أفضلية منهج منتسوري لطفل صعوبات التعلم.. إليك المبررات

كثيرة هي التحديات التي تواجه طفل صعوبات التعلم، فغالبية المناهج المصممة لأطفال الروضة تهتم بمهارات ما قبل القراءة، دون اهتمام بالأطفال الذين يعانون قصورًا في هذه المهارات.

توجد حالة من عدم الرضا، وتظهر نتائج عدد من الدراسات والبحوث بشأن المحتوى والأنشطة المقدمة لأطفال الروضة، كونها لا تتيح لطفل صعوبات التعلم أن ينمي مهارات ما قبل القراءة لديه على نحو جيد.

منهج منتسوري واحد من أشهر المناهج التربوية الذي أثبت فعاليته مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في العقود الأخيرة، كونه يركز على التعلم عن طريق اللعب والتفاعل مع البيئة، ويعتمد فلسفة أن الأطفال يتعلمون على نحو أفضل عندما يمنحون الحرية لاختيار الأنشطة والألعاب التي تناسب إمكاناتهم وقدراتهم.

اقرأ أيضًا: كيف نستفيد من منهج منتسوري مع أطفال صعوبات التعلم؟

والسؤال..

ماذا يقصد بصعوبات التعلم، ومهارات ما قبل القراءة؟

صعوبات التعلم في أبسط معانيها هي مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات تجعل الطفل يواجه صعوبات سواء فيما يتعلق بالقراءة أم الكتابة أم النطق، فضلًا على مشكلات الانتباه والتركيز والتفكير، والمسائل الرياضية.

أما مهارات ما قبل القراءة فتعني المهارات التي يجب أن يتقنها طفل الروضة قبل دخول المدرسة التي من شأنها أن تساعده على الاستعداد لتعلم القراءة؛ مثل: الوعي الصوتي؛ أي أن يتعرف الطفل إلى الأصوات والكلمات والمقاطع، والتفاعل مع النصوص؛ مثل: قراءة القصص والاستماع إليها والتفاعل مع الصور.

فضلًا على التعرف إلى الحروف وأشكالها وأصواتها، وتطوير مهارات الاستماع لفهم المحتوى، وتطوير مجموعة من الكلمات التي يعرفها ويستخدمها.

ونظرًا لأهمية مرحلة الطفولة المبكرة في حياة الطفل كونها تؤثر في تكوين حياته وشخصيته، فبهذا تنبع أهمية تنمية مهارات ما قبل القراءة للطفل في هذه المرحلة الحرجة والحساسة من حياته، فالطفل صفحة بيضاء نكتب فيها ما نريد من القيم والمبادئ والمهارات التي يحتاج إليها في سنوات عمره المقبلة، ومن شأنها أن تجعل منه شخصًا سويًا.

اقرأ أيضًا: كيف نستفيد من مبادئ منتسوري في تنمية مهارات الطفل؟

فاعلية أنشطة منتسوري

تشير نتائج الدراسات إلى فاعلية أنشطة منتسوري في تحسين مهارات ما قبل القراءة لدى طفل صعوبات التعلم، كونها تركز على تطوير قدراته وتحفزه على الاستكشاف، والتعلم النشيط بما يوافق إمكانياته، في بيئة تعليمية مرتبة ومنظمة على نحو دقيق للغاية.

ليس هذا فحسب، بل إن البرامج التدريبية القائمة على أنشطة منتسوري تسهم في تحسين قدرة الأطفال على التركيز والانتباه، وتطور مهاراتهم المعرفية واللغوية على نحو واضح.

ما يعني أن برامج التدريب القائمة على أنشطة منتسوري من شأنها أن تحسن مهارات ما قبل القراءة لدى الأطفال المعرضين لصعوبات التعلم، فالجو العام يوفر بيئة تعليمية مناسبة لتنمية القدرات اللغوية والمعرفية للأطفال، ويعزز تطوير مهارتي الانتباه والتركيز لاكتساب مهارات القراءة.

اقرأ أيضًا: كيف نستفيد من مبادئ منتسوري مع طفل فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

مزايا أنشطة منتسوري

من مزايا أنشطة منتسوري أنها تركز على قدرات الطفل منذ الصغر والعمل على تنميتها، بعيدًا عن أسلوب الحفظ والتلقين وحشو أدمغة الطفل بكم رهيب من المعلومات الجافة.

بالنظر لمنهج منتسوري نجده يركز على حرية الطفل في اختيار الأنشطة التي تناسب قدراته وإمكاناته، ويشجع مبدأ الاستقلالية والاعتماد على النفس في فصول هادئة وآمنة ومنظمة تدعم حاجته للتركيز والانتباه.

فضلًا على التعلم الذاتي الذي يكتسبه الطفل بنفسه عبر التفاعل مع الأنشطة والوسائل التي يستخدمها، فيكرر الطفل النشاط أكثر من مرة حتى يصل إلى درجة الإتقان.

من التحديات التي تواجهها الأمهات مع أطفالهن في هذه المرحلة العمرية ما يتعلق بالرعاية الذاتية، والاعتماد على النفس في قضاء حاجاته بنفسه، دون مساعدة من أحد، وهي أحد الشروط التي يجب توافرها قبل إلحاق الطفل بالروضة، في منتسوري يتعلم الطفل هذه المهارات والمشاركة في المهمات المنزلية والأسرية.

فهو يسعى إلى صقل مهارات الطفل، وإبعاده عن تأثيرات الكبار، مع التأكيد على تمتعه بقدر كبير من الحرية في اختيار الوسائل والأنشطة، التي بها يستكشف البيئة حوله.

وفق فلسفة منتسوري فإن الطفل يتعلم بالممارسة أكثر من التذكر، فيتعلم الأطفال بالتفاعل مع المواد والوسائل التعليمية دون تدخل من المعلم أو المعلمة في تحديد زمن النشاط، وهو ما يتيح للطفل الفرصة لتكرار النشاط عدة مرات في حالة رغبته بذلك.

ما يميز هذه الفلسفة أيضًا مبدأ الشمولية، فهو لا يقتصر فقط على الأساسيات، وإنما يدرس أيضًا الرياضيات، وجسم الإنسان والجغرافيا وعلم النبات والحيوان والفلك والتاريخ، ويتعلم المهارات العملية اليومية؛ مثل: الخياطة والنجارة، كل هذا في بيئة تفاعلية مرتبة منظمة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة