يحتل فيلم المومياء للمخرج شادي عبد السالم المركز الثالث ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما الذي اختاره النُقَّاد في عام 1996، وقد عُرِض الفيلم أول مرة في عام 1969، ولم يُقدَّم للجماهير بحجة أنه لن يحقق نجاحًا جماهيريًّا؛ لأن موضوعه غريب على الجمهور، إلى أن عُرِضَ الفيلم للجماهير في عام 1975؛ بقرار من وزير الثقافة وقتها يوسف السباعي الذي أصر على عرض الفيلم للجماهير بعد ما شاهد الفيلم بالعاصمة اليابانية طوكيو، إذ كان يرى أنه فيلم متكامل ونموذج جيد لما يجب أن يُقدَّم للجمهور المصري، وينتمي الفيلم إلى الدراما، وهو من إنتاج المؤسسة المصرية العامة للسينما.
سنتعرَّف في هذا المقال على فيلم (المومياء).
اقرأ أيضًا: لا تشاهد Once Upon a Time In Hollywood؛ فهذا الفيلم فيه مللٌ قاتل!
قصة فيلم المومياء
تدور أحداث فيلم المومياء داخل قرية تقع في صعيد مصر تسمى "قرية الحربات"، ومعروف أن هذه القرية تعتمد كثيرًا على استخراج الآثار المصرية المدفونة وسرقتها وبيعها، ويذلك برعاية شيخ القبيلة الذي يموت تاركًا خلفه ولدين.
يظن الجميع أنهما سيكملان مسيرة أبيهم، لكنهما يرفضان العمل في سرقة الآثار، ويحدث صراع كبير بين الولدين وعمهما الذي يقتل أحد الولدين، فيتوجه الابن الثاني إلى بعثة الآثار ويبلغهم عن مكان إحدى المقابر التي تحتوي على آثار فرعونية، ثم تأتي بعثة الآثار وتنقذ آثار مصر من السرقة.
فيلم المومياء ليس من وحي الخيال فقد حدث فعلًا
فيلم المومياء قصة حقيقية حدثت فعلًا، وهي قصة مومياوات الدير البحري التي عثر عليها أفراد عائلة تدعى "عائلة عبد الرسول" من قرية تسمى "قرية شيخ عبد القرنة"، وبعد العثور على المومياوات اختلف أفراد العائلة فيما بينهم حول تقسيم ما وجدوه؛ ما دفع أحدهم لإبلاغ السلطات المختصة التي استخرجت المومياوات وأرسلتها إلى مدينة القاهرة.
فيلم المومياء والترسيخ لقاعدة السينما صورة
لا بد أن ينبهر المُشاهد لشادي عبد السلام في فيلم المومياء بالصورة السينمائية البديعة التي رسمها بالكاميرا، فالصورة التي قدَّمها شادي عبد السلام بواسطة الإكسسوارات والملابس لم تنقل المشاهد من مكان إلى مكان آخر فحسب، بل نقلته أيضًا من زمن لزمن آخر، والفضل في ذلك يرجع إلى تصميم ملابس وإكسسوارات ومكياج الفيلم، حتى إن بعض النقاد أعد ديكورات وملابس الفيلم هي الأفضل في تاريخ السينما العربية.
اقرأ أيضًا: كواليس روائع هوليوود
فشل فيلم المومياء جماهيريًا
مع النجاح الكبير الذي حققه فيلم المومياء على مستوى النقاد؛ فإن الفيلم لم يحقق نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا داخل صالات العرض السينمائي، ويرجع ذلك لافتقاد الفيلم متطلبات الجمهور والسوق، وأن لغة الفيلم هي اللغة العربية الفصحى، ثم إن الفيلم اعتمد على المشاهد التسجيلية كثيرًا، وكانت مشاهده طويلة؛ ما أصاب المشاهدين بالملل؛ لأنهم اعتادوا مشاهدة أفلام ذات مشاهد قصيرة في بقية الأعمال السينمائية.
فيلم المومياء وأزمة اللغة
اختار المخرج شادي عبد السلام اللغة العربية الفصحى لتكون لغة الحوار لأبطال الفيلم على الرغم من تفاوت ثقافة أبطال الفيلم، ومع أنَّ أحداث الفيلم تدور داخل صعيد مصر، ويرى بعض النُقاد أنه كان من الأفضل أن تكون اللهجة مختلفة ويستخدم المخرج اللهجة الصعيدية في حوار الفيلم، وذهب البعض أن أحد أبرز أسباب فشل الفيلم جماهيريًّا؛ بسبب استخدام اللغة العربية الفصحى.
ترميم فيلم المومياء
رُمِّم فيلم المومياء بواسطة المخرج الأمريكي الكبير مارتن سكورسيزي، وذلك بعد تتحلل بعض أجزاء الفيلم، ورُمِّم الفيلم في عام 2009، وهذا الترميم بالتعاون مع مؤسسة World Cinema Foundation ووزارة الثقافة المصرية، وأنجزت أعمال ترميم الفيلم في إيطاليا داخل معامل سينماتك بولونيا.
أبطال فيلم المومياء
أدى دور بطولة فيلم المومياء عدد من النجوم، منهم: نادية لطفي - أحمد مرعي – زوزو حمدي الحكيم - عبد المنعم أبو الفتوح - عبد العظيم عبد الحق - أحمد حجازي – أحمد خليل – محمد خيري – شفيق نور الدين – حلمي هلالي – محمد نبيه – أحمد عنان.
نجوم خلف كاميرا فيلم المومياء
زخر فيلم المومياء بالنجوم ليس أمام الشاشة فقط، بل خلف الكاميرا أيضًا، بداية من مخرج العمل شادي عبد السلام الذي اهتم بكل تفاصيل العمل وكل مشهد؛ وذلك لأنه من كتب قصة وسيناريو الفيلم، فكان مدركًا لكل أبعاده، وشاركه في كتابة الحوار الكاتب علاء الديب، في حين أنجز مونتاج الفيلم كمال أبو العلا، وأدار التصوير عبد العزيز فهمي، ويأتي العنصر غير المصري الوحيد خلف الكاميرا وهو صاحب الموسيقى التصويرية ماريو ناشيمبيني.
فيلم المومياء وقائمة أعظم 100 فيلم
فيلم المومياء لشادي عبد السلام ليس ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري فحسب؛ فهو أيضًا ضمن قائمة أعظم 100 فيلم في تاريخ العالم.
أبرز المهرجانات التي عرض بها فيلم المومياء
عُرِض فيلم المومياء في عدد من المهرجانات العالمية ومن أبرز هذه المهرجانات:
- مهرجان فينسيا وذلك في عام 1970.
- مهرجان قرطاج وذلك في عام 1970.
- مهرجان لندن وذلك في عام 1970.
- مهرجان سيدني وذلك في عام 1971.
- مهرجان سان فرانسيسكو وذلك في عام 1971.
- مهرجان شيكاغو وذلك في عام 1971.
- مهرجان بلجراد وذلك في عام 1972.
- مهرجان كارلو فيفاري وذلك في عام 1972.
- مهرجان برلين وذلك في عام 1972.
رأي الناقد الفرنسى كلود ميشيل كلوني في فيلم المومياء
يقول الناقد الفرنسى كلود ميشيل كلوني عن فيلم المومياء: "كان من الممكن وإلى حد بعيد اعتبار المومياء فيلمًا غير مصري لولا أن مصر تقيم بين حناياه بماضيها، بديكورها، بواقعها، بتمزقها، وتعبر داخل الفيلم عن تفردها".
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.