أعراض بطانة الرحم المهاجرة وأهم أسبابها ووسائل العلاج

بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis) هي حالة طبية شائعة نسبيًّا، تصيب كثيرًا من النساء في سن الإنجاب. تحدث هذه الحالة عندما ينمو نسيج مشابه للبطانة الداخلية للرحم (الأنسجة المبطنة للرحم) خارج الرحم في أماكن أخرى من الجسم، مثل المبيضين أو قنوات فالوب أو حتى الأمعاء. تُعد هذه الحالة من الأمراض المزمنة التي قد تسبب كثيرًا من الأعراض المزعجة وتؤثر في جودة الحياة اليومية، بالإضافة إلى تأثيراتها المحتملة على القدرة الإنجابية. 

ومن العجيب أن هذا المرض لم يتم تشخيصه إلا منذ عقود قليلة، وكان ذلك بالصدفة البحتة؛ نظرًا للتطور الذي أحدثته المناظير الجراحية. في هذا المقال سنتطرق لكثير من الأمور المتعلقة بهذا المرض (بطانة الرحم المهاجرة).

أسباب بطانة الرحم المهاجرة

يُعد السبب الرئيس الدقيق لبطانة الرحم المهاجرة غير واضح حتى الآن، ولكن توجد عدة نظريات تفسر ظهور هذه الحالة:

الطمث الرجعي retrograde menstruation

أكثر النظريات شيوعًا وقبولًا في الأوساط الطبية، هي أن الدم الحيضي قد يعود إلى الوراء عبر قنوات فالوب إلى تجويف البطن بدلًا من الخروج من الجسم. ويمكن أن يؤدي هذا الدم الرجعي إلى زراعة خلايا بطانة الرحم في الأنسجة المحيطة.

الوراثة

يعتقد العلماء وجود علاقة بين تاريخ العائلة والإصابة ببطانة الرحم المهاجرة. فإذا كانت واحدة من أفراد العائلة مصابةً، فقد توجد احتمالية أكبر للإصابة بالحالة نفسها.

ضعف جهاز المناعة

قد يُسهم ضعف جهاز المناعة في السماح لنسيج مشابه للرحم بالنمو خارج الرحم دون أن يتم التعرف عليه من قبل جهاز المناعة وتدميره.

الهجرة الخلوية

تفسر هذه النظرية أن خلايا بطانة الرحم قد تهاجر إلى أماكن غير طبيعية في الجسم خلال تطور الأنسجة داخل الجسم في أثناء الطمث أو الحمل.

أعراض بطانة الرحم المهاجرة

تختلف الأعراض حسب موقع وشدة حالة بطانة الرحم المهاجرة. فيمكن أن تكون الأعراض خفيفة وغير مهمة في بعض الحالات، في حين قد تكون شديدة للغاية في حالات أخرى، إلى درجة التأثير في الحياة الاجتماعية والإنجاب وغيرها. ومن أبرز الأعراض التي قد تظهر:

  • ألم الحوض: يُعد ألم الحوض من أكثر الأعراض شيوعًا، حيث تشعر المريضة بألم حاد أو مزمن في منطقة الحوض، خاصةً خلال الدورة الشهرية.

أعراض بطانة الرحم المهاجرة

  • الحيض المؤلم (dysmenorrhea): تتسبب بطانة الرحم المهاجرة في حدوث دورات شهرية مؤلمة على نحو غير طبيعي، حيث تشعر المصابة بتقلصات شديدة في أسفل البطن وأسفل الظهر، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب الالتصاقات الناجمة عنه.
  • ألم في أثناء الجماع: يمكن أن يتسبب نمو أنسجة مشابهة للرحم خارج الرحم في ألم في أثناء أو بعد العلاقة الجنسية.
  • مشكلات في التبول أو التبرز: إذا انتشر النسيج المهاجر إلى المثانة أو الأمعاء، فقد يؤدي إلى مشكلات في التبول أو التبرز، مثل الألم في أثناء التبول أو التبرز، أو حتى نزيف في أثناء الدورة الشهرية.
  • العقم: قد تؤثر بطانة الرحم المهاجرة في خصوبة المرأة، فتشير الدراسات إلى أن ما يقارب 30-40% من النساء المصابات بها قد يعانين صعوبة في الحمل.

كيفية تشخيص بطانة الرحم المهاجرة

يتطلب تشخيص بطانة الرحم المهاجرة عادةً فحصًا دقيقًا من قبل الطبيب المختص؛ نظرًا لأن الأعراض قد تتشابه مع حالات أخرى مثل متلازمة القولون العصبي أو الالتهابات، فقد يكون التشخيص صعبًا في البداية. وتشمل الوسائل الشائعة لتشخيص الحالة:

  • الفحص السريري: سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني يشمل فحص الحوض؛ للبحث عن أي علامات غير طبيعية في المنطقة المحيطة بالرحم.
  • التصوير الطبي: تشمل التقنيات التي قد يستخدمها الطبيب مثل السونار أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد أمكنة نمو الأنسجة المهاجرة.
  • المنظار البطني (Laparoscopy): هو الطريقة الأكثر دقة لتشخيص بطانة الرحم المهاجرة. ويتم إجراء هذا الإجراء الجراحي بواسطة شق صغير في البطن لإدخال كاميرا لمعاينة تجويف البطن، والتحقق من وجود الأنسجة المهاجرة.

تشخيص بطانة الرحم المهاجرة

كيف يمكن علاج بطانة الرحم المهاجرة؟

لا يوجد علاج شافٍ نهائي لبطانة الرحم المهاجرة حتى الآن، لكن توجد عدة وسائل للتعامل مع الأعراض وتقليل الألم وتحسين الحياة اليومية للنساء المصابات بهذه الحالة. ويشمل العلاج:

الأدوية

  • مسكنات الألم: يمكن أن تساعد الأدوية مثل الأيبوبروفين في تخفيف الألم الناتج عن بطانة الرحم المهاجرة.
  • العلاج الهرموني: يساعد في تقليل إنتاج الهرمونات التي تحفز نمو أنسجة الرحم، مثل استخدام حبوب منع الحمل أو جهاز IUD يحتوي هرمون البروجستيرون.
  • مثبطات الأروماتيز Aromatase Inhibitors: تُستخدم هذه الأدوية في تقليل مستويات الإستروجين في الجسم؛ ما يقلل نمو الأنسجة المهاجرة.

الجراحة

إذا كانت الأعراض شديدة، أو إذا كانت الحالة تؤثر في الخصوبة، قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة المهاجرة. في بعض الحالات، قد يتم اللجوء إلى استئصال الرحم إذا كانت الحالة شديدة للغاية.

العلاج الطبيعي والدعم النفسي

قد يساعد العلاج الطبيعي مثل تمارين الحوض أو اليوغا في تخفيف الألم، إضافة إلى الدعم النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي لتقليل التأثير النفسي لهذه الحالة.

الخصوبة والعلاج الإنجابي

النساء اللواتي يعانين مشكلات في الخصوبة نتيجة لهذه الحالة، قد يلجأن إلى علاجات مثل التلقيح الصناعي (IVF) لتحقيق الحمل.

التأثيرات النفسية

إن معاناة بطانة الرحم المهاجرة قد تؤثر في الصحة النفسية للمرأة تأثيرًا كبيرًا. فالألم المزمن والعقم يمكن أن يسببا مشاعر الاكتئاب، القلق، والعزلة الاجتماعية؛ لذلك، يُنصح بالحصول على الدعم النفسي والعاطفي من قبل مختصين.

ختامًا.. بطانة الرحم المهاجرة هي حالة طبية معقدة تتطلب فحصًا دقيقًا ورعاية صحية شاملة. على الرغم من أن البحوث لا تزال مستمرة لفهم الأسباب والعلاج على نحو أفضل، لكن الخيارات العلاجية المتاحة تساعد النساء في التحكم في الأعراض وتحسين نوعية حياتهن. من المهم أن تظل النساء المصابات على تواصل مع الأطباء المتخصصين للحصول على أفضل رعاية ممكنة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

معلومات مفيدة مشكور صديقي
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.