إن دروس الدعم التي يتلقاها الأطفال تُعَدُّ أمرًا مهمًّا في تنمية قدراتهم وتعزيز تحصيلهم الأكاديمي والمهارات الشخصية. ومع ذلك، يجب أن نتفهم أيضًا وجود بعض الأضرار المحتملة لهذه الدروس على الأطفال وعلى وقتهم.
في هذا المقال، سنناقش أضرار دروس الدعم على الأطفال وكيفية التعامل معها.
اقرأ أيضًا استمرار الدروس الخصوصية وإصرار أولياء الأمور عليها
أضرار دروس الدعم المدرسي على الاطفال
في البداية، يجب أن نذكر أن دروس الدعم يمكن أن تسبب ضغطًا زائدًا على الأطفال؛ وهذا يعود إلى طبيعة الأهداف التي يضعها الآباء والمعلمون حتى الأطفال أنفسهم. قد يتوقع الجميع تحقيق نتائج ممتازة وتفوقًا مستمرًا بواسطة هذه الدروس، وهو ما يضع ضغطًا كبيرًا على الأطفال للتفوق وتحقيق التوقعات المرتفعة. هذا الضغط قد يؤدي إلى شعور الطفل بالقلق والتوتر المستمر، وقد يؤثر سلبًا في صحته العقلية والجسدية.
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي دروس الدعم الزائدة إلى انتهاك حقوق الطفولة؛ لأن الأطفال يُفترض أن يحظوا بفرصة للعب والاسترخاء والتفاعل الاجتماعي. إذا أصبح وقت الطفل محجوزًا تمامًا للدروس والتعلم، فقد يفقد الطفل فرصة التعرف على أنشطة جديدة ومتنوعة والتفاعل مع الآخرين بطرق غير هادفة للتعلم.
وعلى هذا، يتعرَّض الطفل لخسارة فرص التنمية الشاملة والتجارب الحيوية التي تُسهم في بناء شخصيته وتطوير مهاراته الاجتماعية والعاطفية.
وأيضًا، يجب أن نناقش الاحتمالية المتزايدة لإرهاق الطفل نتيجة لدروس الدعم المكثفة. قد يكون الطفل مشغولًا بمجموعة واسعة من الأنشطة والدروس إضافة إلى واجباته المدرسية اليومية. هذا يتسبب في تقليل وقت الراحة والنوم اللازميْن لتجديد طاقته وتعزيز نموه البدني والعقلي، تعب الطفل المستمر يؤثر في تركيزه وانتباهه، ويمكن أن يتسبب في تراجع أدائه العام.
كيف نتعامل مع أضرار دروس الدعم على الأطفال؟
إذا أردنا التعامل مع أضرار دروس الدعم على الأطفال وعلى وقتهم، يجب أن نأخذ بعض التدابير الواجبة.
أولًا: ينبغي أن نكون واعين لاحتياجات الطفل ونوازن بين الأنشطة المدرسية والأنشطة الاجتماعية والراحة، يجب أن يحصل الطفل على وقتٍ كافٍ للعب والتسلية والاسترخاء، وذلك للإسهام في تطويره الشامل وحماية صحته العامة.
ثانيًا: يجب أن نعمل على تخفيف الضغط المفروض على الأطفال بتعزيز العمل الجماعي والتعلم الشامل، بما يُعزِّز التعاون والتفاعل بين الأطفال ويُقدِّم الدعم المناسب والتشجيع، بدلًا من التركيز الحصري على الأداء الفردي.
اقرأ أيضًا . ...الدروس الخصوصية لن تستمر.... ..2...
أضرار دروس الدعم المدرسي على أولياء الأمور
دروس الدعم، التي تقدمها المدارس كونها جزءًا من برامجها الإضافية، قد تكون لها بعض الأضرار المحتملة على الأولياء في بعض الحالات. ومع ذلك، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن هذه الأضرار ليست عامة وتختلف من حالة لأخرى. إليك بعض الأمثلة المحتملة للأضرار:
1- الضغط الإضافي على الأولياء
قد يؤدي إجراء دروس الدعم إلى زيادة الضغط على الأولياء؛ لأنه يتعين عليهم تنظيم جدول زمني إضافي لطفلهم لحضور هذه الدروس وتوفير الموارد اللازمة لها.
2- الإجهاد المالي
قد تكون دروس الدعم مكلفة في بعض الأحيان، لأنه يتعين على الأولياء دفع رسوم إضافية لهذه الدروس. وقد يتسبب ذلك في إجهاد مالي على الأسرة، خاصة إذا كانت الموارد المالية محدودة.
3- الوقت والتباعد الاجتماعي
يمكن أن تتسبب دروس الدعم في استهلاك جزء من وقت الأطفال يمكن أن يقضوه في التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم. قد يفقد الأطفال فرصة اللعب والاسترخاء، ما يؤثر في صحتهم النفسية والاجتماعية.
4- التبعية عند الأولياء
قد يشعر الأولياء بالضغط لإرسال أطفالهم للحصص التكميلية حتى وإن لم يكونوا مهتمين بها أو يشعرون بالحاجة إليها، ويمكن أن يفقد الأولياء الثقة في قدرات أطفالهم ويشعرون بالقلق إذا لم يتلقوا الدعم الإضافي.
5- الانشغال الزائد
في بعض الأحيان، قد يشغل الالتزام بدروس الدعم وقت وانتباه أولياء الأمور على نحو زائد، ما يؤثر في الحياة العائلية، والتفاعل مع الأسرة عامة.
في الختام، يجب أن ندرك أن دروس الدعم للأطفال قد تكون ذات قيمة كبيرة في تعزيز تحصيلهم الأكاديمي وتنمية مهاراتهم. ومع ذلك ينبغي أن نتأكد من عدم إرهاق الطفل وتقديم الدعم الملائم والمتوازن. ويجب أن يوجد توازن بين الأنشطة الدراسية والراحة والتجربة والاستكشاف، وذلك للإسهام في تنمية شخصية الطفل وتعزيز سعادته ورفاهيته العامة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.