكنها أيضًا تحمل في طياتها قضايا اجتماعية مهمة تُطرح أحيانًا بأسلوب رمزي، وعندما يتعمق المشاهد في تحليل الأحداث، يمكنه التقاط تلك الرسائل واستيعاب المعاني الكامنة وراءها.
الأفلام التي أثرت في التغيير الاجتماعي بمصر
توجد كثير من الأفلام التي أثرت في التغير الاجتماعي التي استطاعت أن تؤثر في وعي أفراد المجتمع، لدرجة أنك ستلاحظ جيدًا الشخص الذي شاهد فيلمًا معينًا الذي لم يشاهده حتى وإن لم يصرح بذلك، فهي أفلام ذات تأثير كبير للغاية، وفي النقاط التالية نستعرض أهم تلك الأفلام:
فيلم الحرام 1965
يلفت الفيلم انتباهك إلى تلك الطبقة المهمشة في المجتمع، مسلطًا الضوء على الفلاحين مهضومي الحقوق في هذه البيئة الزراعية، إضافة إلى ذلك يلقي الضوء على المرأة وما تعانيه في ظل الفقر والحرمان الذي تعيشه داخل الأسرة.
فيلم زقاق المدق 1963
يعزز الفيلم فكرة تحسين الحياة داخل المناطق الشعبية المحرومة من كثير من العوامل الحياتية، ويضعها هذا الحرمان في براثن الفقر والاحتياج.
فيلم الكرنك 1975
يثير هذا الفيلم في الأساس قضية الاستبداد والظلم في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأنواع التعذيب في المعتقلات في ذلك الوقت، ولكنه في الوقت نفسه يظهر رغبة الشباب الجامعي في التعبير عن آرائهم السياسية بمنتهى الحرية، وبعيدًا عن أي قيود مفروضة عليهم من قبل السلطة.
فيلم شيء من الخوف 1969
وهو من الأفلام التي أثرت في التغيير الاجتماعي في مصر عندما تناول قضية الطغيان والاستبداد داخل الريف المصري.
فيلم الزوجة الثانية 1967
وهو من الأفلام الرائعة التي أظهرت قدرة أصحاب السلطة على السيطرة على الضعاف من الفلاحين، وكيف يمكنهم تطليق زوج من امرأته؛ لأنها تعجب العمدة، صاحب الرأي الأول والأخير في البلدة.
فيلم حين ميسرة 2007
تحركنا بآلة الزمن نحو الألفية الجديدة، وتحديدًا في بدايتها، مع الفيلم الذي كان من العلامات الفارقة في مسيرة المخرج خالد يوسف، وهو الفيلم الذي يناقش قضايا عدة، منها قضايا سياسية تتعلق بحظر التجول، والإشارة إلى حرب العراق ومن فُقدوا من المصريين ولم يُعرف لهم طريق.
ويصور الفيلم صورة الحارة والعشوائيات والبيوت الصفيح التي يقطنها هؤلاء البسطاء الذين نهش الفقر في ضلوعهم، وجعلهم مرتعًا لتجار المخدرات والجماعات الإرهابية دون أن يكون لهم أي رد فعل على هؤلاء أو أولئك لأن ليس لديهم حيلة حيال ذلك الأمر.
فيلم 678 عام 2010
أيضًا من الأفلام التي أثرت في التغيير الاجتماعي بمصر هو هذا الفيلم الذي يسلط الضوء على أهم قضية من قضايا المرأة، وهي القضية ذات الحساسية الخاصة التي تُناقش في أضيق الحدود بسبب خجل أصحابها من أن يُفشى سرهم باسمها، وهي قضية التحرش وأسبابه وطرق علاجه.
كيف تناقش السينما المصرية قضايا الطبقات الاجتماعية؟
بوجه عام، ينقسم المجتمع إلى طبقة دنيا أو مهمشة، وطبقة أرستقراطية تتحكم في مقدرات هذا المجتمع. ويوجد أيضًا الطبقة الوسطى التي تحدث التوازن في هذا المجتمع قبل أن ينهار. وفي النقاط التالية سوف تعرف كيف تناقش السينما المصرية قضايا الطبقات الاجتماعية:
- أشار فيلم "ثرثرة فوق النيل" إلى الفجوة بين الطبقات، حينما ترى الفتاة الصغيرة "ميرفت أمين" وهي تتفاعل مع الشاب الغني "أحمد رمزي". وهذه مجرد حالة واحدة في الفيلم، فقد تعرض الفيلم لأكثر من حالة لإبراز الفارق بين الطبقات في المستوى المادي والثقافي والاجتماعي.
- تشير الأفلام إلى مشكلة الفقراء والطبقة المهمشة في المجتمع، مثل هؤلاء الساكنين في مساكن مصنوعة من الصفيح، ويعيشون حياة البؤس، إذ لا تكفي لقمة العيش أفراد المنزل. وترى ذلك في فيلم "حين ميسرة" وأيضًا في فيلم "خيانة مشروعة" وغيرهما.
- تضع الأفلام إصبعها على هؤلاء الطامحين من أجل الانتقال من طبقة إلى طبقة أعلى للهروب من براثن الفقر والمشكلات التي تعانيها الطبقات الدنيا في المجتمع، كما هو الحال في فيلم "بين القصرين".
وفي النهاية، تناقش السينما المصرية قضايا الطبقات الاجتماعية، ومنها قدرة الطبقات العليا على دهس الطبقات الفقيرة المعدمة، كما هو الحال في فيلم "الزوجة الثانية".
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.