المدرسة الأيونية، واسمها أيضًا المدرسة الطبيعية، نشأت في إقليم يوناني بآسيا الصغرى بمدينة اسمها ملطية في القرن السابع قبل الميلاد، وكان الشاغل والسؤال الأهم الذي شغل تلك المدرسة هو أصل الوجود.
وينقسم فلاسفة تلك المدرسة إلى قسمين: القسم الأول اسمه الأيونيون الأوائل، وهم طاليس وإنكسماندر وإنكسيمنيس؛ وقسم آخر اسمه الأيونيون اللاحقون، وهم إناكساغوراس وهراقليطس وإمبادوقليس وغيرهم.
طاليس
فيلسوف وعالم رياضيات وفلك، كان متبحرًا في العلوم، ورحل إلى بلاد الشرق طالبًا للعلم، وكان من المهتمين بالسياسة والأخلاق وتعلم الهندسة في زيارته مصر وبابل، واستطاع أن يبرهن على أن الزوايا المرسومة في نصف الدائرة قائمة، وعلَّم المصريين قياس الهرم بقياس ظله، وأدخل عددًا من العلوم إلى بلدة ملطية، وأنبأ بحدوث كسوف كلي للشمس الذي وقع في يوم 28 مايو عام 585 قبل الميلاد، وكان يعمل مهندسًا حربيًا في خدمة قارون آخر ملوك ليديا في آسيا الصغرى.
وأما أفكاره الفلسفية فهي مرتبطة بأنه كان يرى أصل الوجود هو الماء، وأن الماء هو الذي صدرت عنه الموجودات جميعها، وقال إن الأرض قرص مسطح، يطفو على سطح الماء، وناقش بعض الباحثين رأي طاليس في أصل الوجود، فقالوا إنما طاليس قال إن أصل الوجود هو الماء لتأثره بأفكار الشعراء الأسطوريين؛ مثل هيومروس الذين قالوا إن أصل الوجود هو إقيانوس، وهي كلمة إغريقية معناها بالعربية المحيط.
إنكسيماندر
فيلسوف كان عالمًا بالجغرافيا والفلك، وكان من تلاميذ طاليس، لكنه لم يوافق معلمه في أصل الوجود، بأنه مادة محدودة، وكان يرى أن أساس الوجود مادة لا نهائية غير قابلة للتحديد بلا شكل وبلا صفات، تسمى تلك المادة الإبيرون، وكانت له نظريات عدة في العلوم المختلفة تشبه ما توصل إليه العلم الحديث.
إنكسيمانس
كان تلميذ إنكسميندر، لكنه خالف معلمه في أصل الوجود، فكان يرى أن أصل الوجود شيء محدود كطاليس، لكنه رأى أنه الهواء وليس الماء، وقال عن الهواء: «إنه غير متناه، يحيط بالعالم ويحمل الأرض»، ولا نعرف السبب الذي جعله يقول إن أصل الوجود هو الهواء.
وكانت له أفكار عدة في علم الفلك، منها أنه كان يقول إن الأرض قرص مسطح معتمد على قاعدة، وعلل اختفاء الشمس من المساء إلى الصباح بأن جبالًا شاهقةً تحجبها عن الأعين من جهة الشرق، وقيل إنها أبعد عن الأرض في الليل منها في النهار.
👍👍👍
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.