أفضل مائة فيلم في السينما المصرية (19).. قراءة في فيلم شيء من الخوف

يحتل فيلم شيء من الخوف المركز التاسع عشر في قائمة أفضل 100 فيلم مصري في تاريخ السينما المصرية، وقد عُرِض الفيلم في عام 1969، ويُصنَّف الفيلم على أنه دراما اجتماعية.

اقرأ أيضًا: أفضل مائة فيلم في السينما المصرية (18).. قراءة في فيلم القاهرة 30

قصة فيلم شيء من الخوف

تدور أحداث فيلم شيء من الخوف عن عتريس -الذي يؤدي دوره الفنان محمود مرسي- الذي يفرض سلطته على كل أهل القرية ويمارس كل أنواع الظلم عليهم ويجمع منهم الإتاوات.

ويعيش عتريس مع جده الذي يرعاه منذ أن كان طفلًا صغيرًا، وحاله ككل الأطفال، وتربطه علاقة صداقة وحب بالطفلة فؤادة.

ولكن شخصية عتريس لم تُرضِ الجد، إذ كان يريد أن يكون عتريس قويًّا مثله، ولهذا ربَّاه على القسوة منذ صغره. وبعد أن يكبر عتريس ويشهد مقتل جده أمامه، تتغير طباعه الحالمة من الهدوء إلى القوة والعنف والظلم.

ولكن يبقى شيء واحد يسكن قلبه، وهو فؤادة التي يريد الزواج منها، لكنها ترفض، فيتزوجها غصبًا بشهادة شهود باطلة، وبعد الزواج لم تمكن فؤادة نفسها من عتريس، فقرر الاحتفاظ بها في بيته.

وبعدها يثور جميع أهل القرية ضد عتريس، ويصيح الجميع بالهتاف الشهير "باطل.. جواز عتريس من فؤادة باطل".

اقرأ أيضًا: أفضل مائة فيلم في السينما المصرية (17).. قراءة في فيلم أم العروسة

أبطال فيلم شيء من الخوف

أدى دور بطولة فيلم شيء من الخوف الفنانة الكبيرة شادية في دور فؤادة، في حين أدى الفنان محمود مرسي دور عتريس، والفنان يحيى شاهين دور الشيخ إبراهيم، والفنان محمد توفيق في دور حافظ والد فؤادة، وآمال زايد في دور أم فؤادة.

والفنان محمود ياسين في دور علي، والفنان أحمد توفيق في دور رشدي، وأدت دور عزيزة الفنانة بوسي، في حين أدى الفنان صلاح نظمي دور إسماعيل، وأدت دور فؤادة وهي طفلة عزة فؤاد، وأدى الفنان إبراهيم قدري دور بائع الجاموسة.

اقرأ أيضًا: أفضل مائة فيلم في السينما المصرية (16).. قراءة في فيلم الزوجة الثانية

فيلم شيء من الخوف والمنع من الرقابة

منعت الرقابة الفيلم؛ وذلك لأنهم رأوا رمزية الفيلم، إذ كانوا يرون أن شخصية عتريس ترمز إلى الرئيس جمال عبد الناصر، وأن فؤادة ترمز إلى مصر، وأن عتريس الذي خطف فؤادة وتزوجها بالقوة دون رغبتها هو جمال عبد الناصر الذي خطف مصر من حكامها.

منتج فيلم شيء من الخوف

ما لا يعلمه كثيرون أن منتج فيلم شيء من الخوف هو الفنان الكبير صلاح ذو الفقار، وكان زوج الفنانة شادية وقتها.

شادية لم تستسلم

الفنانة شادية لم تستسلم لكل ما أثير حول الفيلم وأنه يرمز لجمال عبد الناصر، فأرسلت خطابًا إلى الرئيس جمال عبد الناصر تطلب منه مشاهدة الفيلم بنفسه.

وافق الرئيس جمال عبد الناصر على طلبها وشاهد الفيلم في وجود الرئيس محمد أنور السادات الذي كان نائبه في ذلك الوقت. وحين شاهد الرئيس جمال عبد الناصر الفيلم، أخذ يضحك وقال إنه لا علاقة له بشخصية عتريس، وأنه لا توجد إسقاطات سياسية بالفيلم، وأن شخصية عتريس لا تمثله، وأنه لو كان مثله لاستحق أكثر مما حدث لعتريس.

ثروت أباظة يكتب إقرارًا على نفسه

كتب ثروت أباظة إقرارًا على نفسه يقول فيه إن فيلم شيء من الخوف يرمز إلى الاستعمار، وأن عتريس هو رمز للاستعمار وأعوانه الذين يجب محاربتهم؛ وذلك ليخرج من مأزق رمزية الفيلم للرئيس جمال عبد الناصر.

رفع الفيلم من دور السينما

عُرِضَ الفيلم مدة عشرة أيام في دور السينما وحقق نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا جدًّا، ولكن رُفِعَ الفيلم وعُرِضَ على شاشات التلفزيون، لتلتف الأسرة المصرية حوله ويحقق نجاحًا وشعبية كبيرة بعد عرضه على شاشات التلفزيون.

نجاة محمود مرسي وشادية من الحريق

في نهاية فيلم شيء من الخوف، كان أهل القرية جميعًا يلتفون حول منزل عتريس وهم يحملون المشاعل والنيران لإحراق منزله دفاعًا عن فؤادة في محاولة لإخراجها من هذا البيت.

وقد أثَّرت النيران على جدار البيت الذي كان بداخله كل من شادية ومحمود مرسي، وكذلك أثَّرت في ديكور البيت، ولكن جرى إنقاذهما من الحريق.

فؤادة الصغيرة تخاف من محمود مرسي

من المواقف المؤثرة جدًّا داخل أحداث الفيلم أن الطفلة التي كانت تؤدي دور فؤادة وهي صغيرة كانت تحفظ دورها على نحو جيد جدًّا، ولكن كلما رأت الفنان محمود مرسي كانت تشعر بالخوف الشديد منه ولا تستطيع استكمال الكلام أمامه.

مشهد الهويس حقيقي

يُعدُّ مشهد الهويس وفؤادة تفتحه في أحداث الفيلم، من أقوى المشاهد ليس في أحداث الفيلم فقط بل في السينما المصرية كلها. وقد صُوِّر هذا المشهد في إحدى القرى الفقيرة في دلتا مصر، وكان شرط العمدة الوحيد لتصوير المشهد داخل هذه القرية أن يُبنَى الهويس فعلًا على نفقة الإنتاج، وهذا ما حصل.

وما فعلته الفنانة شادية كان هو أول يوم يُفتَتح الهويس فيه، وكانت مشاهد الفلاحين وفرحتهم بالماء مشاهد حقيقية التي جرى تصويرها ببراعة شديدة بواسطة كاميرا المخرج الرائع حسين كمال.

صُنَّاع فيلم شيء من الخوف

أنتج فيلم شيء من الخوف الفنان صلاح ذو الفقار (المؤسسة المصرية العامة للسينما والتلفزيون والمسرح والموسيقى)، وأخرج العمل المخرج الكبير حسين كمال، وكتب الرواية الكاتب ثروت أباظة.

بينما كتب السيناريو والحوار صبري عزت، وشارك في كتابة الحوار الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، وعمل مونتاج الفيلم رشيدة عبد السلام وليلى فهمي، وأنجز التصوير مدير التصوير أحمد خورشيد،  وعمل الموسيقى التصويرية بليغ حمدي، وكذلك عمل ألحان أغاني الفيلم التي كتبها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي.

أغنية يا عيني ع الولد

أغنية يا عيني ع الولد التي غنتها شادية وكتب كلماتها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي تُعدُّ من علامات الفيلم ومن أهم أغاني الأفلام، فهي لم تكن مجرد حلية أو زينة كما في بقية الأفلام أو حتى تعبير عن حالة الفيلم فقط، بل جاءت الأغنية هنا جزءًا من دراما الفيلم ومحركة للأحداث، فكانت وكأنها سرد وحكي للأحداث وتطورها وكذلك تأسيس لدراما الفيلم. وكانت كلمات الأغنية تقول:

يا عيني يا عيني ع الولد
والواد كما أي عيل في عيال ناس البلد
جسمه برضه زي عيال البلد
يغوى صوت السواقي لما تملي البلد زي عيال البلد
والقلب أخضر مزهزه ولا مكر ولا حسد
الواد أبو قلب لين صبح غير الولد
ضاع منه قلبه وبيضوي وسط صريخ البلد
الحلم اللي حلمته في الصبح بيتفرد
يصبح ذنب البلد.. بيصبح هم البلد
والضحك اللي ضحكته أهه دمعة البلد
صرخة حزن ونكد .. صرخة بنت وولد.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة