كثير من الناس لا يتناولون طعام الإفطار في المنزل؛ لأنهم لا يحسون بالجوع في الصباح الباكر، ولا سيما الطلاب الذين يذهبون إلى مدارسهم أو جامعاتهم في الصباح. وعندما تحين الفرصة، وتبدأ مِعَدهم تُقرقر، يتزاحمون أمام مقصف المدرسة ويشتري قسم كبير منهم ذلك المأكول الشعبي واللذيذ والرخيص نسبيًّا ألا وهو البطاطس المقلية (chips) والمحفوظة في عبوات مفرغة من الهواء.
وحسب مصروف الطالب، فإما يشتري زجاجة عصير أو مشروب غازي، وإما يكتفي بالماء فقط حتى يستطيع أن يهضم الطعام الذي اشتراه.
اقرأ أيضاً الساندويتش وحشوات مختلفة من البطاطس وعجينة الطعمية
أضرار الشيبسي
قد نعرف أن مثل تلك الأطعمة لها أضرار مؤكدة وملحوظة ولا تخفى على أحد، إذ تسبب آلام المعدة أو اضطراباتها، أو قد تكون غير ملحوظة ولكنها تراكمية وتظهر السلبيات فيما بعد. والشيء الوحيد الذي يستفيده مدمنو تلك الأطعمة هو تناول شيء ما، أي شيء، لكي يقضوا على الإحساس بالجوع. وإن تجار تلك الأطعمة يُضيفون إليها بهارات ونكهات أو ما يفتح الشهية، حتى تَقْبَلها النفس وتُقبِل عليها.
على ما يبدو أن كثيرًا من الأعياد مثل عيد البطاطس المقلية ما إلا إعلان تجاري بحت لسلعة بدت تظهر عليها مؤشرات الكساد، إما لأنها لا تضر ولا تنفع وإما لأن أضرارها أكثر من منافعها. وفي المدة الأخيرة، ركزت الدراسات والبحوث على البطاطس المقلية، فتوصل الباحثون إلى أضرارها شديدة الْخَطَر.
ولهذا السبب روَّج أصحاب المطاعم لفكرة عيد البطاطس، ولا أدري ما إذا كان يوجد عيد للطماطم والباذنجان والخبيزة مثل عيد الفلفل الحار والبطاطس المقلية!
أجريت آخر دراسة عن البطاطس في 2020، وكانت نتائج هذه الدراسة عن البطاطس المقلية تحديدًا أن أكثر من ربع المتطوعين من كبار السن (45 سنة - 75 سنة) وعددهم يزيد على 40 ألف قد تناولوا البطاطس مرتين فقط في الأسبوع، ثم أصيبوا باضطرابات القلق، وأصيب آخرون أقل منهم بقليل بالاكتئاب.
وقد توصلت بحوث أخرى سابقة إلى أن البطاطس المقلية تسبب مرض السكري، حتى إن الإصابة بالجلطات بنوعيها -الدماغية والقلبية- يكون السبب المباشر فيها هو تناول البطاطس المقلية.
وما دامت البطاطس المقلية تؤثر سلبًا في الصحة النفسية للناس إلى هذا الحد، فلماذا نتناولها بِشَرَهٍ أحيانًا -ولا سيما الأطفال واليافعين-؟
قد يقول قائل: البطاطس المقلية لا غنى عنها مع بعض أنواع الطعام. حسنًا، فلنأكلها على هيئة فطائر مقلية أو مشوية أو مسلوقة أو مطبوخة ونضيف إليها أشهى المقبلات.
اقرأ أيضاً البطاطس المسلوقة
فوائد قشر البطاطس
تحضرني الآن نكتة تقول: كان راكب من ركاب الحافلة يحمل كيس موز، فأخذ يُقشِّر قرن الموز ويغمسه بالملح ويحتفظ بالقشرة ويرميه من نافذة الحافلة، فاستغرب الجالس بجانبه صنيعه، وسأله ِلمَ تفعل ذلك؟ فأجاب: لا أحب الموز بالملح.
ونحن سنكون أرقى قليلًا من ذلك الراكب، ماذا إذا تخلصنا من لب حبات البطاطس واحتفظنا بالقشر؟ لا أعني ما أقول، إلا أن بعض العائلات الميسورة تفعل ذلك، فقشر البطاطس غني بفيتامينات C,B,A وبالكالسيوم، وهو مضاد للتأكسد، وأيضًا إنه مفيد جدًّا لبشرة الوجه ويقضي على التجاعيد أو يحدُّ منها ويوحد لون الشعر عند الكبار.
والغريب أنه في بعض الدول المنتجة والمصدرة للبطاطس -إذ تُعد البطاطس المنتج الاقتصادي الرابع في العالم- يكون متوسط نصيب الفرد بها 150 كيلوجرامًا سنويًّا، وقد يصل المتوسط إلى 200 كيلوجرام في دول مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة والهند، ويا للأسف فإن معظم هذه الكمية تؤكل مقلية، قد يكون أولئك السكان لا يعرفون تلك الأضرار للبطاطس المقلية، أو قد يعرفونها ولكنهم لا يُبالون.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.