أفضل طريقة للتعامل مع الابن الغاضب

يتعرض كثير من الآباء والأمهات لمواقف محرجة سواء داخل البيت أو خارجه، بسبب أبنائهم وطريقتهم الحادة في الكلام التي قد تصل إلى درجة أن يرتفع صوت الابن على أبيه أو أمه أمام جمع من العائلة أو الأصدقاء، وهنا تتباين ردود أفعال الوالدين في التعامل مع الابن أو الابنة في ذلك الموقف العصيب.

في هذه المقالة نقدم مجموعة إرشادات للوالدين للتعامل مع الأبناء في مثل هذه المواقف الغاضبة التي يصدر فيها ردود أفعال غاضبة من الأبناء ما يضع الوالدين في موقف لا يحسدان عليه.

رد حازم وهاااااااااااادئ

عندما يتحدث إليك ابنك أو ابنتك بغضب لدرجة أن صوته يرتفع عليك، وتعبيرات وجهه تبدو غاضبة، ويبدو كما لو أنه يريد أن يفتك بالشخص الذي أمامه، حتى وإن كان الأب أو الأم، ترى ماذا يجب على الوالدين عمله في تلك اللحظات العصيبة التي يتملك فيها الشيطان ذلك الابن أو تلك الفتاة ؟

حينئذ يجب على الأم أن يتمالك أعصابه وأن يتحلى بأعلى درجات ضبط النفس، وألا ينجر إلى العصبية أو ضرب أو إهانة الابن خاصة إذا كان في وجود أفراد من العائلة أو الأغراب، كل ما عليك أيها الأب الكريم أن ترد بحزم، ولكن بصوت هادئ، وتعبيرات وجه حادة، توصل رسالة للابن مؤداها أنه من غير المقبول أن تتحدث مع أباك بهذه الطريقة التي تنم عن سوء تربية وقلة احترام، بل يجب عليك إظهار الاحترام والطاعة لما أقوله.

بهذا التصرف أنت تظهر لابنك أنه لا يستطيع أن يستدرجك للعصبية، وأنك قادر على لجم غضبك والتحكم في مشاعرك وردود أفعالك حتى في مثل هذه المواقف العصيبة، فكثير من الأبناء عندما يطلب من أحد الوالدين شيئًا ما لا يريده أو لا يرغب بفعله، لكنه مضطر لأن يفعله تنفيذًا لرغبة الوالد، يصبح همه الوحيد مضايقة الأب كما تسبب هو في مضايقته، وأن يحاول جاهدًا أن يخرجك من مزاجك الهادئ، وهنا على الأب ألا يعطي الابن الفرصة، وأن يظهر له دائمًا أنه المتمسك بزمام المبادرة.

اهدأ قبل أن تأخذ قرارك

الهدوء في مثل هذه المواقف مطلوب جدًّا، ولنتذكر دائمًا أن أبناءنا يتعلمون من ردود أفعالنا، وهو ما يتطلب الهدوء وعدم التوتر لكي يمكننا أخذ القرار الصحيح، وعلى الوالدين أن يتذكرا أيضًا نصيحة نبي الإسلام، محمد -صلى الله عليه وسلم-، عندما جاء له أحد الرجال، فقال له يا رسول الله أوصني، فكان جواب النبي العدنان: «لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب» كررها ثلاثًا.

وهنا درس عظيم الفائدة معاشر الآباء والأمهات، وهو عدم التسرع في ردود الفعل وقت الغضب، لأنه وكما علمنا نبي الإسلام، أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، ليس هذا فحسب، بل علمنا أيضًا كيف نتصرف عندما نغضب، توجيه نبوي، لئلا ينفلت زمام الأمر من يد الكبار، وينجروا لأفعال الصغار وقت الغضب.

لذلك وبنبرة كلها حزم، توجه لابنك بالقول: عليك أن تتحدث بصوت منخفض أمامي، والآن أدخل إلى غرفتك ولا تخرج قبل أن أنادي عليك. هذه الدقائق القليلة التي تتركه بمفرده كفيلة أن يراجع الابن نفسه ويعرف الخطأ الذي اقترفه بحق أبيه، فيعود متأسفًا نادمًا على فعلته، فالأبناء خاصة في مرحلة المراهقة ليسوا عنيدين وعنيفين في أفعالهم فحسب، بل هناك نصف آخر لا يلتفت إليه كثير من الآباء، وهو أن لديهم ضمير حي يقظ يؤنبهم عندما يصدر منهم سلوكًا أو تصرفًا غير مقبول، وهذه فضيلة يجب ذكرها والثناء عليها لأبنائنا.

حاوره وأقنعه

على الآباء أن يتخذوا من الحوار والنقاش وسيلة للتعامل مع أبنائهم، لا مكان اليوم للتسلط وفرض الرأي من جانب واحد، فكونك أبًا لا يعطيك الحق أن تحجر على رأي ابنك وألا تستمتع لرأيه وكأنه قطعة أثاث أو ديكور في المنزل لا قيمة لها، فقد كرم الله تعالى الإنسان بالعقل وميزه عن سائر المخلوقات، ويجب علينا معاشر الآباء احترام عقول أبنائنا ومخاطبتها عند الحديث معهم، والاستماع إلى آرائهم ووجهات نظرهم لكي تكتمل الصورة لدينا.

دائمًا ما نقول للوالدين، كن مستمعًا جيدًا لكل كلمة يقولها طفلك، هذا يبدأ منذ الصغر، كي يشعر أبناؤنا بقيمة رأيهم وينشؤوا على احترام الرأي والرأي الآخر ولا يقعوا ضحية التعصب والنزعة الفردية، ولنتذكر دائمًا أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، نحترم الاختلاف لكن لا نقبل بالتجاوز أو الصوت المرتفع أو نظرات العين الحادة وتعبيرات الوجه الغاضبة.

قد يكون هذا الموقف فرصة لأن نعلم أبناءنا رفع مكانة الوالدين للدرجة التي لو أراد فيها الابن الجنة لوجدها تحت قدم أمه، دائمًا ما نستحضر التربية الإيمانية في كل موقف من مواقف حياتنا لكي نربط أبناءنا منذ نعومة أظافرهم، ونبتغي رضا والدينا لأن رضا الرب من رضا الوالدين.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة