يحتل فيلم سواق الأتوبيس المركز الثامن في قائمة أفضل 100 فيلم مصري في تاريخ السينما المصرية، وقد عرض الفيلم في عام 1982، ويصنف الفيلم ضمن فئة الدراما الاجتماعية.
سنتعرف في هذا المقال على أبرز المعلومات عن فيلم سواق الأتوبيس.
اقرأ أيضًا: شاهدت لك.. تيمور وشفيقة
قصة فيلم سواق الأتوبيس
حجزت الضرائب على ورشة "المعلم سلطان" الذي يؤدي دوره الفنان (عماد حمدي)، وذلك بمكيدة من "عوني" الذي يؤدي دوره الفنان (حسن حسني)، ويصبح المعلم "سلطان" مطالبًا بدفع مبلغ عشرين ألف جنيه، وهو لا يملك هذا المبلغ؛ لأنه يمثل الطبقة الفقيرة، وليس مثل "عوني" الذي يمثل طبقة المنتفعين من سياسة الانفتاح الاقتصادي التي طبقها الرئيس السادات.
يقع البطل في مأزق ما بين أطماع "عوني" وبين أطماع "أبو عميرة" الذي يريد الزواج من أخته الصغيرة مقابل دفع المبلغ للضرائب.
نور الشريف لم يكن بطل الفيلم
كان بطل فيلم سواق الأتوبيس في البداية الذي وقع اختيار المخرج عاطف الطيب عليه هو الفنان الكبير عادل إمام، ولكن النجم عادل إمام رفض هذا الدور؛ بسبب سلبية سائق الأتوبيس خوفًا أن يفقده هذا جزءًا من شعبيته الكبيرة وسط الجمهور، فأسندت البطولة إلى الفنان نور الشريف.
اقرأ أيضًا: فيلم "أوبنهايمر".. تعرف على أهم أحداثه
تغيير اسم الفيلم
لم يكن اسم فيلم سواق الأتوبيس هكذا من البداية، فقد كان اسمه (حطم قيودي)، ثم بعد ذلك تغير الاسم إلى (سواق الأتوبيس)، وقد اقترح هذا الاسم الفنانة نبيلة السيد في أثناء البروفات.
نور الشريف وجائزة أحسن ممثل
حصل الفنان نور الشريف على جائزة أفضل ممثل، وذلك من مهرجان نيودلهي السينمائي الذي كان أحد أعضاء لجان التحكيم به رائد الواقعية في السينما الهندية المخرج ساتياجيت.
قصة فيلم سواق الأتوبيس واقعية
يقول السيناريست بشير الديك إن أحداث هذه القصة كانت واقعية، وحدثت فعلًا داخل مدينته في دمياط، حيث كان هناك ورشة يملكها المعلم "سلطان أبو العلا"، وفعلًا حُجِزت على الورشة وعُرِضت للبيع في مزاد علني، ولكن أنقذ الأمر في النهاية، وقد استوحى بشير الديك قصة الفيلم من هذه الأحداث الواقعية التي حدثت معه ومن عالمه الخاص.
اقرأ أيضًا: 10 من أجمل أفلام الأكشن.. تعرف الآن
سواق الأتوبيس يخرج عماد حمدي من عزلته
ما لا يعلمه كثيرون أن الفنان عماد حمدي كان له شقيق توأم يشبهه لدرجة التماثل يسمى "عبد الرحمن"، وقد توفي عبد الرحمن؛ ما أدى إلى إصابة الفنان عماد حمدي بالاكتئاب والحزن الشديد، وقد أثر هذا كثيرًا على حالته النفسية، وأراد المخرج عاطف الطيب أن يخرجه من هذا الوضع السيئ، وعرض عليه المشاركة في فيلم سواق الأتوبيس، ولكن عماد حمدي رفض بسبب حالته الصحية الحرجة، لدرجة رفض الأطباء إجراء أي جراحة له؛ حتى لا تزيد آلامه الصحية.
فقرر المخرج عاطف الطيب والمصور سعيد الشيمي أن يؤدي الفنان عماد حمدي جميع مشاهد الفيلم وهو جالس على كرسي، وأخبروه أنه في أي وقت يشعر فيه بالتعب يوقف التصوير فورًا.
نور الشريف يغضب لعماد حمدي
في أثناء تصوير فيلم سواق الأتوبيس احتد أحد مساعدي المخرج في الفيلم على الفنان عماد حمدي؛ بسبب إعادة أحد المشاهد؛ ما أثار غضب الفنان نور الشريف بشدة، وطلبه أن يخرج هذا المساعد من البلاتوه بعد إعطائه أجره ولا يستكمل معهم الفيلم، وقال: "يا أنا يا المساعد في البلاتوه"، وفعلًا استجيب لطلب نور الشريف.
آخر مشاهد الفنان عماد حمدي
حمل آخر مشاهد الفنان عماد حمدي في فيلم سواق الأتوبيس كثيرًا من الحزن والأسى لعدد من الأسباب، أحدها مرتبط بأحداث الفيلم والحوار بين الأب الذي فقد الشغف والأمل في استرداد ورشته، وابنه الذي يصر على ذلك.
وأيضًا حمل الفيلم رمزية كبيرة على الأحداث في مصر والحفاظ عليها من أي معتدٍ، والحزن الأكبر أن هذا المشهد هو آخر إطلالة للفنان عماد حمدي على شاشة السينما والمشهد هو:
- آبا أيه اللى مقعدك هنا؟
- أنا مليش مطرح غير ده يا حسن
- أنا عارف يا ابا.. بس إنت تعبان
- قفلتها ليه؟ دى عمرها ما اتقفلت
- حسيت إنها لحمى لازم ألمه وأداريه من عيون الناس، لكن ما تشيلش هم هتشتغل تانى وترجع زى الأول وأحسن
- مع صاحب النصيب بقى
- لا.. معاك إنت.. إنت اللى هتقف فيها وتشغلها
- أنا خلاص يا حسن
- ما تقولش الكلام ده.. إنت لو وقفت فيها يوم واحد هترجع لصحتك
- أنا هبيع الورشة وكفاية كدة
- لأ.. مستحيل الورشة تتباع
- أحسن ما أبيع أختك
فيلم سواق الأتوبيس وقائمة أفضل مائة فيلم بالسينما العربية
يحتل فيلم سواق الأتوبيس لعاطف الطيب المركز الثالث والثلاثين ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما العربية، وذلك في الاستفتاء الذي أجراه مهرجان دبي السينمائي الدولي في عام 2013.
نور الشريف يصطدم ببشير الديك وعاطف الطيب
كان لنور الشريف رأي قاله في فيلم سواق الأتوبيس، وهو أن الفيلم به أخطاء في السيناريو، وهذا تسبب في عدم تحقيق نجاح جماهيري كبير في الفيلم، وهذا الأمر أغضب عاطف الطيب وبشير الديك، وحدثت قطيعة بينهما مدة عامين إلى أن تصالحا وجمعهما فيلم الزمار.
عاطف الطيب من النقد للنجاح
كان أول أفلام المخرج عاطف الطيب هو فيلم (الغيرة القاتلة) الذي لاقى انتقادًا كبيرًا ولا سيما من الناقد سمير فريد الذي قال إن عاطف الطيب لا يصلح أن يكون مخرجًا، وعليه أن يتعلم ويدرس الإخراج أولًا، ثم يخرج بعد ذلك.
وأحزن هذا الأمر عاطف الطيب كثيرًا لدرجة جعلته يبكي، ولكن بعد أن قدم عاطف الطيب فيلم سواق الأتوبيس؛ اعتذر سمير فريد عن رأيه في عاطف الطيب، وأشاد به إشادة كبيره جدًّا؛ ما أسعد عاطف الطيب.
الرمزية في فيلم سواق الأتوبيس
يواجه الفنان نور الشريف سواق الأتوبيس في الفيلم حربًا بعد حرب، فهو يخوض حربًا اجتماعية أسرية، وذلك بعد انتصاره في حرب أكتوبر المجيدة بعد هزيمة كبيرة في نكسة 67، ليجد نفسه يخوض حربًا من نوع مختلف.
هذه الحرب فرضها عليه نظام الانفتاح الذي أطلقه الرئيس الرئيس محمد أنور السادات، وعلى الرغم من سلبية نور الشريف في بداية الفيلم التي تعد نوعًا من أنواع الهزيمة؛ فإنه استطاع أن ينتصر لنفسه في النهاية حينما أمسك باللص، وإن كان هذا المشهد مبالغًا فيه، لكنه يعبر بالصدق عن الحالة التي يريد إيصالها البطل، وهي ضرورة التصدي لكل اللصوص الذين سرقوا الانتصار.
سواق الأتوبيس يشجع المنتجين
شجع فيلم سواق الأتوبيس المنتجين بعد نجاحه على إنتاج أفلام تعبر عن الواقع الذي يعيشه الناس، وفعلًا بدأ انتشار هذه الأفلام كثيرًا بعد فيلم سواق الأتوبيس لعاطف الطيب.
الجوائز التي حصل عليها فيلم سواق الأتوبيس
حصل فيلم سواق الأتوبيس على عدد من الجوائز، منها:
- جائزة التمثيل الذهبية للفنان نور الشريف من مهرجان نيودلهي السينمائي الدولي
- حصل المخرج عاطف الطيب على جائزة العمل الأول من مهرجان قرطاج
- حصل المخرج عاطف الطيب على جائزة السيف الفضي من مهرجان دمشق
- حصل الفيلم على معظم جوائز مهرجان جمعية الفيلم السنوي العاشر، فقد حصل على ثماني جوائز
أبطال فيلم سواق الأتوبيس
شارك في فيلم سواق الأتوبيس عدد من النجوم، ومنهم (نور الشريف – ميرفت أمين – عماد حمدي – حمدي الوزير - عبده الوزير – حسن حسني - زهرة العلا – إبراهيم قدري – وحيد سيف – عبد الله محمود – صفاء السبع – علي الغندور- عزيزة حلمي).
صناع فيلم سواق الأتوبيس
امتلأ فيلم سواق الأتوبيس بالنجوم خلف الكاميرات، كما امتلأ بالنجوم أمام الكاميرا، وكان في المقدمة بداية الكاتب بشير الديك محمد خان الذي كتب القصة والسيناريو والحوار للعمل، وأدى مهمة التصوير سعيد الشيمي، والمونتاج نادية شكري، والفيلم من إخراج عاطف الطيب، وعمل الألحان والموسيقى التصويرية الموسيقار كمال بكير، والفيلم من إنتاج: هاديراما للإنتاج والتوزيع والإعلام.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.