أفضل طريقة للتعامل مع طفل التوحد العنيد

تبقى مشكلة العناد عند أطفال التوحد واحدة من المشكلات التي تؤرق الآباء والأمهات كونها تزيد معاناة الوالدين في التعامل مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.

في هذه المقالة نتطرق لأهم الطرق الفعالة للتعامل مع مشكلة العناد عند أطفال التوحد، فضلًا على مجموعة من النصائح التي يقدمها خبراء التربية الخاصة للوالدين في التعامل مع طفل التوحد.

طفل التوحد.. حالة خاصة لا تتشابه مع أحد

تقول الدكتورة أسماء محمد سعد -أخصائية الصحة النفسية-: إنه قبل التعامل مع طفل التوحد لابد أن تعرف أن له متطلبات وأنه حالة خاصة لا تتشابه مع أحد، بل أحيانًا كثيرة يختلف أطفال التوحد بعضهم عن بعض، وإن كان هناك بعض الأعراض المتشابهة مثل حساسية الصوت أو اللمس والانزعاج من الازدحام أو التوتر من المواجهة القريبة، ولديهم أفعال فجائية ليس لها مقدمات لا تدرك حزنهم وفرحهم إلا قليلًا.

وتضيف سعد أن مشاعر أطفال التوحد فياضة لا يستطيعون التعبير عنها وغالبًا لا يتمكنون من وصف الأشياء والمواقف، كل هذا يسوق بنا إلى كيفية التعامل مع طفل التوحد العنيد، إذ يجب احتوائه دون مضايقة حتى لا يستثار ويزيد عناده، بل يجب تجنب القرب الزائد أو الكلام المنفي، فلا تقول لهم لا لن تفعل كذا، بل قل نعم يجب أن تفعل ما تقول ولكن نفذ ما تريده أنت.

وتستطرد أخصائية الصحة النفسية، إن أطفال التوحد العنيدين لا يعطون أنفسهم فرصة للتفكير يندفعون في رد الفعل كثيرًا.

وتقترح سعد أن نستخدم وسيلة الإلهاء مع وجود معزز، فضلًا على ضرورة التحمل والصبر، وألا نبالغ في رد الفعل عند إصداره أصوات أو حركات غير مرضية، ولا بد من إدراك أنه طفل ذكي يختزن كثيرًا، لذا علينا دائمًا دوام ترديد مسؤولياته وردود أفعاله الإيجابية والإشارة له بالابتسامة المتوسطة وهكذا، كأن تقول الطفل المؤدب يمشي هكذا ويأكل هكذا ويتحدث هكذا.

التوحد والعناد.. أيهما أصعب؟

من وجهة نظر الدكتور أحمد عبد الخالق -اختصاصي تأهيل حالات التوحد- فإن مشكلة العناد عند أطفال التوحد أصعب من التوحد كاضطراب يصاب به الطفل، لافتًا إلى أنه كلما كان اكتشاف حالة التوحد قبل سن الخامسة فإن الأمور تسير على نحو أفضل.

ويرى عبد الخالق أن العناد مشكلة كبيرة لدى طفل التوحد؛ لأنه كلما زاد العناد عند الطفل كان تدريبه وتقبله للأوامر أصعب، وبذلك يأخذ وقتًا أطول في التدريب. والعكس صحيح، كلما كان الطفل أقل عنادًا كان التدريب أسهل وأسرع.

فطفل التوحد وطاعته للأوامر تجعل من السهولة تعليمه أي مهارة؛ لأنه في الأصل مطيع وبذلك عند تعليمه مهارة جديدة سيكون أكثر قبولًا لها.

أسباب العناد عند طفل التوحد

يرى وضاح عرابي -اختصاصي التربية الخاصة- أنه قبل الحكم على طفل التوحد بأنه عنيد ولا يطيع الأوامر، لا بد من معرفة عدد من الأسباب التي تؤدي به إلى العناد ورفض تنفيذ الأوامر، ومن هذه الأسباب:

أن بعض أطفال التوحد لديهم مشكلة في اللغة الاستقبالية ما يعني أنه لا يفهم ما يطلب منه.

أيضًا بعض أطفال التوحد يعانون بطئًا في معالجة المعلومات التي يتلقونها، فهو يأخذ وقت أطول من أجل الرد على الأب أو الأم، وهو ما يتطلب إعطاء الطفل قليل من الوقت للرد.

كذلك من ضمن أسباب العناد عند أطفال التوحد أن بعضهم لديه مشكلة في التكيف مع الروتين، بمعنى أنه عندما يكون منغمسا في نشاط ما، وفجأة تضغط عليه الأم من أجل تنفيذ أمر ما، يصبح الأمر صعبًا لأنه من الصعب عليه التكيف على الانتقال المفاجئ من نشاط لآخر، هنا تعتقد الأم أن طفلها عنيد ولا يسمع الكلام، والحقيقة أنه يواجه صعوبة على التكليف في الانتقال المفاجئ من نشاط لآخر.

السبب الرابع هو أن بعض أطفال التوحد يفهم ما يطلب منه ولكنه يرفض تنفيذه؛ لأن لديه مشكلات في اللغة التعبيرية.

كيف تقلل العناد عند طفل التوحد؟

ينصح الدكتور أحمد عبد الخالق الأمهات في أثناء تدريب طفلها العمل على تقليل العناد، لافتًا إلى أن أفضل طريقة لتقليل العناد عند طفل التوحد هي طاعة الأوامر، لأن الهدف منها أن يسمع طفل التوحد كلام الأب والأم وأن يكون هناك رد فعل منه في أثناء التدريب، وتبادل التواصل.

كذلك تعليم الطفل منذ الصغر أن الحياة أخذ وعطاء، وكما تحب أن تأخذ عليك أن تعطي وأن تطيع وتنفذ الأوامر التي تطلب منك في أثناء التدريب، فكلما زادت الطاعة قل العناد.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة