جوَّك | أفكار لتنويع مصادر دخل الأسرة

في صراعنا المستمر لتوفير دخل للأسرة نقع في مجموعة أخطاء، مثل عدم إعداد ميزانية للأسرة.

فالزوجان لا يعرفان ولا يحددان مثلًا متوسط الدخل، ولا يعرفان ولا يحددان أهم بنود الصرف، ومواسم الاحتياج داخل الأسرة، ثم والأخطر من ذلك الإفراط في الإنفاق على الكماليات. فليس الأكل والشرب والسكن والتعليم مثلًا كالكماليات مثل الرحلات الترفيهية والتسوق المفرط والوجبات الجاهزة.

يضاف لذلك الإفراط في الديون، وعدم تخصيص مبلغ للطوارئ، فلا تنجح أسرة دون ادخار جزء من دخلها للحاجة والظروف الطارئة أو المرض.

وكذلك من هذه الأخطاء عدم التكيف مع الظروف المالية المتغيرة، كارتفاع الأسعار ونحوها.

ومن الأخطاء كذلك عدم الاهتمام بالفواتير الشهرية للخدمات وحسابها، وعمل كنترول عليها.

ومنها إهمال فرص التوفير والاستثمار للأسرة بعمل مشروع يؤمِّن دخلًا إضافيًّا، ومنها الإفراط في شراء الطعام أو الاعتماد على المطاعم على نحو كبير، وعدم توعية أفراد الأسرة حول الدخل والمصروفات وضرورة الترشيد من كل الأعضاء.

ولعل التفصيل في أخطاء الأسرة في ميزانيتها ومصروفاتها يكون أفضل مدخل للإجابة عن سؤال مهم:

كيف للأسر أن تزيد دخلها؟ وكيف يكون للأسرة مصادر دخل متنوعة؟ وكيف نفكر في ذلك؟

وللإجابة عن ذلك أتذكر أن جارنا كان موظفًا حكوميًا مرموقًا، ومع ذلك كانت زوجته تفصِّل الملابس وتساعد الجيران في تصليح ملابسهم وقت الحاجة بمقابل بسيط وأجرة معقولة، جعلت الجميع يكونون زبائن عندها، ليكون بذلك لديها مشروع يجعل الأسرة من الأغنياء وليس فقط من متوسطي الدخل.

ويمكن لكثير من الأسر فعل ذلك أو حتى تقديم الاستشارات الشخصية في هذا المجال، الملابس والديكور وتنسيق المناسبات والأفراح والتفصيلات المناسبة في مجال الأزياء وديكورات المناسبات، ويكون الكمبيوتر مساعدًا جيدًا في ذلك.

يضاف لذلك مثلًا استحداث دخل ممكن من إيرادات التأجير في حال كان لدى الأسرة مكان للتأجير كالمحلات ومواقف للسيارات ومكان للمناسبات أو سكن صغير كغرفة من البيت يمكن تأجيرها، وغير ذلك.

ويمكن إضافة عمل بسيط هو تأجير الملابس كالفساتين الرسمية والبدلات، بدلًا من البيع المباشر أو حتى تصل للبيع مستقبلًا.

ويمكن أيضًا عمل إعلانات ودعايات للشركات الأخرى إذا كان للأسرة موقع أو صفحة تقدم فيها خدمات أو منتجات للجمهور، وكذلك العروض الترويجية.

أما المصدر الذي لا يمكن تركه أو نسيانه فهو البيع عبر الإنترنت، كالتجارة الإلكترونية بإنشاء متجر إلكتروني يقدم خدمة البيع عبر الإنترنت، ويمكن أن تزيد المبيعات وتصل لأسواق أكبر.

ومن الإضافات المهمة إنتاج ملابس للأطفال أو ملابس رياضية بشراء قماش وخياطته وبيعه في المحيط الأقرب للأسرة، وذلك لا يكلف كثيرًا، لكنه يضيف هوامش ربح للأسرة بجهد بسيط.

وكذلك تقديم الدروس الخاصة أو ما يسمى بالسنتر أو ورشات العمل التعليمية.

كذلك إن أنتجت الأسرة أزياءً فهذا يؤهلها مستقبلًا للتدريب في المجال نفسه بتقديم ورشات عمل في مجال الأزياء، كذلك يمكن لأفراد الأسرة القادرين أن يعملوا في مجال التسويق بالعمولة، ويمكن للكبار منهم الاستثمار في العقارات مثل شراء وتأجير العقارات، واليوم كما قلت كثير من الأسر لديهم متجر إلكتروني.

ويبقى مجال العمل الحر عبر الإنترنت مثل فري لانس وهو كثير جدًا حيث يستفيد كل فرد من قدراته وخبراته وميوله ورغباته ومهاراته ومواهبه، فيمكن تقديم خدمات الكتابة والتصميم الجرافيكي والبرمجة عبر منصات العمل الحر مثل Upwork أو Freelancer.

إن مجرد التفكير في موضوع زيادة دخل الأسرة وحده خطوة إيجابية، وإن من أهم محاور زيادة الدخل هو الإقلال من المصروفات وضبط الإنفاق وترشيد الاستهلاك، ولهذا وقت آخر وربما مقالات أخرى. إنني هنا فقط أعرض بعض الخيارات التي تتيح للأسرة تنويع مصادر دخلها، وتساعدهم في تحسين وضعهم المالي والاجتماعي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.