أفضل طريقة للتعامل مع الرغبة الجنسية عند المراهق المتوحد

الرغبة الجنسية طاقة أودعها الله عز وجل داخل كل البشر الذكور منهم والإناث، لها قنواتها الشرعية التي شرعها الدين الإسلامي الحنيف وسائر الأديان السماوية وهي الزواج.

اقرأ أيضًا: ما جدوى إلحاق طفل التوحد بالحضانة العادية؟

لكن ماذا عن أطفال التوحد؟ هل توجد لديهم الرغبة الجنسية مثلهم مثل أقرانهم العاديين؟ وكيف نعمل على تهذيبها؟ وما السبيل لحمايتهم من الاستغلال الجنسي؟

في هذه المقالة نجيب عن هذه التساؤلات عن طريق الاستعانة بآراء المتخصصين في التوحد وأمراض الذكورة والصحة النفسية.

العادة السرية عند المراهق المتوحد

الحالة النفسية للآباء والأمهات لأطفال التوحد تؤدي دورًا مهمًّا وتؤثر سلبًا أو إيجابًا في صحة أطفالهم الجنسية، وعليهم تفهم طبيعة المرحلة التي يمر بها المراهق والتغيرات التي يتعرض لها في هذه المرحلة الدقيقة من عمره.

يتفهم الوالدان أن طفلهما المتوحد المراهق يشعر بالسعادة عند ممارسته العادة السرية؛ لأنه يجد فيها متنفسًا للتعبير عن الطاقة الجنسية القوية التي بداخله، فيراقبانه جيدًا ويحاولان إشغاله عن التفكير في هذه العادة بكثرة الأوامر والطلبات ومتابعة تنفيذها، ينطبق هذا على طفل التوحد عالي الأداء الذي يمكن التواصل معه واستيعاب ما يقوله الأب والأم من أوامر وتعليمات.

فلا أشق على الإنسان من الفراغ، العادي منه والمتوحد ومن أصحاب الهمم، ما يعني ضرورة إشغال وقت طفلك بما يعود عليه بالنفع، كأن يمارس رياضة يحبها، أو هواية يتقنها كالرسم مثلًا، على أن يوفر الوالدان أدوات الرسم، ويشجعاه ويثنيا عليه عندما يرسم لوحة.

أعرف بعض الآباء والأمهات وخلال اجتماع العائلة كل أسبوع، لا يفوِّت هذا الاجتماع وهذه اللحظات الحميمية، إلا ويعبر عن إعجابه بإحدى الرُّسُوم لابنته أمام أفراد العائلة، فتكون النتيجة سعادة تغمر قلبها، وحماسة لأن ترسم لوحة جديدة كي يمدحها الأب وتفرح بها العائلة.

لكن ماذا لو أدمن المتوحد المراهق العادة السرية؟ كيف يمكننا السيطرة عليه؟

المفاجأة يكشفها الدكتور محمد المرصفي -استشاري الذكورة والصحة الجنسية- أن ممارسة العادة السرية واقع لدى المراهق المتوحد وفقًا لكثير من الدراسات، لذا محاولة منعها لن تنجح، وهنا على الآباء والأمهات أن يتعاملوا بواقعية وأن يجلسوا مع أطفالهم المتوحدين في مرحلة المراهقة -المراهق عالي الأداء- والنقاش في المكان والزمان الذي يمكن أن يحدث فيه ذلك، بمعنى أن المتوحد المراهق لا يمكن أن يقوم بهذا الفعل في المدرسة أو النادي، بحيث لا يراه أحد وبذلك تحدث له مشكلة.

فعندما تسيطر الفكرة -ممارسة العادة السرية- على المتوحد المراهق تشغل كل فكره واهتمامه حتى يصل إلى مرحلة التعوُّد مع تكرار الممارسة، وعلى هذا لا يبالي بالزمان والمكان الذي يمارسها فيه، ما يسبب الحرج الاجتماعي للأبوين.

هذا فيما يخص المتوحد المراهق عالي الأداء، لكن ماذا عن المتوحد المراهق متوسط وضعيف الأداء؟

المتوحد المراهق متوسط الأداء ينطبق عليه ما سبق، غير أنه يكون بحاجة إلى مزيد من الرعاية الأبوية، المشكلة الأكبر تكون مع المراهق المتوحد ضعيف الأداء الذي لا يمكنه التواصل بصريًّا ولغويًّا مع من حوله، ويصعب السيطرة على سلوكياته بسبب حركته الشديدة، فأي شيء يريد فعله يقوم به حتى لو في الأمكنة العامة.

هذا يعني ضرورة اللجوء إلى طبيب نفسي، وأن يخضع المراهق المتوحد للإشراف الطبي؛ لتقليل الرغبة الجنسية عنده وتحت استشارة ومعرفة الطبيب؛ لأن الممارسة العنيفة قد تؤدي في بعض الأحيان إلى كسر في العضو الذكري في أثناء الانتصاب، أو فض عنيف لغشاء البكارة وجرح للمهبل وفقا للأطباء.

اقرأ أيضًا: لماذا تترك طفلك أمام شاشة الموبايل؟

كيف تحمي طفل التوحد من التحرش؟

طفل التوحد غير الناطق، نجد أنه قد يتعرض لمحاولات التحرش الجنسي، ومع ضعف قدرته على التعبير، فإنه لا يستطيع البوح أو التعبير عنه للكبار المحيطين به. المؤسف هنا، أن الطفل المتوحد ومع تكرار تعرضه لمحاولات التحرش مع عدم قدرته على التعبير، فإن التحرش قد يتحول لديه إلى عادة، وعلى هذا يعتاد التحرش الجنسي معه من قبل الكبار البالغين.

لذلك فإن خط الدفاع الأول لطفل التوحد، هو التأهيل المبكر للطفل، والتدريب على عدم النوم على البطن، وإصرار الأبوين على ذلك، أيضًا عندما يستيقظ طفل التوحد من النوم، على الأبوين ألا يسمحا له بالجلوس أو البقاء في سريره؛ لأنه إذا اعتاد على ذلك ووصل لمرحلة المراهقة، يحدث الانتصاب الصباحي، وعلى هذا قد تمتد يده إلى عضوه الذكري، ومع التكرار يعتاد على ذلك وهنا الخطورة.

في هذا السياق، تتضح أهمية التربية الجنسية بالنسبة لأطفال التوحد منذ الصغر لحمايتهم من الاستغلال الجنسي للكبار المحيطين بهم، وعلى هذا إمكانية تعرضهم للتحرش مستغلين عدم قدرتهم على النطق والتعبير.

السؤال هنا: هل يستطيع المتوحد الزواج والإنجاب وممارسة حياته الزوجية على نحو طبيعي؟

هذا السؤال يشغل بال كثيرين ممن لديهم أطفال توحد، وقد تكون هذه رسالة طمأنه لهم، بأن فرص الزواج والإنجاب تظل موجودة لدى المتوحد متوسط الأداء، ليس هذا فحسب بل إن أفضل الزيجات لمصابي التوحد، عندما يكون الزوج والزوجة من متلازمة اسبرجر "التوحد الخفيف"، أما الزوج عندما يكون مصابًا بالتوحد، والزوجة غير مصابة، فإن الحياة الزوجية بينهما يشوبها مشكلات عدة، وتحتاج إلى مساحة أكبر من التفهم من الطرف العادي.  

ولأن الحياة الزوجية تقوم بالأساس على الاحتواء والود، ما يعني تبادل الكلمات والمشاعر بين الزوجين، غير أن المشكلة هنا لدى المتوحد، تكمن في صراحته المبالغ فيها. تخيل مثلًا، الزوجة وبعد ساعات من العمل في المطبخ، وعندما تجلس مع زوجها وتسأله عن رأيه في الطعام الذي ظلت ساعات لتحضيره، فيكون الرد من الزوج المتوحد: بصراحة أكل أمي أحسن!

عزيزي القارئ أينما كنت، إذا كان لديك طفل توحد في مرحلة المراهقة، أو على أعتابها، اترك لنا في التعليقات، من واقع خبرتك وتجربتك في التربية، أخطر الأشياء المقلقة بالنسبة لك فيما يتعلق بالثقافة الجنسية، والتصرفات الغريبة من ابنك المتوحد.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة