أفضل وسيلة لعقاب الطفل وطاعة الأبوين

يريد كل أب وأم أن يكونا أفضل نسخة منهما من أجل تربية أطفال أسوياء في جميع الجوانب سواء أكان الجانب النفسي أم الجانب الإدراكي كذلك، لكن هذا الأمر بالطبع يتطلب من كلا الأبوين التثقيف المستمر، والقراءة دائمًا في أساليب التربية ووسائلها التي تيُسر لهما هذا السبيل، وترشدهما إلى الطريق الصحيح؛ لتحقيق هذا الهدف السامي.

إذا كنتما أبوين جديدي العهد بهذه المسؤولية، ولا تعرفان تحديدًا ما الذي يجب عليكما فعله فيما يخص تربية طفلكما تربية صحيحة، فهذا المقال من شأنه مساعدتكما على تحقيق ما تريدانه، وسنتحدث اليوم عن أساليب عقاب طفلك على نحو صحيح لا يؤثر سلبًا فيه، وكذلك كيف تجعله يسمع ما تقوله دون استخدام العنف أو الضرب.

كيف أجعل أطفالي يسمعون الكلام دون ضرب؟

يجد كثير من الآباء صعوبة بالغة في جعل أطفالهم يسمعون كلامهم، ويفعلون ما يطلبونه منهم دون جدال؛ لأن الإنسان بطبعه لا يحب أن يجبر على القيام بفعل معين، وعندما يوجه الآباء الأوامر إلى أطفالهم يكون هذا شعور الطفل.

وذلك أيضًا إلى جانب أن الوالدين قد يعلو صوتهما في أثناء الطلب من أبنائهم فعل بعض الأشياء البسيطة، ما يجعل الطفل يشعر بضغط، وأنه مجبر على فعل هذا الأمر دون رغبةً منه في ذلك.

الرفق والمشاركة في الطلب

في هذه الحالة يكون الحل أن نتحدث مع الطفل بالرفق واللين، وكل طلب أو شيء نرغب أن يقوم به أطفالنا من الممكن أن نساعدهم في فعله في بداية الأمر، ونجعل ذلك يبدو كشيء مسلٍّ، وكذلك سيتعلم بهذا الأمر أهمية روح المشاركة، وأن المهام تكون ألطف وأخف كثيرًا عندما نتشارك معًا في تنفيذها، فمن المهم جدًّا أن نتحدث بلين وهدوء في أثناء طلب أي شيء من طفلك.

الرفق عند الطلب

تعدد الخيارات

من أفضل السبل المُتبعة أيضًا بشأن هذا الأمر أن نجعل الطفل يختار بين أمرين، ويكون الاثنان مطلوبين منه أو فيهما فائدة، لأنه عندما يختار واحدًا منهما سيشعر أنه اختاره بالكامل، ولم يجبره أحد عليه، وكذلك يكون الأمران مطلوبين منه فعلهما في كل الأحوال، فهذه الوسيلة دائمًا ناجحة، ولها عظيم الأثر في تحقيق رغبات الأبوين، وفعل ما يرغبانه من طفلهما دون الحاجة إلى الضرب أو الصوت العالي والعصبية.

تجنب الصوت العالي والصراخ

من المهم جدًّا عدم الصراخ في طفلك عندما تطلب منه أي أمر؛ لأن ذلك يؤثر سلبًا في جهازه العصبي، ما يعمل على خلق اضطرابات نفسية له بمرور الوقت.

أعلم أنه في كثير من الأوقات قد يفقد أحد الأبوين أو كلاهما أعصابه بسبب بعض الضغوطات النفسية عليه في أثناء يومه، أو بسبب تصرفات طفله أو عِناده في بعض الأوقات، لكن من المهم أن يدرك الوالدان أنهما مُربيان، وكل فعل له تأثير كبير جدًّا مستقبلًا في شخصية طفلهما.

التشجيع

يُعد التشجيع من أهم الأساليب الفعالة التي يمكن أن يتبعها الأبوان؛ لحث طفلهما على فعل كل الأمور الحسنة التي يرغبان فيها، فمثلًا عندما يرتب الطفل غرفته؛ فيجب على الأم والأب أن يشيدا بمجهود طفلهما، وكم أنه أنجز أمرًا مهمًا جدًّا، وأسعد أبويه بفعل ذلك، فعندها تزداد ثقة الطفل بنفسه؛ لذا يرغب في تكرار هذا الأمر مرة أخرى؛ بل يزيد عليه أيضًا حتى يرى نظرات الفخر دائمًا في أعين والديه.

لا تستخدم النهي في الطلب

الأفضل والأنسب لطفلك أن توجهه توجيهًا لطيفًا، فيه حميمية بشرح له ما يجب عليه فعله، وكما قلنا في البداية مساعدته في تحقيق ذلك، لكن لا تخبره بألا يفعل أمرًا محددًا بصيغة النهي، فالطفل أو الإنسان عامةً بطبعه لا يستجيب بهذا الأسلوب أبدًا؛ لأنه يشعر أنه مجبر أن يفعل شيئًا ضد رغبته إذا كان الأمر هكذا.

كيف أعاقب الطفل بأسلوب صحيح؟

قبل البدء بمعاقبة طفلك، أهم شيء عليك أن تستوعبه، وتكون حريصًا جدًّا عليه؛ أن تستنكر الفعل الخطأ الذي يمارسه طفلك، وتجعله يفهم فهمًا واضحًا أنك تبغض الفعل نفسه، وليس الطفل أو شخصيته، فتكون مدركًا أن في أثناء العقاب يجب عليك ألا تقلل من حبك لطفلك، أو تقديم الدعم له، أو تغيير أسلوب تعاملك معه عامة في كل نواحي الحياة اليومية بخلاف استنكار الفعل الخطأ الذي ترغب بمعاقبته عليه.

استنكر خطأ طفلك

هذا الأمر مهم جدًّا؛ لأنه هو الأساس في بناء شخصية الطفل؛ لأنّه إذا شعر بأنه غير مرغوب فيه أو يفعل أشياء خاطئة تجعله غير محبوب وغير مُرحب به فسيكون له أثر سيئ جدًّا في هدم ثقته بنفسه، ويجب أن نعي دائمًا بصفتنا آباء أننا مربون وهذا دورنا في المقام الأول، وكذلك نمثل بوابة معرفة الطفل الأساسية، فكل فعل صحيح أو خطأ نحن من يدلهم عليه؛ لذلك فأي فعل خطأ يقومون به فهم لا يكونون مدركين أنه فعل غير صحيح.

من المهم جدًّا أيضًا أن نستخدم مع الطفل طوال الوقت أسلوب الترغيب والترحيب، وإعطاءه الأمثلة التوضيحية إذا فعل فعلًا صحيحًا ماذا سيترتب على فعله، وكذلك إذا فعل خطأ ما الشيء الذي سينتج عن هذا الفعل أيضًا، حتى عندما يعاقب يكون على علم ودراية أنه أخطأ، وأنه لم يكن يجب عليه فعل هذا الفعل من الأساس.

ما يجب مراعاته في أثناء العقاب

لا يكون عقاب الطفل هكذا دون ضوابط أو محاذير معينة، حتى لا تتسبب بالإضرار النفسي للطفل قبل البدني، ومن هذه المحاذير:

مراعاة الفروق الفردية

أيًا كان الأسلوب الذي ستتبعه في معاقبة أطفالك فيجب عليك أن تراعي الفروق الفردية بين طفل وآخر، فقد يوجد طفل يمكن أن تعاقبه بالحرمان من شيء يحبه، أو حرمانه من ممارسة لعبة أو نشاط معتاد عليه يوميًا، وقد يوجد طفل آخر يمكن أن تكتفي بعقابه فقط بالتوجيه والنصيحة وأن يشعر أنك حزين؛ لأنه فعل أمرًا منهيًا عنه أو فعل شيئًا خطأً، كذلك يوجد بعض الأطفال يكون أسلوب العقاب الفعال لشخصيتهم أن تمتنع عن الكلام معهم مدة من الوقت، أو حرمانهم من المصروف، أو الخروج مدة من الوقت.

عاقب طفلك بما يتناسب مع شخصيته

واختيار نوع العقاب المناسب يعتمد في الأساس على الأبوين وعلى مدى معرفتهم بشخصيات أبنائهم، واختلاف كل شخصية عن الأخرى، وكذلك يجب أن يكون العقاب عامة متناسبًا مع حجم الفعل، فلا يجب أن يكون العقاب مبالغًا فيه، ويعاقب الطفل مدة أسبوع على سبيل المثال؛ لأنه أخطأ خطأً بسيطًا أو كسر شيئًا في المنزل، فهذا ليس منطقيًا.

العقاب بالحرمان

من أنواع العقاب الفعالة للأطفال بعيدًا عن الضرب؛ العقاب بالحرمان، بأن يُحرم من المصروف، أو حرمانه من ممارسة لعبة أو نشاط معين معتاد عليه، لكن مدة من الوقت، وعلى مراحل متباعدة أيضًا حتى لا يعتاد هذا الأمر، ويجب في أثناء عقاب الطفل أن يكون واعيًا على نحو كامل سبب العقاب بالضبط، فيجب أن نتحاور معه بأسلوب واضح وبسيط، وشرح الفعل الخطأ الذي فعله، ولا بد من عقابه؛ لأنه فعل ذلك.

مثال: إذا طُلب من الطفل أن يجمع ألعابه جميعها ويضعها في مكانها المخصص لها بعد انتهائه من اللعب، ولم يفعل ذلك، فإن العقاب المناسب في هذه الحالة أن يحرم من اللعب بهذه الألعاب اليوم الذي يليه نتيجة خطئه وعدم فعله ما طلب منه، لكن في الوقت نفسه يجب البحث عن نشاط آخر غير ترفيهي كي يظل مشغولًا طوال اليوم بفعل شيء يُخرج فيه طاقته.

العقاب بتحمل نتائج الخطأ

هذه الوسيلة أراها شخصيًا من أفضل وسائل عقاب الأطفال؛ لأنها تعلمهم في المقام الأول تحمل مسؤولية أفعالهم كاملةً، وهذا بالتأكيد يساعد على بناء شخصيتهم وتحملهم المسؤولية على نحو فعال جدًّا، ما يجعلهم أشخاصًا ذوي همم عالية في حل المشكلات، وكذلك ينمي لديهم البحث عن حلول لأي مشكلة، فيتخذون دور الفاعل المسؤول بدلًا من دور الضحية أو دور الشخص غير المتحكم فيما يدور حوله عمومًا.

مثال: عندما يخرب الطفل مثلًا أو يكسر ألعابه، فيكون تحمل نتيجة هذا الخطأ عدم شراء ألعاب جديدة له، فيكون الحل في هذه الحالة أن يبحث الطفل عن أداة يمكنه بها إصلاح هذه اللعبة التي كسرها، وإلا لن يستطيع اللعب بها مرة أخرى، ولن يُشترى بديلًا لها، ويجب أن يتحمل نتيجة خطئه هذا.

في النهاية يجب أن يكون كلا الأبوين هادئين وحازمين في الوقت نفسه عند معاقبتهما طفلهما حتى يتفهم الطفل أن العقاب عمومًا لا يُمثل أي نوع من الكره أو عدم الحب له، وكذلك حتى يتعلم أن العصبية والانفعال ليسا السبيل إلى إصلاح الخطأ وتصحيح الأمور عمومًا، ويجب أن يتفهم الآباء كذلك أن التربية تحتاج إلى مجهود وصبر ومثابرة، وأن يتعلما كيف يتعاملان تعاملًا صحيحًا مع كل أمر جديد يطرأ على أطفالهم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة