أغرب أسباب الإصابة بألزهايمر، أحدها الآن في يدك

حين يتقدم الإنسان في العمر يصبح عرضة لكثير من الأمراض، ومن أخطر هذه الأمراض: ألزهايمر، فهو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف؛ وهو تدهور تدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية.

ويمكن أن تؤثر هذه التغيرات في قدرة الشخص على أداء وظائفه، وهذا المرض منتشر بنسبة مرعبة، فيعيش في الولايات المتحدة نحو 6.5 مليون شخص مصاب بداء ألزهايمر في سن 65 فأكبر حسب آخر الإحصائيات الصادرة في ذلك الشأن.

ويمكن تعريف ألزهايمر بأنه اضطراب في الدماغ يتفاقم بمرور الوقت، ويتسم بحدوث تغيرات في الدماغ تؤدي إلى ترسبات لبعض البروتينات، وهو ما يؤدي إلى حدوث تقلص في الدماغ وموت خلاياه في النهاية.

قد يهمك أيضًا مرض ألزهايمر.. أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه

أعراض الإصابة بألزهايمر

إن فقدان الذاكرة هو العرض الرئيس لداء ألزهايمر، والعلامات المبكرة لهذا تتمثل في صعوبة تذكر الأحداث أو المواقف والمحادثات ومواضع الأشياء، لكن بمرور الوقت يزداد الأمر سوءًا، فيؤثر فقدان الذاكرة في القدرة على أداء الوظائف في العمل أو في المنزل.

ومن أمثلة ذلك: تكرار العبارات والأسئلة نفسها دون الانتباه للأجوبة والردود عليها، وكذلك الضياع في أماكن كان المريض يعرفها جيدًا، هذا بجانب نسيان أسماء أفراد العائلة والأشياء المستخدمة يوميًا.

وقد ينتج عن هذا بعض السلوكيات العدوانية لدى المريض؛ لأنه يفقد الثقة فيمن حوله، حتى إنه يفشل في تذكر أسماء بعض المحيطين به، وإن كانوا من أقرب الناس إليه.

لكن ثمة أعراض أخرى قد تبدو غريبة إلينا، لكنها تشير إلى الإصابة بألزهايمر في مرحلة مبكرة، ومن هذه الأعراض:

النوم المتقطع

حيث يعاني المرء من عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم المتواصل، بالطبع توجد أسباب أخرى لحدوث هذا، لكن الإصابة بألزهايمر ترتبط بالنوم القليل والمتقطع، لا سيما في المرحلة المبكرة منه.

عدم القدرة على شم زبدة الفول السوداني

وهذا العَرَض قد يبدو غريبًا جدًا، ولهذا تعمدت أن أضمنه في عنوان المقالة هذا، لكن فعلًا انتبه بعض العلماء والباحثين إلى ارتباط ألزهايمر بفقدان القدرة على شم رائحة زبدة الفول السوداني، وهذا ما يدفع بعض الأطباء إلى إجراء ما يسمى باختبار زبدة الفول السوداني على المرضى في سبيل التحقق من إصابتهم بألزهايمر من عدمها.

لهذا أقول لك: إذا تخوفت من نسيانك بعض الأشياء والأحداث، قرِّب زبدة الفول السوداني من أنفك، فإذا تمكنت من شم رائحتها فأنت إذن في مأمن من الإصابة بألزهايمر، أما إذا لم تتمكن من شمها... لا أستطيع أن أخبرك!

قد يهمك أيضًا مرض ألزهايمر.. أسبابه ووسائل علاجه بالأعشاب

أسباب الإصابة بألزهايمر

لا تزال الأسباب الدقيقة وراء الإصابة بداء ألزهايمر غير مفهومة بالكامل، ولكن يعد السبب المباشر هو وجود بروتينات في الدماغ لا تؤدي وظيفتها على نحو طبيعي، وهذا يسبب اضطرابًا في عمل الخلايا العصبية الدماغية، وهذا يؤدي بدوره إلى سلسلة من المشكلات؛ حيث تتعرض الخلايا العصبية للتلف، وتفقد الاتصال فيما بينها، وتموت في النهاية.

لكن ما سبب وجود هذه البروتينات التي تسبب هذه الأضرار؟ يعتقد العلماء بوجود مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية المتعلقة بنمط الحياة هي التي تؤثر في الدماغ بمرور الوقت، لكن من الصعب تحديد طبيعة عمل هذه العوامل على نحو دقيق، ومن هذه العوامل:

سوء التغذية، ونقص فيتامين ب 12

الذي له دور أساسي في الحفاظ على الوظيفة الطبيعية للخلايا العصبية، وإنتاج خلايا الدم الحمراء والحمض النووي، وكذلك نقص فيتامين د الذي يعمل على تقوية المناعة، والتقليل من خطر الأمراض المناعية.

الجفاف

وعدم الحصول على كميات كافية من الماء النقي، أو الإكثار من شرب الماء البارد الذي يقلل إنزيم البيبسن وهو أحد الإنزيمات المسئولة عن هضم البروتينات، وتحويلها إلى أحماض أمينية.

أيضًا الجفاف والماء البارد كلاهما يؤثران في الإنسولين، ويقللان كمية البروتين الموجود بالبشرة الدماغية التي تسمى Hippocampus.

الأدوية مضادات الاكتئاب والمهدئات

فقد يؤدي الإفراط في تناول هذه الأدوية إلى الإصابة بمتلازمة السيروتونين، ومن بين أعراضها: الارتباك، والأرق، والصداع.

الأدخنة والملوثات

خاصة تلك التي تشتمل على الألومنيوم والرصاص والزئبق، فتتراكم هذه المواد في الدماغ وتدمر الخلايا العصبية. وقد أظهرت دراسات حديثة -أُجريت على الحيوانات- أن جسيمات التلوث العالقة بالهواء قد تسرِّع انهيار الجهاز العصبي.

وأظهرت بعض الدراسات التي أُجريت على الإنسان أن التعرض لتلوث الهواء يرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالخَرَف، خاصةً التلوث الناتج عن عوادم السيارات وحرق الأخشاب.

التفريغ الرقمي

وهو مصطلح حديث النشأة وغير متداول بكثرة، لكنه يشير إلى الاعتماد المكثف على الآلات الرقمية ومحركات البحث في إجراء العمليات الحسابية، وحل الألغاز، والحصول على المعلومات، فيؤدي هذا إلى التقليل من العمليات الذهنية الطبيعية التي تحتاج إلى التفكير والتذكر، ما يؤدي إلى خمول الخلايا العصبية المسئولة عن هذا.

الإصابة بعدوى بكتيرية اسمها Porphyromonas gingivalis

فعلى الرغم من وجود هذا النوع من البكتيريا في تجويف الفم، فإن العلماء اكتشفوا ارتباطها بمرض ألزهايمر؛ لأنها تنتج بروتينًا يدمر الخلايا العصبية في المخ.

قصور الغدة الدرقية

وذلك لأن هذه الغدة تفرز كثيرًا من الهرمونات التي تعمل على تطور المخ، ويحدث قصور الغدة الدرقية عندما لا تنتج ما يكفي من الهرمونات لتلبية احتياجات الجسم؛ ما يؤدي إلى تباطؤ في بعض وظائف الجسم، ومن أعراض هذا القصور: قلة التركيز، وضعف الذاكرة.

قد يهمك أيضًا هل يشكِّل دواء ليكيمبي بارقة أمل لمرضى ألزهايمر؟

كيف نتفادى الإصابة بألزهايمر على نحو طبيعي؟

لا يوجد علاج يشفي من داء ألزهايمر، وقد تحسِّن الأدوية أعراض المرض مؤقتًا أو تبطئ تقدمه، لكنها لن تنجح في ذلك طويلًا.

لذلك كان العمل على تحقيق الوقاية منه أفضل من الاعتماد على العلاج بعد الإصابة به، ومن وسائل الوقاية من هذا المرض:

ممارسة الرياضة بانتظام

لأنها تعمل على تدفق الدم على نحو طبيعي، وهذا يساعد الجسم في القيام بوظائفه الحيوية على نحو مثالي.

اتباع نظام غذائي صحي

من الخضر والفواكه الطازجة، والزيوت الصحية، والأطعمة منخفضة الدهون المشبعة؛ لأنها تقلل تكوُّن البروتينات الضارة المسببة ألزهايمر.

هذا بالطبع بجانب اتباع إرشادات العلاج للتحكم في ارتفاع ضغط الدم والسكري، وارتفاع مستوى الكوليستيرول.

الاعتماد على المخ في إجراء العمليات الحسابية

وحل الألغاز وتقليل الاعتماد على الأجهزة والآلات الرقمية، لتنشيط خلايا التفكير والتذكر باستمرار.

وأيضًا تقليل الإمساك بالجوال واستعمال التطبيقات الذكية باستمرار؛ لأن كثرة مشاهدة الريلز ومقاطع الفيديو القصيرة يعمل على إدخال كم كبير من المعلومات إلى المخ، وهذا يسبب ما يسمى بالإجهاد الرقمي، والتشوش وما يعرف بـAttention span.

ختامًا.. ألزهايمر مرض تحللي عصبي مزمن، يصيب الإنسان في مراحل الشيخوخة، ويُحدث تدهورًا تدريجيًّا في الذاكرة والقدرة على التفكير، والمهارات السلوكية والاجتماعية.

وهذا المرض ليس له أسباب محددة، لكن كثيرًا من العوامل الوراثية والبيئية تؤثر في الدماغ، وتؤدي إلى الإصابة به، وله أعراض شائعة ومعروفة، وأعراض أخرى غريبة وغير مألوفة، والسبيل الوحيد للنجاة منه هو تجنب الإصابة به.

والآن أخبرني مجددًا: هل بوسعك أن تشم رائحة زبدة الفول السوداني؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة