أفضل طريقة لتنمية مهارة الحوار لدى المراهق المتوحد

يختلف الأطفال المصابون بطيف التوحد عن نظرائهم العاديين في أشياء كثيرة، من بينها طريقة التركيز، ففي الوقت الذي يركز فيه الشخص العادي على كل الأشياء التي حوله بالدرجة نفسها، نجد أن تركيز طفل طيف التوحد ينصب على شيء محدد يصرف عليه كل اهتمامه وتركيزه.

الشخص العادي عندما يركز في العموميات يكون تركيزه متوسطًا، في حين أن طفل طيف التوحد يركز في شيء واحد أو اثنين على الأكثر بقوة، ويتجاهل كل الأشياء والأشخاص من حوله.

اقرأ أيضًا: ما جدوى إلحاق طفل التوحد بالحضانة العادية؟

نقص المعلومات لدى المراهق المتوحد

من أهم المشكلات التي يواجهها طفل طيف التوحد في مرحلة المراهقة هي نقص المعلومات، فضلًا على اهتماماته الغريبة، فقد تجده مهتمًّا بالحيوانات والكواكب والنجوم.

لذلك يواجه المراهق المتوحد مشكلة الاندماج مع أقرانه في الحوارات والنقاشات؛ نظرًا لنقص المعلومات في الموضوع الذي يتحدثون فيه. على سبيل المثال، قد تجد الأقران يتحدثون عن مباراة كرة قدم في بطولة عالمية، ومع ذلك تجده منصرفًا عن الحوار، كون هذه الرياضة لا تمثل اهتمامًا له، فضلًا عن غياب المعلومات بشأن لعبة كرة القدم والفرق الرياضية والمنافسات التي تخوضها.

لذلك من الأشياء التي يجب على الوالدين الاهتمام بها مع طفل طيف التوحد هي تزويده بالمعلومات الضرورية عن الأشياء من حوله التي تمكِّنه من الدخول في حوارات ونقاشات مع الأصدقاء.

على الآباء والأمهات أن يضعوا جدولًا أسبوعيًّا يتضمن زيادة معلومات الطفل في واحد من الموضوعات العامة والمهمة التي تُعدُّ مثار اهتمام الأقران في مرحلته العمرية التي غالبًا ما تكون مطروحة في نقاشاتهم، مثل كرة القدم، الموضة والأزياء وغيرها.

كلما زادت معلومات المراهق المتوحد، زادت فرص اندماجه مع أقرانه ومشاركته في النقاشات والحوارات، وهو ما ينعكس بالإيجاب على علاقاته الاجتماعية وتكوين الصداقات مع أشخاص لديهم نفس الاهتمامات.

والعبرة ليست بزيادة حصيلة المعلومات لدى الطفل المراهق، إذ لا بد من استخدامها في الحوارات والنقاشات المناسبة للمعلومات التي لديه. وهنا نشير إلى أن طفل طيف التوحد يكتسب القدرة على التعبير قبل فهمه ما يقول، وهكذا في القراءة قد تفوق قدرته قدرة الأطفال العاديين، لكنها تبقى في النهاية قراءة حرفية، دون وعي أو فهم بما وراء السطور.

اقرأ أيضًا: هكذا نحمي طفل التوحد من التنمر!

مشكلات المراهق المتوحد في أثناء الحوار

المراهق المتوحد قد يواجه بعض الصعوبات في أثناء الحوار مع الأقران، كفهم الأشياء التي تذكر أو يراها؛ لأن المتوحد يقف عند ظاهر الشيء ولا يدرك ما وراء المعنى.

فضلًا على أن تركيز طفل طيف التوحد يقتصر على أشياء أو أجزاء محددة، فقد ينظر إلى سيارة حديثة، لكن تركيزه ينصب فقط على إطاراتها دون باقي أجزائها.

من الأشياء التي يجب على الوالدين أخذها في الاعتبار هي فهم طفل طيف التوحد لنبرة الصوت، ومن ثم يمكنه معرفة ما إذا كنت غاضبًا أم مسرورًا، وبذلك يجب أن تتفق نبرة الصوت مع ما تريد توصيله للطفل.

الحوار مع الأصدقاء يتطلب شيئًا مهمًّا يفتقده طفل طيف التوحد، ألا وهو الشعور بالآخرين، فيبدي تعاطفه عندما يستدعي الموقف ذلك، أو غضبه. وهذا ما يجعل الوالدين أمام مسؤولية تدريب أطفالهم منذ الصغر على طريقة التعبير عن مشاعرهم، كأن يمد يده لمصافحة الآخرين عند السلام.

كذلك يمكن تدريب الطفل وتعليمه طريقة الابتسام عن طريق تحريك جانبي الفم بطريقة معينة، ويمكن أيضًا تمثيل التعبيرات المختلفة من فرح، حزن، غضب، دهشة.. إلخ مع ذكر أسماء هذه التعبيرات واستخدام نبرة الصوت المناسبة.

من الممكن أيضًا تدريب الطفل منذ الصغر على توجيه ذراعيه عند اللقاء والعناق مع الأقارب والأصدقاء، كما يمكن أيضًا تعليمه القبلات، وذلك بوضع الشفاه على خد الوالدين.

وأنتم، أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في موضوع المقالة في التعليقات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة