يحتل فيلم الناصر صلاح الدين المركز الحادي عشر في قائمة أفضل 100 فيلم مصري في تاريخ السينما المصرية، وقد عُرِض الفيلم في عام 1963، ويصنف الفيلم على أنه تاريخي، فهو يعرض حياة القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي وحربه مع الصليبين وانتصاره عليهم واسترداده لبيت المقدس.
سنتعرف في هذا المقال على أبرز المعلومات عن كواليس فيلم الناصر صلاح الدين.
اقرأ أيضًا: أفضل مائة فيلم في السينما المصرية (4).. قراءة في فيلم باب الحديد
ملخص قصة فيلم الناصر صلاح الدين
يروي الفيلم قصة محاربة وانتصار القائد الكبير صلاح الدين الأيوبي على الصليبين واسترداده لأرض بيت المقدس، فتعد هذه القضية هي القضية الأساسية التي يناقشها الفيلم، فقد هبَّ صلاح الدين لنجدة المسلمين في بيت المقدس بعد علمه بما يحدث معهم من انتهاكات من قبل الصليبين حتى استطاع قطع دابرهم نهائيًّا.
لم يكن يوسف شاهين مخرج العمل
كان مخرج العمل في البداية هو المخرج عز الدين ذو الفقار، ولكن أسند إخراجه بعدها ليوسف شاهين بعد وفاة عز الدين ذو الفقار، وكان يريد عز الدين ذو الفقار أن تتمحور الأحداث حول قصة حب عيسى العوام، وهو على عكس ما أظهره يوسف شاهين فيما بعد في الفيلم، فقد اهتم بإظهار شخصية صلاح الدين.
اقرأ أيضًا: أفضل مائة فيلم في السينما المصرية.. (3) قراءة في فيلم المومياء
أحمد مظهر يرفض في البداية
في بداية الأمر عندما عُرِض الفيلم على الفنان أحمد مظهر رفضه؛ بسبب تهميش شخصية صلاح الدين الأيوبي بجوار شخصية عيسى العوام حسب رؤية عز الدين ذو الفقار، ولكن بعد إسناد العمل ليوسف شاهين وجعل صلاح الدين الأيوبي محور الأحداث؛ وافق الفنان أحمد مظهر على تقديم شخصيته.
أحمد مظهر يرفض العلاوة
استمر تصوير فيلم صلاح الدين الأيوبي مدة تتجاوز العام وصلت لخمسة عشر شهرًا، وهذا أكثر من المتفق عليه مع البطل أحمد مظهر، وكان لازمًا حصوله على زيادة في الأجر، لكنه رفض.
اقرأ أيضًا: أفضل مائة فيلم في السينما المصرية 9.. قراءة في فيلم غزل البنات
الأخطاء التاريخية للفيلم
- أول الأخطاء هي أن صلاح الدين في الفيلم قابل ريتشارد قلب الأسد، وهذا ما لم يحدث بالحقيقة.
- من أبرز الأخطاء التاريخية بالفيلم شخصية عيسى العوام الذي ظهر في الفيلم أنه أحد قواد جيش صلاح الدين الأيوبي، وكان مسيحيًّا وهذا خطأ تاريخي؛ لأن صلاح الدين لم يضم مسيحيًّا واحدًا لجيشه، وكذلك شخصية لويزا التي أحبها لا وجود لها في الواقع.
- من ضمن الأخطاء التاريخية أيضًا اللقب الذي أطلق على صلاح الدين الأيوبي ضمن أحداث الفيلم، وهو لقب "سلطان المسلمين"، وهذا خطأ فصلاح الدين الأيوبي لم يكن سوى حاكم مصر والشام فقط.
- ظهر صلاح الدين مدافعًا عن العروبة والعرب، وهذا خطأ فهو كان يدافع عن الإسلام؛ لأنه كان كردي الأصل وليس عربيًّا، وأرجع البعض أن هذا مدحًا لجمال عبد الناصر، وفكرة القومية العربية التي كان يدعو لها.
- من أهم شخصيات الفيلم شخصية فرجينيا جميلة الجميلات، وهي شخصية خيالية لا وجود لها من وحي الخيال، وليست هي المدبرة لقدوم الحملة انتقامًا وإنقاذًا لزوجها كما أظهر الفيلم.
- من المغالطات التاريخية أيضًا إطلاق اسم أورشليم على مدينة القدس طوال أحداث الفيلم، وأن العرب كانوا يسمونها القدس في ذلك الوقت وليس أورشليم.
- من أهم الأخطاء التاريخية بالفيلم معالجة صلاح الدين الأيوبي لريتشارد قلب الأسد بعد ما جُرِح، وهذا خطأ تاريخي؛ فريتشارد طلب الصلح بعد تحققه من هزيمته.
الرقابة ترفض الفيلم
رفضت الرقابة الفيلم بسبب المغالطات التاريخية الكثيرة الموجودة به، ودمج الواقع بالخيال، وأعيد السيناريو أكثر من مرة لتعديله، ومع ذلك امتلأ الفيلم بالمغالطات التاريخية.
لم يكن أحمد مظهر البطل
كان فيلم الناصر صلاح الدين في البداية من بطولة الفنان رشدي أباظة، ولكنه اعتذر عن تقديم الدور، وبعد ذلك أسند الإخراج ليوسف شاهين.
أبطال فيلم الناصر صلاح الدين
أدى بطولة فيلم الناصر صلاح الدين كوكبة من ألمع نجوم السينما، وهم أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار ونادية لطفي وليلي فوزي وحسين رياض وحمدي غيث وعمر الحريري وليلي طاهر ومحمود المليجي وتوفيق الدقن وزكي طليمات وأحمد لوكسر وصلاح نظمي ومحمد سلطان وبدر نوفل ومحمد حمدي وكنعان وصفي إحسان شريف.
صناع فيلم الناصر صلاح الدين
كانت بداية نجاح العمل من تحمس شركة الإنتاج لهذا العمل الضخم، وهذا ما فعلته شركة لوتس بالاشتراك مع المؤسسة العامة للسينما، وألف قصة الفيلم يوسف السباعي، وعالج القصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ والكاتب محمد عبد الجواد والمخرج عز الدين ذوالفقار الذي كان مرشحًا لإخراج العمل، لكنه توفي.
وكتب سيناريو الفيلم عبد الرحمن الشرقاوي والمخرج يوسف شاهين في حين كتب الحوار الكاتب الكبير يوسف السباعي وعبد الرحمن الشرقاوي، وصمم الملابس والإكسسوار المخرج شادي عبد السلام وولي الدين سامح وجبرائيل كراز.
وصمم الديكور حبيب خوري روبرت شارفنبرج، وعمل المكياج مصطفى إبراهيم، وكان التصوير لروبير سعد ومسعود عيسى، وعمل المونتاج المونتيرة رشيدة عبدالسلام.
والإعداد الموسيقي للفيلم كان لأحمد سعد الدين، وكات تسجيل وتحميض الصوت داخل استوديو مصر، وطبع الفيلم في معامل دنهام، وجرى الاستعانة في الموسيقى بأوركسترا القاهرة السيمفوني تحت قيادة كارلو سافينا، وكان مهندس الصوت نصري عبد النور، أما الموسيقى التصويرية فكانت لفرانسسكو لافانينو مدير تصوير الفيلم هو وديد سري.
المنتجة تخسر ووزارة الثقافة تعوضها
تعرضت المنتجة أسيا داغر لخسارة كبيرة؛ بسبب إنتاجها فيلم الناصر صلاح الدين، لدرجة أنها رهنت بيتها وسيارتها من أجل إنتاج الفيلم الذي بلغت تكلفته ٢٠٠ ألف جنيه، ولم يحقق إيرادات كبيرة، لكن وزارة الثقافة المصرية عوضتها بدفع مبلغ 4000 آلاف جنيه، وعلى الرغم من خسارتها، لكن أسيا داغر لم تندم على إنتاج هذا الفيلم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.