ليس سرًّا أنَّ الاحتيال المالي يعد جريمة كبرى يعاقب عليها فاعلوها بشدة وتُفرض عليهم غرامات هائلة، ويمكن أن يختلف مدى جريمتهم على نحو كبير، لكن في بعض الحالات ما فعلوه يؤدي إلى فقد مليارات الدولارات وينتهي الأمر بإفلاس عدة شركات.
في هذا المقال سنتعرف سويًّا إلى 10 من أشهر عمليات الاحتيال المالي في العالم.
اقرأ أيضاً الجريمة والعقاب – توبة اللص
أشهر عمليات احتيال في العالم
ثيرانوس
هذه إحدى أشهر عمليات الاحتيال في التاريخ، فوعدت إليزابيث هولمز مديرة شركة ثيروانس بتغيير عالم الطب بتكنولوجيا جديدة، وأقنعت كبار رجال المال والأعمال بالاستثمار في شركتها، لكن بمرور الوقت كُشف أن شركتها تستخدم أجهزة شركات موجودة فعلًا في الأسواق.
وقتها، اتهمت هيئة الأوراق المالية والبورصات المليارديرية إليزابيث هولمز بالكذب، لتخصيص أكثر من 700 مليون دولار لشركتها ثيرانوس في استثمارات خارجية.
وفي النهاية توصلت هولمز إلى تسوية مع المستثمرين، ووافقت على دفع غرامة قدرها 500,000 دولار، وتسليم 19 مليون سهم من الشركة، ولا يسمح لها بالعمل بشركة في مجال الطب مدة 10 سنوات، بعد أن حُكم عليها بالسجن 11 عامًا.
كيربيجون كالدويل وجريج سميث
اتهمت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية رجل الأعمال كيربيجون كالدويل والمخطط المالي جريج سميث بمخطط يزعم أنه ينطوي على إغراء الأشخاص بالاستثمار في السندات الصينية القديمة دون أي قيمة، مع الوعد بعوائد كبيرة، وخُدع 29 مستثمرًا معظمهم من كبار السن، وحُصد منهم 3.4 مليون دولار.
ينص بيان صحفي صادر عن وزارة العدل على أن كل متهم قد يسجن 30 عامًا، وغرامته قدرها مليون دولار.
تشارلز بونزي
أثار المهاجر الإيطالي تشارلز ضجة كبيرة بجرائمه، لدرجة أن أي احتيال استثماري أو مخطط هرمي ارتكبه كان يحمل اسمه، فمن عام 1918 إلى عام 1920 أدار بونزي مخططًا تجاريًا دوليًا واسع النطاق يتضمن قسائم الرد على طوابع البريد.
وفي وقت من الأوقات، كان بونزي يكسب 250 ألف دولار يوميًا في بوسطن بأمريكا حينما كان يعيش فيها بعد الحرب العالمية الأولى، لكن انتهى به الأمر إلى جمع 7 ملايين دولار ووجهت إليه 86 تهمة احتيال عبر البريد، بعد أن وعد بتحقيق أرباح كبيرة، لكنه فشل في ذلك بسبب عدم وجود قواسم كافية.
اقرأ أيضاً بين الغباء والخطأ.. أسوأ اللصوص حظاً في العالم
عمليات احتيال أخرى مشورة
إنرون
تعرضت شركة الطاقة التي مقرها هيوستن لانهيار هائل في عام 2001 بعد عملية اندماج فاشلة، كان أكبر إفلاس للولايات المتحدة.
كانت حيلة إنرون عن طريق المبالغة في الأرباح، وعُثر على عدة مديرين تنفيذيين مذنبين بارتكاب جرائم مختلفة من وغسل أموال.
بيرني مادوف
يقضي الرئيس الأسبق لأحد البورصات مادوف حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 150 عامًا في السجن الفيدرالي بتهمة الاحتيال في الأوراق المالية، بعد أن اعتقلته السلطات عام 2008، كان مستثمرًا يحظى باحترام كبير حتى علم أنه كان يحتال ويخدع المستثمرين بطريقة بوزني، ما تسبب في خسارة 65 مليار دولار لمستثمريه.
فرانك أبيرجنيل جونيور
قصة المحتال المحترف أباجنيل رائعة للغاية لدرجة أن ليوناردو دي كابريو رواها بفيلم في عام 2002 بعنوان "امسكني إذا استطعت"، وذلك عام 2002 "Catch Me If You Can".
أجرى المحتال كثيرًا من عمليات النصب، فزوَّر أوراقًا ليكون طيارًا وطبيبًا وأستاذًا جامعيًا، مع أنّه لم يحصل على تدريب في أي من هذه المجالات، ولم يكتفِ بهذا الحد طبعًا بل ضرب الشيكات والتراخيص والبطاقات الشخصية.
جوردان بلفور
بعد 11 عامًا من تصوير أباجنيل أدى دى كابرويو دور محتال حقيقي آخر في "The Wolf of Wall Street"، قضى جوردان بلفور المتعطش للمال 22 شهرًا في السجن بتهمة الاحتيال في الأوراق المالية وغسل الأموال.
ورلد كوم
تورط آرثر اندرسين في قضية احتيال ضخمة عندما لاحظوا وجود مخالفات وممارسات محاسبية لم تكن مقبولة في مكتب WorldCom، فاستخدمت شركة الاتصالات تحويلات داخلية ونفقات تشغيل زائفة لإخفاء الأرباح المتناقصة.
وقدمت شركة WorldCom طلبًا للإفلاس في عام 2002، وسُجن الرئيس التنفيذي والمدير المالي بتهمة الكذب بشأن ارتفاع تضخم أصول الشركة بنحو 11 مليار دولار.
كولومبيا
اندمجت شركة Hospital Corporation of America وColumbia Healthcare Corp عام 1994 لتشكيل شركة تدير 192 مستشفى.
داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي عام 1997 عمليات النصب والتزوير التي تقودها الشركة، واضطرت الشركة لدفع غرامة تقدر بـ1.74 مليار دولار، وأجبرت الرئيس التنفيذي ريك سكوت الذي يشغل الآن منصب حاكم ولاية فلوريدا على الاستقالة.
روبرت ألين ستانفورد
في عام 2009 اتهمت هيئة الأوراق المالية والبورصات روبرت ألين ستانفورد بخطة تتضمن شهادة ببرنامج إيداع بمليارات الدولارات، يُزعم أن ستانفورد استخدم شركته التي مقرها أنتيجوا، بنك ستانفورد الدولي، لبيع ما يقرب من 8 مليارات دولار من الأقراص المدمجة للمستثمرين، ما يوفر الإغراء المعتاد بعوائد كبيرة.
وفي عام 2009 زعمت لجنة الأوراق المالية والبورصات أن SIB أساء تمثيل برنامج الأقراص المضغوطة الخاص بها، ما أدى إلى الاحتيال على المستثمرين وفقًا لوزارة العدل، فإن ستانفورد اختلس 7 مليارات دولار من SIB لتمويل أعماله الشخصية وعيش حياته.
جيمس بول لويس
عمليات الاحتيال على الأموال غالبًا ما تنطوي على تحريف الحقائق، ولكن جيمس بول لويس أخذها خطوة إلى الأمام، فأدار لويس الاستشاريين الماليين في مقاطعة أورانج ووعد المستثمرين بعوائد سنوية تتراوح من 18٪ إلى 40٪، وفقًا لإصدار عام 2005 من الولايات المتحدة.
ورغم أنه أخبر المستثمرين أنه سيستخدم المال لشراء وبيع الشركات المتعثرة، وتقديم قروض تجارية، وتأجير المعدات الطبية وأقساط التأمين المالي؛ فإن لويس كانت لديه خطط أخرى للحصول على المال.
"إثراء نفسه والآخرين"، وبحسب ما ورد اشترى منازل وسيارات فاخرة، واستثمر في شركات أخرى بأموال المستثمرين واستخدم أموالًا لتداول العقود الآجلة للعملة.
لم يتمكن أحد من اكتشاف عملية احتيال الاستثمار مدة سبع سنوات، وفي النهاية جمع مخططه الاحتيالي هذا أكثر من 300 مليون دولار، وشارك فيه أكثر من 3000 مستثمر وتسبب في خسارة الضحايا بما لا يقل عن 50 مليون دولار، وفقًا للبيان في عام 2005 الذي أقر لويس بأنه مذنب في الاحتيال عبر البريد وغسل الأموال.
في النهاية، عالم الجريمة المالية نشيطٌ دائمًا، وتُكتشف حالات جديدة من المخالفات طوال الوقت، فإذا اتصل بك شخص استثماري مثلًا ووعدك بمضاعفة مدخرات حياتك في غضون بضع سنوات، فاحرص على عدم الوقوع ضحية لعمليات الاحتيال المالية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.