أفضل مائة فيلم في السينما المصرية (39).. الكرنك

يحتل فيلم الكرنك المركز التاسع والثلاثين في قائمة أفضل 100 فيلم مصري في تاريخ السينما المصرية، وقد عُرِض الفيلم في عام 1975، ويُصنَّف على أنه فيلم سياسي اجتماعي.

قصة فيلم الكرنك

يتحدث فيلم الكرنك عن مجموعة من الشباب كانوا يجلسون في مقهى الكرنك، وكان لهم مجموعة من الرؤى السياسية التي كان بعضها نقدًا للثورة، وكان من هؤلاء الشباب زينب وإسماعيل اللذان تربطهما علاقة حب، تقبض السلطات عليهما وتدخلهما المعتقل، وتطلب منهما الاعتراف بجريمة لم يرتكباها.

يتحدث الفيلم عن مجموعة من الشباب الذين يُلقى القبض عليهم من مقهى الكرنك

يُعبِّر الفيلم عن حالة الظلم والقهر والاستبداد السياسي في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وينتهي بقيام ثورة التصحيح في عهد الرئيس أنور السادات والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين.

أبطال فيلم الكرنك

امتلأ فيلم الكرنك بالنجوم، فأدى بطولته:

الفنانة سعاد حسني في دور زينب في أحد مشاهد فيلم

  • الفنانة سعاد حسني في دور زينب.
  • الفنان كمال الشناوي في دور خالد صفوان.
  • الفنان فريد شوقي في دور دياب أبو زينب.
  • الفنان نور الشريف في دور إسماعيل الشيخ.
  • الفنان صلاح ذو الفقار في دور شكري عضو مجلس الأمة.
  • الفنانة تحية كاريوكا في دور أم زينب.
  • الفنان عماد حمدي في دور الكاتب.
  • الفنان محمد صبحي في دور حلمي.
  • الفنانة شويكار في دور القرنفلة.
  • الفنان حسن حسني في دور الجرسون.
  • الفنان يونس شلبي في دور محسن.
  • الفنانة نعيمة الصغير في دور أم إسماعيل.

نور الشريف في دور إسماعيل الشيخ في مشهد من فيلم

وأدى أدوار المعتقلين كل من أحمد بدير، وعبد العزيز مخيون، وعلي الغندور، وأحمد عبد الوارث، كما ضم الفيلم كوكبة من النجوم مثل عدلي كاسب، وأحمد نبيل، ومحمد شوقي، وعلي الشريف، وفايز حلاوة، وأسامة عباس، وفاروق يوسف، ومحمد توفيق، ومصطفى متولي.

صُنَّاع الفيلم

أخرج فيلم الكرنك المخرج علي بدرخان، والقصة للكاتب الكبير نجيب محفوظ، وكتب السيناريو والحوار ممدوح الليثي، ومن التصوير محسن نصر، والموسيقى كانت لجمال سلامة، والفيلم من إنتاج أفلام جمال الليثي.

فكرة الفيلم

فيلم الكرنك من تأليف الكاتب الكبير نجيب محفوظ، الذي قال في كتابه أصداء السيرة الذاتية عن كيفية ولادة الفيلم:

"إن فكرتها وردت إلى ذهني وأنا أستمع إلى أصدقاء مقهى ريش وهم يقصّون عليّ ما لاقوه من صنوف التعذيب في أثناء مدّة اعتقالهم. فقلت لنفسي: لماذا لا أسجل هذه الأحداث في عمل روائي لألفت الأنظار إلى هذه القضية؟ واختمرت الفكرة في رأسي بعد أن قابلت اللواء حمزة بسيوني الذي كان مديرًا للسجن الحربي، وجلست أتأمل في ملامحه التي لا تظهر عليها علامات الخشونة والجفاء بما يتفق مع ما كان مشهورًا عنه من غلظة في التعامل، وكان وقتها قد خرج من الخدمة".

نور الشريف لم يكن المرشح الأول

في البداية، كان المرشح الأول لأداء دور إسماعيل في فيلم الكرنك هو الفنان أحمد زكي الذي كان لا يزال في بدايته الفنية، لكنه تم الاعتذار له وإسناد الدور إلى الفنان الكبير نور الشريف، إذ شعر القائمون على العمل بصعوبة أن تحب الفنانة سعاد حسني شابًا أسود البشرة شعره أجعد.

كان الفنان أحمد زكي المرشح الأول لدور إسماعيل في الفيلم ولكنه استُبعد

وأصاب هذا الأمر أحمد زكي بإحباط شديد، لكنه كان دافعًا قويًّا له ليثبت بعد ذلك أنه نجم كبير وقادر على أداء أي دور، ويُذكر أن أحمد زكي كان قد حفظ الدور كاملًا قبل استبعاده.

أحمد مظهر يرفض المشاركة

رفض الفنان أحمد مظهر المشاركة في فيلم الكرنك، إذ كان مرشحًا لتقديم شخصية الضابط خالد صفوان، وهو الدور الذي أداه لاحقًا الفنان كمال الشناوي، وكان سبب الرفض هو حبه الشديد لصديقه جمال عبد الناصر، إذ عدَّ هذا الدور بمنزلة خيانة له، وقال في أحد التصريحات: "مقدرش أعمل فيلم يكون فيه إساءة لزميل دفعتي"، في إشارة إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

رفض أحمد مظهر أداء دور الضابط خالد صفوان في الفيلم فأُسند إلى كمال الشناوي

فيلم الكرنك وثورة التصحيح

نهاية فيلم الكرنك كانت إلى حد ما نهاية مرضية للسياسيين، إذ انتهى بثورة التصحيح التي جاءت في بداية عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات التي أصدر فيها قرارًا بالإفراج عن كل المعتقلين السياسيين، لكننا في النهاية نرى أن الضابط الذي لفَّق التهم وعذَّب المعتقلين دخل هو نفسه المعتقل.

اعتقال علي بدرخان

من الأمور الغريبة جدًّا أن المخرج علي بدرخان، بعد ما قرر إخراج الفيلم ودون علم أحد، اعتقل مدة أسبوعين. وكان سعيدًا بهذا الاعتقال؛ إذ تعرَّف داخل المعتقل على طبيعة المعتقلين وتفكيرهم، ما ساعده على تجسيدهم على الشاشة.

طريقة اختيار علي بدرخان للفيلم

يحكي المخرج علي بدرخان عن حكايته في إخراج فيلم الكرنك ويقول: "قرأت يومًا الأهرام، فوجدت أن هناك قصة لنجيب محفوظ اسمها الكرنك. فهاتفته تليفونيًا وطلبت شراء القصة، لكنه فاجأني وقال إن ممدوح الليثي اشترى حقوقها قبل ربع ساعة. فطلبت ممدوح الليثي وطلبت منه إخراج القصة في فيلم، فوافق. لكني تعرضت للاعتقال مدة أسبوعين، فكانت فرصة لدراسة المعتقل وتجسيده على الشاشة في فيلم الكرنك الذي استغرق تصويره 6 أسابيع".

الجمهور والنقاد يخمنون

خمن الجمهور والنقاد أن الكاتب الكبير نجيب محفوظ يقصد بشخصية خالد صفوان في فيلم الكرنك مدير المخابرات المصرية صلاح نصر الذي كان في حكم عبد الناصر الذي مات في السجن.

صلاح نصر مدير المخابرات المصرية في عهد عبد الناصر الذي مات في السجن

يوسف السباعي يمنع عرض الفيلم

قرر وزير الإعلام والثقافة يوسف السباعي منع عرض فيلم الكرنك، وطالب بحذف شخصية حلمي التي أدى دورها الفنان محمد صبحي، وهو الطالب اليساري المثقف، ولكن كان من الصعب حذف هذه الشخصية؛ لأنها كانت شخصية محورية داخل أحداث الفيلم.

المنتج يستنجد بالرئيس محمد أنور السادات

استنجد منتج الفيلم ممدوح الليثي بالرئيس محمد أنور السادات وطلب مقابلته شخصيًّا، ووافق الرئيس محمد أنور السادات على عرض الفيلم، وعدَّ بعض النقاد أن الفيلم هو دعاية للرئيس محمد أنور السادات الذي بدأ فترة حكمه بثورة تصحيح، وكان شرط الرئيس محمد أنور السادات لعرض الفيلم هو مشهد النهاية الذي يتم فيه الإفراج عن السجناء السياسيين بأمر منه.

عمرو الليثي يحكي

حكى عمرو الليثي، نجل المنتج الكبير ممدوح الليثي، عما تعرض له والده بسبب هذا الأمر، فقال: "رفضت القضية ولم يُصرح بمواصلة عرض الفيلم إلا بعد موافقة الرئيس السادات الذي أرسل رسالة إلى وزارة الثقافة يقول فيها: وافق السيد الرئيس محمد أنور السادات على التصريح بعرض فيلم الكرنك كاملًا ودون حذف بدار سينما ريفولي بعد انتهاء الفيلم المعروض بها حاليًا، وعلى السيد وزير الثقافة والإعلام العمل على تنفيذ ذلك".

بعد منعه، وافق الرئيس السادات على التصريح بعرض فيلم الكرنك كاملًا دون حذف

وكان رد ممدوح الليثي عند عرض الفيلم تجاريًا تبرعه بإيرادات فيلم الكرنك عن شهر مايو لمصلحة القوات المسلحة، ورد عليه السادات برسالة شكر طالبًا مزيدًا من إنتاج الأفلام الهادفة المعبرة عن مبادئ ثورة التصحيح.

ويقول عمرو الليثي: "من تسبب في منع الفيلم يُكرمه، فمن المفارقات الغريبة جدًا أن الوزير يوسف السباعي سلَّم بنفسه المنتج ممدوح الليثي الجائزة الأولى في الإنتاج وكذلك في السيناريو والحوار عن فيلم الكرنك. وذلك في عام 1977 في المسابقة التي نظمتها وزارة الثقافة، حيث حصل الفيلم على أحسن منتج وأحسن سيناريو وأحسن حوار".

يسرا في كواليس فيلم الكرنك

قالت الفنانة يسرا إنها حضرت مونتاج فيلم الكرنك حتى تتعلم معنى الراكور، وذلك من أجل إثبات نفسها والوصول إلى النجومية التي كانت تطمح لها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة